إيران: 11 وزيراً يهددون بالاستقالة إذا لم تحل «أزمة المستبعدين» من الانتخابات

الرئيس خاتمي يلوح بالاستقالة إذا وصل الأمر إلى طريق مسدود وخرازي مستاء من هتافات المتشددين ضده
لندن: علي نوري زاده
ارتفع عدد الوزراء الذين وضعوا خطابات استقالتهم تحت تصرف الرئيس الايراني محمد خاتمي احتجاجا على رفض مرشد النظام علي خامنئي طلب وزير الداخلية و27 من حكام الولايات التدخل برفع الظلم عن آلاف المرشحين الاصلاحيين الذين رفض مجلس صيانة الدستور قبول ترشيحاتهم للانتخابات التشريعية المقررة الشهر المقبل الى 11 وزيراً صباح امس عقب انضمام وزيري الخارجية والامن الى زملائهم التسعة الذين سبق ان ابدوا امتعاضهم حيال ما وصفه احد الوزراء «بذبح حمائم الاصلاح والسلام والتقدم في مسلخ مجلس صيانة الدستور».

وعلمت «الشرق الأوسط» بأن وزير الخارجية كمال خرازي مستاء ليس فقط بسبب رفض ترشيح ثمانين من ابرز النواب الاصلاحيين اضافة الى العشرات من الاصلاحيين والليبراليين خارج دائرة الحكم. ويعتبر خرازي ما جرى الجمعة الماضي في مقبرة جنة الزهراء عندما قام متشددون بنصب شاهد لخالد الاسلامبولي قاتل الرئيس المصري الراحل انور السادات وترديدهم هتافات ضده اساءة متعمدة اليه. وكان سهيل كريمي احد قادة انصار حزب الله الايراني الذي اعتقلته قوات التحالف في العراق برفقة زميل له يدعى سعيد ابو طالب وافرج عنه بعد اعتقاله 4 اشهر قاد تظاهرة يوم الجمعة الماضي في مقبرة جنة الزهراء ضد التطبيع مع مصر، وصف خلالها خرازي بانه خائن وعميل تجب محاكمته، كما وجه اهانات مسيئة الى خاتمي والاصلاحيين. وحينما سئل كريمي من قبل احد الصحافيين لماذا يعارض قراراً اتخذته القيادة العليا، اذ وافق المرشد علي خامنئي على طلب خاتمي بشطب اسم قاتل الرئيس المصري الراحل انور السادات عن شارع وزراء شمال طهران، رد سهيل كريمي قائلا: «لست هنا بدون سند ودعم من القيادة»... وقد فسر احد مستشاري خرازي كلام سهيل كريمي بكونه مؤشرا على ان المرشد يلعب لعبة مزدوجة، ففي الوقت الذي يعطي الضوء الاخضر لوزير الخارجية بالاسراع في التطبيع مع مصر، فانه ايضا يبدي موافقته على خطوة مستشاره الامني احمد وحيدي بتنظيم مظاهرة ضد التطبيع مع مصر.
ويقول بعض الاصلاحيين ان المرشد لعب نفس اللعبة في التعامل مع قضية الانتخابات البرلمانية بحيث وجه تعليمات صارمة الى مجلس صيانة الدستور حسب بعض النواب برفض ترشيح جميع النواب المطالبين بحصر سلطة الولي الفقيه وكل من قدموا التشريعات القانونية الداعية الى رفع الرقابة عن الصحف واطلاق الحريات ومنع التعذيب في السجون اضافة الى النواب الساعين الى تمرير مشروع خاتمي «اصلاح قانون الانتخابات بالغاء رقابة مجلس صيانة الدستور الشاملة على كافة مراحل الانتخابات» و«تحديد سلطات وصلاحيات رئيس الجمهورية المنتخب مقابل سلطات المرشد المعين من قبل مجلس الخبراء».
كما ان خامنئي طالب بعدم قبول ترشيح اعضاء التنظيمات المعروفة بالوطنية الدينية مثل «حركة الحرية» بقيادة وزير الخارجية الاسبق الدكتور ابراهيم يزدي، ومكتب «تعزيز الوحدة» (الذي قاطع الانتخابات بشكل ضمني) و«الجبهة الوطنية» والشخصيات السياسية والدينية والمستقلة فضلا عن جمع من الكتاب والمثقفين البارزين. وفي الوقت نفسه، اكد المرشد عدة مرات في لقاءاته مع خاتمي ومهدي كروبي رئيس البرلمان، على انه لن يدعم طرفاً ضد الاخر ولو شاهد ظلماً بحق اي من المرشحين فانه لن يتردد في رفع الظلم واعادة حقه اليه. وعلمت «الشرق الأوسط» بان خاتمي ابلغ النواب المعتصمين عبر مساعده محمد علي ابطحي الذي زار البرلمان والقى كلمة امام النواب المحتجين على قرار مجلس صيانة الدستور، بانه لن يتردد في تقديم استقالة حكومته الى الشعب في حالة وصوله الى طريق مسدود. وكان ابطحي قد وصف في موقعه الالكتروني «Webnevesht» يوم الاحد الماضي حين اعلن مجلس صيانة الدستور قراراته «بيوم اسود» للديموقراطية.
والموقع الذي فتحه ابطحي منذ شهرين على شبكة الانترنت يعد من اكثر المواقع الالكترونية اقبالاً بين رواد الانترنت داخل ايران وفي الخارج بسبب جرأة ابطحي بطرح قضايا ملحة كالديمقراطية والفن وحرية النساء واسلوبه المتميز في الكتابة.
وقد جاء في تعليق ابطحي على شطب اسماء ابرز الشخصيات الاصلاحية المرشحة في الانتخابات، من قبل مجلس صيانة الدستور، «انه يوم اسود جداً، لقد كنا نقول بان ديمقراطيتنا الدينية، هي النهج المفضل للحكم، بحيث تجمع بين الديمقراطية والاخلاق، بيد ان اتهام جمع من خيرة أبناء الثورة، بالفساد الاخلاقي والادمان والتآمر مع الاجنبي و... من قبل مجلس صيانة الدستور كذريعة لرفض ترشيحهم، سيعزز منطق من كانوا يعارضون الديمقراطية الدينية».. ووصف ابطحي الانتخابات بأنها تشبه مباراة كرة القدم بين فريقين يسعى كل منهما الى استهداف شباك مرمى الطرف الاخر باكبر عدد من الضربات، غير انه على ضوء ما جرى يوم الاحد في ايران فان المحافظين مهددوا للعبة بحيث قد يكون باستطاعتهم ضرب مرمى الفريق المقابل في غياب لاعبي الفريق.

All Rights Reserved © كل الحقوق محفوظة