October 23, 2003

مصدر حضر المفاوضات : الوزراء الثلاثة أبلغوا روحاني بأنه لا خيار سوى قبول مطالب البرادعي


لندن: علي نوري زاده
كشف مصدر ايراني، حضر محادثات وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا مع الدكتور حسن روحاني أمين المجلس الاعلى للأمن القومي، عن صراحة غير مألوفة في خطاب الوزراء الثلاثة حيال روحاني بحيث بدا كلامهم كأوامر موجهة الى من ليس أمامه أي خيار سوى القبول بها.


وأوضح المصدر ان وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر كان اكثر قسوة في التحدث مع روحاني، بحيث كان بديهيا ان الترويكا الاوروبي كان على علم بأن قرار التوقيع على البروتوكول الاضافي لمعاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية ليس بيد الرئيس محمد خاتمي ووزير خارجيته كمال خرازي، لا سيما انه سبق ان تلقى الاتحاد الاوروبي اشارات حول وجود خلاف جذري بين مرشد النظام علي خامنئي وحاشيته ممن يطالبون بانتهاج خط كوريا الشمالية في التعامل مع الضغوط الدولية ومطالب الوكالة العالمية للطاقة الذرية، وبين الاصلاحيين بقيادة خاتمي الذين يدركون مخاطر عدم تلبية طلبات المدير العام للوكالة الدكتور محمد البرادعي.
وقد لاحظ معظم الدبلوماسيين العالميين في العواصم الاوروبية، لا سيما باريس وبرلين ولندن، إلتزام حكومة خاتمي بالبروتوكول ورغبتها في التعاون بشكل أوثق مع الوكالة والاتحاد الاوروبي لايجاد تسوية سريعة للأزمة الراهنة.
غير ان إصرار خامنئي على تقديم ضمانات من قبل الوكالة والاتحاد الاوروبي بأن مقره ومراكز عسكرية وأمنية تابعة لمكتب الولي الفقيه، لن تخضع للتفتيش الى جانب دعوات شخصيات مثل وزير الخارجية السابق وكبير مستشاري خامنئي، علي اكبر ولايتي ورئيس البرلمان السابق علي اكبر ناطق نوري وقائد الحرس رحيم صفوي، لاتباع النهج الكوري الشمالي، كان من العوامل التي حالت دون توصل الحكومة الايرانية والبرادعي الى تسوية مرضية للازمة.
وفي ختام لقاء وزراء خارجية بريطانيا والمانيا وفرنسا مع الدكتور كمال خرازي وزير خارجية ايران بدا واضحا ان خرازي وضيوفه مرتاحون لنتائج مباحثاتهم.
غير ان الدقائق التي قضاها الوزراء الثلاثة عند حسن روحاني، والكلام ما يزال للمصدر الايراني، كانت حساسة وخطيرة جدا، بحيث سمع روحاني عبارات قلما يسمع مثلها، من المسؤولين الاجانب. وجاك سترو الذي بذل مساعي «حميدة» بين واشنطن وطهران بنجاح بعد احداث 11 سبتمبر (أيلول) وحتى الحرب الاخيرة ضد العراق، لم يكن لطيفا مثل السابق، بل صريحا في تسميته الامور بعناوينها الحقيقية، كما ان وزير خارجية فرنسا دومينيك دو فيلبان الذي سبق ان قابل روحاني في زيارته السابقة لطهران، حيث اعرب عن دعم بلاده لدور ايران الاقليمي، الذي أكد على ان فرنسا تدرك اسباب ودوافع تردد ايران في قبول مطالب الوكالة الدولية للطاقة، قد خرج هذه المرة عن اطار اللغة الدبلوماسية والمجاملات التي كانت تشكل الجزء الاكبر من حديثه مع روحاني وغيره من المسؤولين الايرانيين، بحيث اعرب، حسب المصدر، للدكتور روحاني عن استياء بلاده من الرسائل المتناقضة الموجهة من طهران حيال البروتوكول.
أما يوشكا فيشر وزير خارجية ألمانيا الذي اتخذ منذ اكثر من سنة مواقف انتقادية حيال إيران بحيث وجه اخيرا انتقادات عنيفة للقضاء الايراني بعد مقتل الصحافية الدكتورة زهرة كاظمي لدى استجوابها من قبل سعيد مرتضوي ومساعديه بسجن ايفين، وجه تحذيرات مباشرة الى روحاني بشأن انعكاسات عدم خضوع إيران للقرارات والمواثيق الدولية، لا سيما البروتوكول الاضافي لمعاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية، وأفهم أمين المجلس الاعلى للامن القومي بأن أمام إيران خيارا واحدا، وهو القبول بجميع مطالب الدكتور البرادعي، محذرا من ان هناك مسودة قرار سيتم عرضها على مجلس الأمن في حالة رفض إيران لتلك المطالب، لفرض العزلة والعقوبات الاقتصادية عليها بشكل سريع وحاسم.
وبعد اقل من نصف ساعة من انتهاء لقاء الوزراء الثلاثة مع روحاني الذي توجه فورا الى مكتب مرشد الثورة لاطلاعه على رسالة الاوروبيين، اعلنت الحكومة الايرانية موافقتها الكاملة والشاملة على مطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقد أثار خبر موافقة ايران على مطالب الوكالة ارتياحا لدى الاصلاحيين، لا سيما حزب جبهة المشاركة الذي أعلن أمينه العام الدكتور محمد رضا خاتمي اخيرا عن موقف الحزب المؤيد للتوقيع على البروتوكول، وقال نائب اصلاحي في البرلمان لـ«الشرق الأوسط» ان منطق الاصلاحيين انتصر بمساعدة التحذيرات الاوروبية على الحماس غير المنطقي الذي كان يبديه رجال خامنئي حيال النهج الكوري الشمالي.






All Rights Reserved © كل الحقوق محفوظة

October 23, 2003 02:27 AM






advertise at nourizadeh . com