July 23, 2003

محاولة جديدة لفتح حوار بين طهران وواشنطن تمنى بالفشل

«الشرق الأوسط» تكشف تفاصيل عن مباحثات سرية في لندن بين مبعوثين من خامنئي ورفسنجاني ومسؤولين أميركيين

خاص لندن: علي نوري زاده
علمت «الشرق الأوسط» بفشل محاولة لاصلاح ذات البين في لندن بين ايران والولايات المتحدة جرت مطلع الشهر الجاري على هامش ندوة اقتصادية اقيمت في المعهد الملكي للشؤون الدولية في «تشاتام هاوس» بحضور وزير الاقتصاد الايراني طهماسب مظاهري وفريق من مساعديه ومبعوثي مرشد النظام علي خامنئي ورئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني.

وكشف مصدر قريب من الاصلاحيين الايرانيين ان الرئيس محمد خاتمي لم يكن على علم بما كان يدور في لندن في احد الفنادق الكبرى بين ممثلي المرشد ورفسنجاني ووسيط بريطاني وثلاثة من الشخصيات الاميركية كان كل منها يمثل جهازا في ادارة الرئيس جورج بوش. وكما كان خاتمي وتياره غائبين عن مباحثات لندن السرية، فان وزارتي الخارجية الاميركية والايرانية لم تكونا هما ايضا على معرفة مسبقة بالمباحثات.
وكانت «الشرق الأوسط» قد كشفت في مايو (ايار) الماضي في ذروة تبادل الاتهامات بين ايران والولايات المتحدة عن لقاءات سرية تمت في العاصمة اليونانية، اثينا، بين امين مجمع تشخيص مصلحة النظام وقائد الحرس الثوري السابق محسن رضائي والاستاذ الجامعي القريب من رفسنجاني الدكتور صادق زيبا كلام ودبلوماسيين ومسؤولين اميركيين كبار على هامش ندوة نظمتها في اثينا احدى الجامعات الاميركية. ومثل مباحثات اثينا انتهت مباحثات لندن بلا نتيجة ملموسة اثر رفض الجانب الاميركي العروض الايرانية المرفقة ببعض المطالب.
واستنادا الى دبلوماسي ايراني في لندن فان الرئيس خاتمي اطلع على تفاصيل المباحثات السرية التي دارت بعد انتهاء ندوة «تشاتام هاوس» بحوالي اسبوع، وان حسين كاظم بور اردبيلي مرشح ايران لمنصب الامين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) وجواد منصوري، احد مؤسسي الحرس الثوري واستخباراته والمنظر الراديكالي الذي سبق ان تولى مناصب دبلوماسية منها السفارة الايرانية في باكستان، كانا مخولين من قبل رفسنجاني باجراء مباحثات مع كورت ويلدن، وهو احد السفراء غير الرسميين لادارة بوش وكان قد شارك في المباحثات الثلاثية بين اميركا والصين وكوريا الشمالية، واميركي ثان قريب من مستشارة الرئيس الاميركي لشؤون الامن القومي كوندوليزا رايس وضابط كبير في الاستخبارات الاميركية، وهم جميعا شاركوا في ندوة «فرص الاستثمار في ايران» في المعهد الملكي للشؤون الدولية.
وتناولت المباحثات التي جرت في احد فنادق لندن مسألة تفتيش المنشآت النووية الايرانية من قبل مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ودعم ايران للمنظمات الفلسطينية الرافضة للسلام وحزب الله اللبناني، ودور ايران في العراق اضافة الى ملف النظام الايراني في مجال حقوق الانسان. وقد اوضح مبعوثا رفسنجاني بان الرئيس الايراني السابق الذي يرأس مجلس تشخيص مصلحة النظام لا يزال الشخص الوحيد القادر على تأمين مطالب واشنطن بصورة تدريجية لو دعمته الولايات المتحدة في تنفيذ خطته التي تقضي بترشيحه مجددا في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وكشف الدبلوماسي الايراني لـ«الشرق الأوسط» ان احد مبعوثي رفسنجاني اكد لمحدثيه الاميركيين ان مرشد النظام خامنئي مضطر الى الاعتماد على رفسنجاني، فالى جانب كونه مصابا بعدة امراض، فان الاحداث الاخيرة في ايران في ذكرى انتفاضة الطلبة اوضحت له انه لا يحظى بدعم شعبي حيث اصبح هدفا لانتقادات وشعارات رددها المتظاهرون أو وجهها اليه النواب والشخصيات الاصلاحية البارزة في رسائلهم الموجهة.
وقد تسبب ذلك في ان يعتمد اية الله خامنئي اكثر فأكثر على رفسنجاني.
وعلمت «الشرق الأوسط» ان الجانب الاميركي لم يبد حماسة لفكرة الدخول في تحالف سياسي مع رفسنجاني نتيجة لتجارب سابقة من «ايران غيت» الى عملية الافراج عن الرهائن الاميركيين في بيروت. بل ان كورت ويلدن اكد لبور اردبيلي ومنصوري ان ادارة الرئيس بوش لا تعتمد على دبلوماسية الحوارات السرية، بل انها مستعدة فقط للحوار مع مبعوثي الرئيس خاتمي الذي تعتبره رئيسا منتخبا من قبل الشعب يحظى بشرعية ديمقراطية وذلك بصورة علنية وفي اطار اجندة معينة تتضمن ما اعلنته الادارة الاميركية مرارا كشروط تجاه اي تحول في الموقف الاميركي حيال ايران.






All Rights Reserved © كل الحقوق محفوظة

July 23, 2003 02:46 PM






advertise at nourizadeh . com