April 15, 2004

مقتدى الصدر يتراجع ويقبل التفاوض مع التحالف ...

مقتدى الصدر يتراجع ويقبل التفاوض مع التحالف من دون شروط ووفد إيراني يصل إلىالنجف «للمساعدة» بعد طلب أميركي من طهران بالتدخل

أعلن قيس الخزعلي المساعد المقرب من رجل الدين المتشدد مقتدى الصدر امس ان الاخير تخلى عن جميع شروطه في المفاوضات مع قوات التحالف التي توعدت بقتله أو أسره ويضع نفسه تحت تصرف المرجعية الشيعية.
وأوضح الخزعلي خلال مؤتمر صحافي في النجف ان الصدر كانت له في البداية شروط محددة لإجراء مفاوضات وانه بعد تدخل السلطات الدينية تخلى الصدر عن هذه الشروط وسيتفاوض دون تنفيذها. وقال ان «مقتدى الصدر مستعد للموافقة على ما تطلبه المرجعية والتخلي عن الشروط التي أعلنها من اجل الوساطة».

وأعلن ان المرجعية اختارت وفدا للتفاوض مع الجانب الاميركي لحل الأزمة.
والوفد بقيادة عبد الكريم العنزي المسؤول في حزب الدعوة ـ منظمة العراق المنشق عن حزب الدعوة بقيادة ابراهيم الجعفري عضو مجلس الحكم في العراق.
وكان الصدر طلب انسحاب القوات الاميركية من المناطق السكنية والاحتفاظ بميليشيا «جيش المهدي» التابعة له. كما طلب الإفراج عن مساعديه الذين تعتقلهم القوات الاميركية وخصوصا الشيخ مصطفى اليعقوبي الذي اوقف قبل 10 ايام في النجف. ولاحقا وضع شرطا آخر هو رفع الحصار عن مدينة الفلوجة.
وأعلن العنزي ان الصدر طلب منه عرض عدد من مقترحات السلام على مسؤولين أميركيين، وقال «السيد مقتدى طرح مقترحات ايجابية لانهاء هذه الازمة». واستطرد العنزي قائلا ان الصدر يدرك ان المواجهة المسلحة «ليست في صالح أحد».
والتقى العنزي مع الصدر في النجف اول من امس وقال «انه سيجتمع في وقت لاحق اليوم (أمس) مع أعضاء مجلس الحكم العراقي لمناقشة مقترحات الصدر قبل ان يلتقي مع مسؤولين أميركيين».
وهناك وساطة ثانية يتولاها حزب الدعوة بقيادة الجعفري منذ اندلاع المواجهات، وقال عدنان الاسدي الرجل الثاني في الحزب لوكالة الصحافة الفرنسية ان الوساطتين مكملتان لبعضهما البعض.
وقال الاسدي انه لاحظ «مرونة ما في مواقف التحالف» من دون ان يحدد طبيعتها، كما ان الصدر «بدأ هو ايضا التحرك ايجابا تجاه الوساطة». واضاف «نأمل في التوصل الى حل خلال الاسبوع الحالي».
وكانت وكالة الانباء الالمانية (دي. بي. ايه) قد نسبت الى الصدر قوله لها امس انه مستعد للموت في المعركة من اجل انهاء الاحتلال الأميركي لبلاده لكنه ترك الباب مفتوحا امام وسطاء نواياهم حسنة يريدون المساعدة على انهاء العنف.
وفي حديث من مسجد الامام علي في النجف قال الصدر انه مستعد للتضحية بروحه من اجل «نضال الشعب العراقي الصبور والبطولي لتحرير بلادي من بؤس الاحتلال». وقال انه غير مستعد لأن ينفى الى ايران.
وفي غضون ذلك وصل وفد من وزارة الخارجية الايرانية الى العراق للمساعدة على تسوية الازمة القائمة بين مقتدى الصدر والتحالف حسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن حيدر عزيز الذي قدم نفسه على انه صديق قريب للصدر ومترجمه الخاص، قائلا ان «وفد وزارة الخارجية الايرانية وصل، لكننا لا نعرف بعد تركيبته». واضاف «سنلتقي اعضاء الوفد وقد يجتمعون بالصدر» في النجف.
واكد وزير الخارجية الايراني كمال خرازي امس ان الولايات المتحدة طلبت من ايران المساعدة لتسوية الازمة وخفض اعمال العنف المتزايدة في العراق، موضحا ان طهران تعمل في هذا الاتجاه.
وقال خرازي ردا على سؤال للصحافيين حول الوضع الراهن للعلاقات مع الولايات المتحدة «جرت اتصالات عدة بشأن العراق. تم تبادل العديد من الرسائل. وبصورة طبيعية، طلب منا ان نساعد على تحسين الوضع في العراق وتسوية الازمة، ونحن نبذل جهودا في هذا الاتجاه».
وتابع ان السفارة السويسرية في طهران التي تمثل المصالح الاميركية في ايران، تلعب دور «الوسيط» بين البلدين اللذين قطعا علاقاتهما الدبلوماسية بعد ثورة 1979.
وأعلنت طهران ان مدير ادارة منطقة الخليج في وزارة الخارجية الايرانية حسين صادقي اوفد امس الى بغداد «للاطلاع على الاحداث في العراق وايجاد سبل الخروج من الازمة».
وقالت الخارجية الايرانية في بيان ان مهمة صادقي «تشمل لقاء رجال دين شيعة عراقيين ومسؤولين في مجلس الحكم الانتقالي في العراق ومسؤولين سياسيين».
وتنتقد ايران التي يحكمها نظام اسلامي شيعي بشدة «سياسة الاحتلال الاميركية في العراق»، لكنها لم تدعم حركة تمرد مقتدى الصدر.
وتدعم طهران المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق بقيادة عبد العزيز الحكيم وهو عضو في مجلس الحكم الانتقالي العراقي.
واتهم الجنرال جون ابي زيد قائد القيادة الاميركية الوسطى الاثنين في بغداد سورية وايران بالقيام «بنشاطات لا تساعد» قوات التحالف.
لكنه أقر بأنه «بالنسبة للايرانيين، هناك بعض الاطراف التي تحث على الصبر والتهدئة وتحاول الحد من نفوذ الصدر».



April 15, 2004 01:59 AM






advertise at nourizadeh . com