April 20, 2004

مصدر إيراني: طهران اتخذت قرارا بوقف الدعم لمقتدى الصدر ومنع التسلل إلى العراق

أكد أن إيفاد صادقي إلى العراق يهدف إلى ترميم العلاقات مع مجلس الحكم

لندن: علي نوري زاده افاد مسؤول ايراني كبير مقرب من مكتب المرشد علي خامنئي ان المجلس الاعلى للامن القومي في ايران اتخذ في جلسته الاخيرة التي عقدت في بداية الاسبوع الجاري «قراراً مهماً» سيؤدي تطبيقه الى «شبه انقلاب» في نوعية تعامل ايران مع الاطراف العراقية.
واوضح المصدر ان فشل المحافظين والقيادة العليا في استخدام ورقة مقتدى الصدر في سبيل تعزيز نفوذ القيادة الايرانية في العراق عزز موقع الرئيس محمد خاتمي وسياسته حيال العراق.

وقال المصدر ان خامنئي ابلغ خاتمي بانه أمر بتجميد انشطة اللجنة الخاصة التي شكلها مكتب خامنئي بعد سقوط نظام الرئيس السابق صدام حسين، برئاسة علي آغا محمدي مستشار المرشد ونائب مدير الاذاعة والتلفزيون، وعضوية محمد باقر ذو القدر نائب قائد الحرس الثوري والعميد قاسم سليماني قائد فيلق القدس والعميد مرتضى رضائي قائد استخبارات الحرس الثوري، فضلاً عن حسن كاظمي قمي مساعد مدير استخبارات الحرس السابق والقائم بالاعمال الايراني في بغداد.
تجدر الاشارة الى انه برغم مساعي حكومة خاتمي الهادفة لدعم مجلس الحكم العراقي والحكومة المؤقتة في العراق، لبسط الامن وتعزيز هيمنة الدولة، فان اللجنة الخاصة كرست جهودها لزعزعة امن العراق وتقديم الدعم للقوى المناهضة لمجلس الحكم.
وعلمت «الشرق الاوسط» أن الولايات المتحدة وجهت تحذيراً قوياً الى ايران عبر شخصية بريطانية ذات علاقات وثيقة بسكرتير المجلس الاعلى للامن القومي حجة الاسلام حسن روحاني، مؤكدة لها انها تمتلك من الوثائق والمستندات ما يكفي لمعاقبة ايران واتخاذ اجراءات متشددة بحقها.
وجاء في التحذير الاميركي ايضاً ان الابواب لا تزال مفتوحة امام ايران كي تلعب دوراً بناء في العراق في سبيل تهدئة الوضع والقضاء على ظاهرة مقتدى الصدر في المدن الشيعية و«انصار الاسلام» و«القاعدة» في المثلث السني.
واكد المصدر ان القيادة الايرانية، تلقت هذه التحذيرات بجد، بحيث ان خامنئي امر بوقف ارسال المساعدات المالية الى مقتدى الصدر ومجموعته. وفي بداية الاسبوع وفي جلسة ساخنة للمجلس الاعلى للامن القومي جرى النقاش حول تطورات العراق والدور الذي يلعبه مقتدى الصدر. وقال الرئيس خاتمي في الاجتماع ان الشيعة في العراق ولاول مرة في تاريخهم الحديث عثروا على طرف اجنبي يرغب في ضمان حقوقهم. واوضح ان الولايات المتحدة «قضت خلال عامين على اخطر واشرس اعداء ايران» في اشارة الى نظام طالبان في افغانستان ونظام صدام حسين في العراق. واضاف انه «بدلاً من ان ننتهز هذه الفرصة التاريخية لترميم صورتنا ونظهر كشريك قوي للولايات المتحدة في المنطقة، قمنا باتخاذ سياسات جعلتنا في خندق واحد مع طالبان وصدام حسين».
وعلمت «الشرق الاوسط» ان قرار ايفاد حسين صادقي مدير دائرة الخليج الى العراق تم في الجلسة الطارئة للمجلس الاعلى للامن القومي كون صادقي خبيراً في شؤون العراق والخليج بحيث كان سفيراً لايران لدى الكويت، كما انه سبق ان سافر الى العراق والتقى كبار اعضاء مجلس الحكم والحكومة المؤقتة عدة مرات.
ومهمة صادقي حسب مصدر في وزارة الخارجية تقتضي طمأنة مجلس الحكم بان ايران لن تساند مقتدى الصدر بعد الان، كما انها ستمنع دخول عناصر «انصار الاسلام» ومجموعات عراقية متمردة اخرى الى العراق عبر الاراضي الايرانية. كما انه سيعلن دعم ايران المعنوي للمرجعية العليا المتمثلة بآية الله علي السيستاني الذي كان حتى امس قريب هدفاً لحملات اركان التيار المحافظ والراديكاليين في ايران.
وعلى صعيد الوضع الداخلي علمت «الشرق الأوسط» ان مرشد النظام علي خامنئي أمر خاتمي بعزل وزير الداخلية عبد الواحد موسوي لاري فضلا عن وزير التعليم مرتضى حاجي والاقتصاد طهمباسب مظاهري بسبب رفضهم اوامر صادرة عن المرشد حول ادخال مادة «ولاية الفقيه» ضمن الدروس الدينية ووضع مليار دولار من ودائع خارجية بالعملة الصعبة تحت تصرف مكتب الولي الفقيه للتغطية على نفقات المكتب في لبنان والعراق وبعض الدول الافريقية.
وبعد رفض خاتمي اوامر خامنئي، كلف المرشد سعيد مرتضوي النائب العام المتهم بقتل الصحافية الكندية الايرانية زهراء كاظمي وقمع الكتاب والصحافيين وتعطيل 130 صحيفة ومجلة اصلاحية، كلفه باعداد ملف ضد موسوي لاري.
وعلمت «الشرق الاوسط» أن مرتضوي لم يجد أي شيء يمكنه من اتهام موسوي لاري بالفساد المالي او الاخلاقي، لهذا فانه وجه تهديدات الى احد مساعدي لاري بانه سيتم اعتقاله لو لم يقدم على الادلاء باعترافات ملفقة ضد وزير الداخلية. وتدور هذه الاعترافات حول تمويل مشروع تحديث مدينة لار (مسقط رأس موسوي لاري) في محافظة فارس، بلا رخصة من قبل الحكومة.
واكد مصدر قريب من وزير الداخلية انه يستعد لاعلان استقالته في خطاب موجه الى الشعب الذي سيكشف قضايا مثيرة ومهمة ذات صلة بالانتخابات ونشاطات التيار المحافظ ضد خاتمي والاصلاحيين.






All Rights Reserved © كل الحقوق محفوظة

April 20, 2004 08:27 PM






advertise at nourizadeh . com