July 29, 2003

حفيد الخميني يترك قم للإقامة في النجف في خطوة تنطوي على الاحتجاج على الأوضاع في إيران


لندن: علي نوري زاده
انتقل حسين الخميني، حفيد الزعيم الايراني الراحل آية الله الخميني الى مدينة النجف العراقية لمواصلة دراسته الدينية العليا والاقامة في بيت العائلة، حيث عاش زعيم الثورة الايرانية وأسرته 13 عاما، وهو البيت الذي صادرته السلطات العراقية عقب عودة الخميني الى ايران عام 1979.
وفسر المراقبون خطوة حسين الخميني، نجل مصطفى الابن الاكبر للخميني والذي كان قد توفي في النجف قبل الثورة بعام واحد اثر جلطة قلبية، على انها تحد واضح لمرشد الثورة الحالي علي خامنئي الذي لم يكن راغبا في ذلك.

ومنذ سقوط نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين اخذت فكرة احياء حوزة النجف الدينية وازدهارها بفتح مدارس جديدة وتحديث مدارسها القديمة وانتقال بعض كبار العلماء والمراجع من قم الى عاصمة المرجعية الشيعية، تشغل بال المراجع الكبار في ايران لا سيما المعارضون للوضع القائم في البلاد وفي اوساط حوزة قم التي فقدت حسب قول حجة الاسلام سيد علي كمالي مدرّس الفقه المتطور، استقلاليتها في السنوات الاخيرة حيث اغلقت السلطات الامنية المرتبطة بالقيادة العليا جميع طرق وصول الاخماس ومساعدات اهل الخير الى المراجع المستقلين ما تسبب في عجز هؤلاء عن تغطية تكاليف مدارسهم ودفع شهريات الطلبة. وقد اضطر بعض المراجع المعارضين لقبول شروط سلطات الامن، وفي مقدمتها مبايعة خامنئي باعتباره نائب امام الزمان والمرجع الاعلى مقابل رفع الحظر المفروض على مواردهم المالية والسماح لهم بادارة حوزاتهم الدينية، الا ان اربعة من الآيات العظام، وهم حسين علي منتظري وصادق روحاني ويوسف صانعي ومحقق داماد، ظلوا على مواقفهم الرافضة لاوضاع البلاد وحوزة قم.
وذهاب حسين الخميني الى النجف يمثل ضربة موجعة الى محاولات السلطات الدينية في ايران لجعل مدينة قم عاصمة للمرجعية الشيعية. ورغم ان حسين، 46 عاما، ليس مرجعا غير ان شخصيته المتميزة وثقافته الواسعة، فضلا عن كونه الحفيد الاول للخميني من ابنه البكر، ومواقفه الجريئة ضد الحكم الديني منذ اعلان دعمه للرئيس الايراني المخلوع ابو الحسن بني صدر بعد يوم من عزله من قبل جده الامام الخميني، امنت له مكانة رفيعة ليس فقط في الحوزة التي اسسها قبل ثمانين عاما جده لأمه الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي، بل ايضا بين الطلبة والاوساط الجامعية والثقافية والتيار الاصلاحي المؤيد للرئيس محمد خاتمي.
وعلى الرغم من انه كان الاجدر من ابن عمه حسن (نجل احمد الخميني الابن الثاني للخميني) لتولي منصب سادن ضريح جده والمسؤول عن اوقافه، فان السلطات في طهران اسندت المسؤولية الى حسن المعروف بعدم وجود طموحات سياسية لديه وبمعارضته لتدخل الدين في الحكم. وعلمت «الشرق الأوسط» بان حسين الخميني ينوي التصدي لمحاولات الشيخ علي الحائري عديل وزير الاستخبارات الايراني السابق محمد محمدي ريشهري، وصهر رئيس مجلس الخبراء آية الله علي مشكيني، والذي انتقل مؤخرا الى العراق برفقة عدد من عناصر استخبارات الحرس الثوري الايراني، لتسييس الحوزة الدينية في النجف.
والحائري القريب من مقتدى الصدر وابيه الروحي محمد كاظم الحائري، شن حملة منذ وصوله الى النجف لأخذ المبايعة لخامنئي، يساعده في ذلك الشيخ البيضائي والشيخ الاشكوري من اعضاء مكتب خامنئي. وقال مصدر قريب من حسين الخميني. ان الاخير قلق جدا لتحول النجف، مثل قم، الى ساحة للصراع بين المرجعية الحقيقية المتمثلة بآية الله علي السيستاني ومن بعده آية الله سعيد الحكيم وآية الله فياضي، ومجموعات متطرفة مثل جماعة مقتدى الصدر والحائري التي تسعى لجعل النجف محطة ترانزيت في طريقها الى الحكم. وحسب هذا المصدر فان حسين الخميني يخشى تكرار التجربة الايرانية في العراق.
ومن جانب آخر، علمت «الشرق الأوسط» ان عددا من الاعضاء الاصلاحيين في البرلمان الايراني هددوا اول من امس وزير الخارجية كمال خرازي الذي حضر الى البرلمان للرد على انتقادات إلهة كولائي، نائبة طهران وعضو لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان، بطرح مشروع على البرلمان لسحب الثقة منه في حالة موافقته على قرار صادر من مكتب مرشد النظام علي خامنئي بتعيين العميد سيف اللهي سفيرا لايران لدى العراق علما ان سيف اللهي الذي كان قائدا لقوات الامن قد انتقل الى مكتب خامنئي تحت ضغط من خاتمي والاصلاحيين الذين رفضوا التعامل معه على رأس قوات الامن بسبب اسلوبه التعسفي في التعامل مع الطلبة والمثقفين. ومنذ ذلك الحين عهد خامنئي بمهمة شؤون العراق والمعارضة العراقية الى سيف اللهي الذي زار العراق في العهد السابق والتقى بقصي وعدي صدام حسين فضلا عن زياراته لمنطقة الحكم الذاتي في شمال العراق قبل سقوط النظام العراقي. والسفارة الايرانية في بغداد هي من اكثر السفارات الاجنبية نشاطا، حيث يواصل الدبلوماسيون وموظفو السفارة اعمالهم بعد سقوط النظام العراقي غير انها تخضع لمراقبة شاملة من قبل القوات الاميركية ليلا ونهارا. وقد استبعد احد النواب الاصلاحيين موافقة خرازي على تعيين سيف اللهي رئيسا للبعثة الدبلوماسية في العراق من دون موافقة البرلمان، واوضح ان المشرف على البعثة حاليا دبلوماسي محنك لم يمض على تسلمه المنصب اكثر من عام ونصف العام، وهو باق حتى اشعار آخر، خاصة ان ادارة بول بريمر حساسة جدا حيال وجود العناصر الامنية والعسكرية الايرانية في العراق، اذ انها رفضت حتى الآن الافراج عن اثنين من مراسلي الاذاعة والتلفزيون الايراني اللذين ضبطت معهما كميات كبيرة من العملات الاجنبية واجهزة التنصت والاتصال العسكرية عند اعتقالهما وسط العراق قبل ايام.





All Rights Reserved © كل الحقوق محفوظة

July 29, 2003 11:06 PM






advertise at nourizadeh . com