August 13, 2003

أيمن الظواهري وعماد مغنية غادرا إيران حديثا ومخاوف من تهريب سيف العدل وسعد بن لادن للخارج


حادث في مطار مهر آباد يكشف مخططا لتهريب قيادات «القاعدة» بمساعدة جهات غير خاضعة للحكومة

لندن: علي نوري زاده
غادر اللبناني الغامض عماد مغنية المتهم بأنه مهندس عمليات خطف الرهائن الغربيين وتفجير مقر قوات المارينز الأميركية ببيروت وطهران قبل يومين بعد قرابة 14 شهرا من وجوده في العاصمة الإيرانية، اختفى خلالها ثلاث مرات كل مرة لبضعة أسابيع.
وكشف مصدر وثيق الصلة باستخبارات الحرس الثوري الإيراني لـ«الشرق الأوسط» بأن الظروف لم تعد مواتية لبقاء مغنية وغيره ممن كانوا في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي يتولون قيادة خلايا ثورية في المنطقة، ونفذوا عمليات ضد المصالح الأميركية والمواطنين الأميركيين والغربيين، وذلك بعد دخول وزارة الأمن الخاضعة لحكومة الرئيس الإيراني، محمد خاتمي الإصلاحية على خط مطاردة عناصر «القاعدة» واعتقالهم.


وأوضح المصدر قائلا: عقب كشف دور سيف العدل المسؤول العسكري للقاعدة والرجل الثالث في شبكة أسامة بن لادن في انفجارات الرياض وإطلاع وزير الأمن علي يونسي على وجود المذكور في إحدى الفيلات المحروسة من قبل استخبارات الحرس، كلف يونسي فريقا من أبرز القيادات الأمنية بتحديد أماكن وجود عناصر القاعدة واعتقالهم. وسبب قرار يونسي قلقا شديدا ليس لدى عناصر القاعدة فحسب بل عند قياديي فيلق القدس واستخبارات الحرس الذين وفروا لهؤلاء ملاذات آمنة في عدد من المحافظات بينها بلوشستان وجيلان والمحافظة المركزية فضلا عن طهران العاصمة. وفي يونيو (حزيران) السابق، وصلت إلى خاتمي معلومات من وزير أمنه يونسي حول وجود أيمن الظواهري في بيت حكومي تحت سيطرة استخبارات الحرس في مدينة زابل الواقعة على الحدود الإيرانية ـ الباكستانية ـ الأفغانية، وسرعان ما أمر خاتمي باعتقال الظواهري ونقله إلى سجن عسكري خاص بطهران، غير أن الظواهري تمكن من مغادرة إيران بمساعدة رفاقه القدامى في الحرس من أمثال العميد محمد باقر ذو القدر الذي تعرف عليه في السودان خلال فترة تعاون الحرس الوثيق و«حزب الله» مع تنظيم «الجهاد». وعلمت «الشرق الأوسط» أن سيف العدل وابن أسامة بن لادن، سعد، لم يغادرا إيران بعد، غير أن هناك احتمالا بخروجهما بمساعدة جهات أمنية وعسكرية غير خاضعة لسلطة الحكومة على غرار ما حصل للدكتور أيمن الظواهري وقياديين آخرين من القاعدة. وكان حادث قد وقع في مطار مهر اباد قبل أسبوعين، كشف النقاب عن مخطط لنقل قياديي تنظيم القاعدة إلى خارج إيران.
وبناء على مصدر حكومي فإن أحد مسؤولي وزارة الأمن المستقر في قسم التشريفات بمطار مهر آباد، طالب ضابطا من الحرس كان يرافق ثلاثة من ركاب طائرة إيرانية متجهة إلى تركيا، عبر قائمة الاستقبال الرسمي للمسؤولين ورؤساء الدول، برؤية جوازات سفر الثلاثة المرافقين له، وحينما رفض الضابط الطلب مؤكدا أن المذكورين في مهمة ذات طابع سري جدا، ويجب عدم الكشف عن أسمائهم أو تسجيلها في المطار، اتصل المسؤول الأمني برئيس دائرة أمن المطار وأبلغه بما جرى، وسرعان ما قام رجال الأمن بمحاصرة القاعة والقبض على ضابط الحرس والثلاثة المرافقين له، وبعد التدقيق في جوازات سفر هؤلاء، تبين أنها مزورة والثلاثة ليسوا إيرانيين، بل هم مواطنون هاربون من العدالة في بلدانهم العربية. وعثر رجال الأمن عند تفتيش حقائب هؤلاء على كميات كبيرة من النقود الأجنبية وجوازات أخرى من دول أوروبية وعربية وكندا. واعترف ضابط الحرس أنه كان مكلفا من قبل استخبارات الحرس لمرافقة المذكورين إلى الطائرة. ولم تنته القضية عند هذا الحد، بل إن الخبر وصل إلى رئيس استخبارات الحرس مرتضى رضائي الذي أرسل وحدة من الكوماندوز إلى المطار الذين قاموا بنزع أسلحة رجال الأمن، ونقل الثلاثة إلى الطائرة المتجهة إلى تركيا في آخر لحظة، ومن ثم غادروا المطار. وتسبب حادث المطار في حصول مواجهة عنيفة بين وزير الأمن ونائبه قائد الحرس محمد باقر ذو القدر، كما أن المجلس الأعلى للأمن القومي أدان ما فعله رجال استخبارات الحرس وطالب بمحاكمتهم.
وتربط بعض الجهات القريبة من الحرس بين حادث المطار وقرار عماد مغنية بمغادرة إيران في الوقت الراهن، إذ أن تأمين سلامة مغنية بات صعبا بعد قرار وزارة الأمن بتشديد الرقابة على خروج ودخول العناصر الثورية المرتبطة بأجهزة الحرس من وإلى إيران وقيامها أيضا بالتحري عن أماكن وجود عناصر القاعدة وبعض الكوادر الأمنية لـ«حزب الله» وتنظيمات فلسطينية قريبة من الحرس، لذلك قيل لعماد مغنية إن بقاءه خارج إيران بعض الوقت ضروري حفاظا على أمنه وسلامته. ويذكر أن المغنية يملك عدة جوازات سفر منها جواز سياسي من إيران باسم مزور قد استخدمه كثيرا في أسفاره إلى لبنان ودولة أفريقية صديقة لإيران.






All Rights Reserved © كل الحقوق محفوظة

August 13, 2003 02:39 PM






advertise at nourizadeh . com