June 23, 2004

مصدر: السبب الحقيقي في احتجاز الزوارق رغبة الحرس الثوري في إطلاق معتقلين لدى القوات البريطانية

لندن: علي نوري زاده
كشف مصدر قريب من قيادة الحرس الثوري لـ«الشرق الأوسط» عن الأسباب والدوافع الحقيقية وراء حجز ثلاثة زوارق عسكرية بريطانية في شط العرب وتوقيف ملاحيها من قبل دوريات قوات الحرس البحرية يوم الاثنين، مشيرا الى ان القيادة العسكرية البريطانية في العراق، قد ادركت مفهوم الرسالة التي بعثت بها قيادة الحرس فور توقيف الزوارق وملاحيها، ومفاد الرسالة حسب المصدر بسيط جدا: افرجوا عن رفاقنا المعتقلين عندكم وسوف نفرج عن جنودكم.

وأوضح المصدر بان اعتقال اربعين متطوعا انتحاريا من قبل القوات الاوكرانية العاملة في العراق، قد أثار قلقا كبيرا لدى قيادة الحرس، كون هؤلاء المجموعة الأولى من المتطوعين المنخرطين في منظمة تكريم الاستشهاديين التي اسسها نائب قائد الحرس العميد ذو القدر مؤخرا. وعلمت «الشرق الأوسط» بان أحد كبار مسؤولي الحرس الذي سبق ان تولى رئاسة لجنة التعاون العسكري بين ايران واوكرانيا، سافر الى كييف لاجراء محادثات بشأن الافراج عن المعتقلين الايرانيين غير انه تبين عند سفره، ان الوحدات الأوكرانية قد سلمت المتطوعين الانتحاريين الى القوات البريطانية العاملة جنوب العراق.
ورغم اتصالات جرت بين لجان عسكرية ايرانية وبريطانية في الحدود، إذ يعد الاتصال اليومي بينهما لتسوية بعض المخالفات الجزئية، امرا عاديا منذ دخول القوات البريطانية جنوب العراق، حول المعتقلين الايرانيين، غير ان القيادة البريطانية رفضت لحد الآن الاعتراف بوجود 40 متطوعا ايرانيا في أحد معتقلاتها ما دفع قيادة الحرس حسب المصدر الايراني للبحث عن حل شبه عسكري لاستعادة رجالها من العراق.
وقد اثار توقيف الزوارق البريطانية، قلقا كبيرا لدى رئيس الجمهورية محمد خاتمي الذي كانت ساحة السياسة الخارجية الساحة الوحيدة التي ظلت تحت سيطرته عقب حصر سلطاته بصورة مسيئة من قبل المرشد والجهات المرتبطة به. وبناء على نائب اصلاحي سابق، فان خاتمي كان بسياساته الهادفة الى ازالة التشنج مع العالم الخارجي الوجه المقبول للنظام في الخارج، وانجازاته في مجال اقامة علاقات وثيقة مع دول الجوار ودول الاتحاد الأوروبي والعالم العربي، قد وفرت له قدرا كبيرا من الاستقلالية بحيث كان المرشد والمحافظين يشعرون دائما بأهمية دور خاتمي في ابعاد التهديدات والمخاطر التي استهدفتهم، فلهذا تركوا ساحة العلاقات الخارجية لخاتمي. غير ان الصورة بدأت تتغير منذ قيام الانتخابات البرلمانية الأخيرة حيث منع مجلس صيانة الدستور، مشاركة ما يزيد على 2800 مرشح اصلاحي في الانتخابات لمنع تكرار ما حصل قبل اربعة اعوام حينما فرض الاصلاحيون سيطرتهم الكاملة على مجلس الشؤون الاسلامي.
كما دخل 42 ضابطا من الحرس والاستخبارات البرلمان الجديد، فضلا عن تعيين ضابط برتبة العميد من الحرس رئيسا للاذاعة والتلفزيون من قبل خامنئي، وقيام وحدات الحرس باحتلال المطار الجديد في طهران رغم افتتاحه من جانب خاتمي، وتصعيد حملة الاعتقالات ضد الاصلاحيين وقادة التنظيمات الطلابية عشية ذكرى انتفاضة يوليو للطلبة.



عـــودة إلى عنــاوين الأخبـــار




All Rights Reserved © كل الحقوق محفوظة

June 23, 2004 12:57 AM






advertise at nourizadeh . com