October 08, 2003

خلاف في إيران حول المجلس الأعلى للثورة الإسلامية بالعراق:

خاتمي يدعم الحكيم و«الحرس» يساند الصدر وقم تريد تنصيب الحائري
عبد العزيز الحكيم ينقل في أول زيارة له إلى طهران ما تعتبره الإدارة المدنية الأميركية حدود التدخل الإيراني
لندن: علي نوري زاده
نقل عبد العزيز الحكيم عضو مجلس الحكم العراقي ورئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق الى المسؤولين الايرانيين في زيارته الراهنة لطهران بعض التصورات المتعلقة بما تعتبره الادارة المدنية الاميركية في العراق «الحدود المسموحة للتدخل الايراني في شؤون العراق بوجه عام والشيعة بوجه خاص».
وعلمت «الشرق الأوسط» من مصدر قريب من الاصلاحيين بأن الحكيم، خلافا لمقتدى الصدر الذي زار ايران بدعوة من استخبارات الحرس ورفض الرئيس محمد خاتمي ومساعدوه ونواب البرلمان استقباله، توجه الى ايران بدعوة من خاتمي، وبدأ لقاءاته باجتماعات مع خاتمي ومهدي كروبي رئيس البرلمان (الاصلاحي التوجه).


ووفقا للمصدر فإن علاقات الاجهزة المكلفة بشؤون العراق خارج الحكومة مثل الحرس وفيلق القدس والمكتب الامني للولي الفقيه مع رئيس المجلس الاعلى الراحل آية الله محمد باقر الحكيم الذي قتل اثر تفجير سيارة مفخخة بجوار مرقد الامام علي، مرت بفتور شديد في الاسابيع الاخيرة لحياة آية الله الحكيم، بسبب رفض الحكيم ان يكون اداة في قبضة هذه الاجهزة ولاستقلاليته، فضلا عن مساهمته الفعالة في تشكيل مجلس الحكم الانتقالي وعضوية شقيقه السيد عبد العزيز في المجلس. كما انه ابدى امتعاضه الشديد حيال استقبال تلك الاجهزة لمقتدى الصدر، معتبرا محاولات تضخيم مقتدى من قبل بعض الجهات محاولات تهدف الى تقليص دور المجلس الاعلى وتحجيم مكانة قيادته.
وبعد مقتل آية الله محمد باقر الحكيم وانتقال قيادة المجلس الاعلى الى عبد العزيز الحكيم، تعرض الحكيم لضغوط كبيرة من قبل الجهات الايرانية المعنية بشؤون العراق، لاعلان مبايعته آية الله خامنئي وافساح المجال امام آية الله علي الحائري (عديل وزير الاستخبارات الايراني السابق محمد ريشهري وصهر علي مشكيني رئيس مجلس الخبراء) الذي توجه الى العراق في يونيو (حزيران) الماضي برفقة عدد من رجال الدين والطلبة العراقيين المقيمين في قم لانشاء ممثلية لآية الله خامنئي في النجف.
وحسب مصادر «الشرق الأوسط» في طهران، فإن غياب آية الله محمد باقر الحكيم ترك فراغا في الجانب الديني والمرجعي في المجلس الاعلى بحيث لم يصل عبد العزيز الحكيم الى مستوى المرجعية الدينية، وطهران تصر على ان يكون المجلس الاعلى ليس تنظيما سياسيا يمثل الشيعة الموالين لايران فحسب، بل ان يكون دوره في الميدان الديني، مؤثرا ونافذا، ولن يحصل ذلك الا بوجود مرجع بمستوى آية الله محمد باقر الحكيم. وعلى الحائري حسب رأي القيادة الدينية في ايران مؤهل لتولي هذا الدور. غير ان التيار الاصلاحي داخل المجلس الاعلى بقيادة عبد العزيز الحكيم يعارض بشدة تنصيب مرجع من قبل الولي الفقيه الايراني للعراق.
وأوضح ابو احمد النجفي احد رجال الدين الشبان في المجلس الاعلى ان المجلس قد تبنى بعد مقتل آية الله محمد باقر الحكيم موقفا بمبايعة آية الله العظمى السيد علي السيستاني مرجعا اعلى للشيعة بحيث لم يعد هناك سبب للاعتراف بالحائري وغيره ممن اوفدتهم طهران الى العراق.
وتأتي زيارة عبد العزيز الحكيم لايران في ذروة المواجهات المتصاعدة بين قوات التحالف والاطراف المرتبطة بإيران في العراق. وخلال الاسابيع الاخيرة اعتقلت القوات الاميركية والبريطانية الآلاف من المتسللين الايرانيين الى العراق معظمهم من الزوار العاديين ممن يرغبون في زيارة العتبات المقدسة، غير ان هناك العشرات من رجال فيلق القدس واستخبارات الحرس ممن تنكروا بصفة الزوار. وقد اعترف بعض منهم، حسب مصادر مطلعة، بارتباطاتهم مع الحرس واجهزة الاستخبارات.
الى ذلك، فإن دعم استخبارات الحرس لتنظيم انصار الاسلام ممن اقام لهم الحرس مخيما تدريبيا في منطقة سردشت بمحافظة كردستان الايرانية، قد زاد من حدة التوتر في علاقات ايران مع الادارة المدنية الاميركية في العراق.
وقد اثار عبد العزيز الحكيم في لقاءاته مع القيادة الايرانية قضايا حساسة مثل الآثار والانعكاسات السلبية المترتبة على تصوير ايران كجهة مساندة لانصار الاسلام المكروهين في العراق لا سيما في شماله، وقضية دعم بعض الجهات لمقتدى الصدر ورجال الدين الآخرين ممن يقودون الحملة ضد المجلس الاعلى.
وتتفق وجهات نظر رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق مع وجهات نظر خاتمي والحكومة الايرانية بحيث ابدى خاتمي وعدد من مساعديه فضلا عن النواب الاصلاحيين دعمهم لمجلس الحكم الانتقالي وضرورة مساعدة المجلس والحكومة المؤقتة لتعزيز اسس الامن والاستقرار.
كما ان خاتمي الذي تربطه علاقات وثيقة بأسرة الحكيم ولا سيما عبد العزيز الحكيم، يرفض بقوة تدخل اجهزة الحرس وفيلق القدس في العراق وذلك في وقت اصبح فيه الشأن العراقي من ضمن مسؤوليات الحرس واستخباراته والمكتب الامني الخاص لمرشد النظام بناء على اوامر صريحة من قبل آية الله خامنئي.
ويأمل خاتمي وانصاره ان يتمكن عبد العزيز الحكيم من اقناع آية الله خامنئي بحل مشكلة الازدواجية في تعامل ايران مع الوضع الجديد في العراق ان كان مخلصا في توجهاته نحو الشعب العراقي وخاصة شيعته.






All Rights Reserved © كل الحقوق محفوظة

October 8, 2003 01:50 PM






advertise at nourizadeh . com