December 22, 2003

قلق إيراني رغم «الارتياح» العلني حيال قرار القذافي التخلي عن إنتاج أسلحة الدمار الشامل

مصدر إيراني: بين إيران وليبيا مشاريع عسكرية مشتركة عديدة قد يؤدي الكشف عنها للأميركيين إلى إحراج طهران
لندن: علي نوري زاده
اثار قرار الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي بالتخلي عن برامج انتاج الاسلحة المحظورة بما فيها السلاح النووي والرؤوس الكيماوية قلقا كبيرا لدى الجهات الايرانية المعنية ببرامج التسليح وانتاج الاسلحة على حد قول مصدر مطلع في طهران. واشار المصدر الى ان تعاون طهران وطرابلس في التصنيع العسكري لا سيما انتاج الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى والابحاث النووية امر معروف بحيث تلقت ايران اول دفعة من صواريخ «سكود ـ بي» الروسية من ليبيا خلال حربها مع العراق.
وروى المصدر قصة زيارة محسن رفيق دوست وزير الحرس الثوري آنذاك الى ليبيا حيث التقى العقيد معمر القذافي.

وقد شرح رفيق دوست للقذافي كيف تدك صواريخ صدام حسين التجمعات السكنية والمنشآت المدنية والاقتصادية في طهران والمعالم التاريخية في اصفهان وكاشان بما فيها المساجد والمكتبات والآثار الاسلامية النادرة. ولمح رفيق دوست الى ان ايران ستغلق ملف اختفاء السيد موسى الصدر الزعيم الشيعي اللبناني القريب من بعض القيادات الايرانية، في حال موافقة ليبيا على بيع ايران عددا من صواريخ «سكود ـ بي» البالغ مداها 300 الى 400 كيلومتر وان الزعيم الليبي لم يلب طلب رفيق دوست فحسب بل انه ارسل الى ايران 24 صاروخا من طراز «سكود بي» المتطور، مجانا كهدية الى الشعب الايراني.
واضاف المصدر الايراني الذي زار ليبيا مرتين برفقة رفيق دوست ومرة ضمن وفد رسمي عسكري كبير الذي وقع على اتفاقية التعاون العسكري بين البلدين في العام 1987 في العام الاخير للحرب مع العراق، اضاف قائلا: لقد مهدت الاتفاقية الطريق لقيام مشاريع صناعية عسكرية ضخمة ومتطورة بين البلدين. وبينما ساهمت ايران بفضل خبرائها وتقنيتها العسكرية المتطورة في انشاء مجمعات صناعية عسكرية ضخمة في ليبيا، في مجال انتاج الصواريخ أرض جو والمدرعات والناقلات العسكرية والاسلحة الالكترونية والليزرية، وضعت ليبيا تجاربها وامكانياتها في حقل انتاج الاسلحة الكيماوية والبيولوجية والنووية تحت تصرف الايرانيين.
وخلال النصف الاول من التسعينات في القرن الماضي، حققت الصناعات العسكرية المشتركة بين البلدين تقدما مثيرا في مجال انتاج الصواريخ بما فيها الانواع المقلدة لصواريخ «سيلك وورم» الصينية وصواريخ ارض ـ ارض من عائلة «عقاب» و«شاهين 1 و2» وصواريخ «شهاب 3» الباليستية البالغ مداها ما بين 1000 و1200 كيلومتر. كما ان ايران انشأت في ليبيا ارصفة لاصلاح السفن الحربية.
وما تسبب في خفض مستوى التعاون العسكري بين ايران وليبيا كان فوز الرئيس محمد خاتمي في الانتخابات الرئاسية في مايو (أيار) 1997، اذ ان خاتمي اتخذ موقفا مختلفا عن سلفه هاشمي رفسنجاني ازاء اختفاء خال زوجته موسى الصدر في ليبيا.
وبعد ان قامت ايران باختبار اول صاروخ باليستي من نوع شهاب 3، وهو صاروخ مقلد عن صاروخ «نودونغ 1» الكوري الشمالي قبل عامين، طالبت طرابلس بأن تزودها ايران بنماذج من هذه الصواريخ غير ان طهران رفضت الطلب مبررة رفضها بعدم استكمال مشروع «شهاب 3». بيد ان العقيد القذافي اعتبر الرفض طعنة في الظهر ونكراناً «للجميل الليبي»، وامر بخفض الاتصالات مع ايران والحد من الامتيازات والتسهيلات التجارية المتاحة، للقطاعين العام والخاص الايراني في السوق الليبي، كما ان مندوب وزارة العمل الايراني المكلف بشؤون العمال والفنيين الايرانيين العاملين في ليبيا، عاد الى ايران دون ان يحل مكانه مندوب جديد. وما يسبب قلق الاوساط العسكرية الايرانية حاليا ليس ما جرى بين البلدين في السنوات القريبة الماضية في حقل التصنيع العسكري، بل ان طرابلس تملك معلومات دقيقة عن برامج التسليح الايراني بما فيها برنامج انتاج الاسلحة النووية واماكن المنشآت العسكرية الايرانية ومنها المنشآت تحت الارضية في اصفهان ويزد وكاشان وديزفول حيث زارها الخبراء والعسكريون من ليبيا مرارا وتجري فيها عمليات تخصيب اليورانيوم وانتاج المياه الثقيلة واخراج مادة البلوتونيوم من اليورانيوم المخصب والنفايات النووية.
ورغم ان المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي قد رحب بالقرار الليبي ودعا المجتمع الدولي للضغط على اسرائيل للتخلي عن ترسانتها النووية، غير ان الاوساط القريبة من المؤسسة العسكرية الايرانية تتحدث عن قلق مضاعف لدى القيادة الايرانية من وقوع معلومات خطيرة تخص الصناعات العسكرية والاسلحة المحظورة في ايران، في قبضة الاميركيين الذين قد يسربونها الى اسرائيل، التي لا تخفي نيتها في ضرب المنشآت النووية الايرانية.





All Rights Reserved © كل

December 22, 2003 11:27 AM






advertise at nourizadeh . com