July 19, 2004

مصادر إيرانية تتحدث عن دور للظواهري في توفير «المرور الآمن» لبعض منفذي هجمات سبتمبر عبر إيران

لندن: علي نوري زاده واشنطن: فيليب شينون وغريغ ميلر * فيما اعترفت إيران بان بعض عناصر تنظيم «القاعدة» المتورطين في هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 ربما مروا عبر أراضيها قبل تنفيذ الاعتداءات، افاد مسؤول في الحرس الثوري الإيراني ان جنرالاً في الحرس الثوري هو الذي «وفر طريقا آمنا» لمرور 9 من منفذي الهجمات بطلب من الرجل الثاني في «القاعدة» ايمن الظواهري.
وكشفت مصادر اميركية ان تقرير لجنة التحقيق في هجمات 11 سبتمبر، المتوقع صدوره الخميس المقبل، تضمن اتهاماً لإيران بتقديمها دعماً لتنظيم «القاعدة» و«مروراً آمناً» عبر أراضيها لبعض منفذي الاعتداءات. وذكرت مصادر اميركية ان مصدر هذه المعلومات معتقلون من «القاعدة» استجوبتهم الولايات المتحدة بينهم وليد محمد بن العطاس المشتبه في تورطه في تفجير المدمرة الاميركية «كول» في ميناء عدن عام 2000 .

وقال حميد رضا آصفي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية في مؤتمر صحافي أسبوعي امس ردا على سؤال عن التقرير المرتقب للجنة التحقيق الاميركية: «لدينا حدود ممتدة وليس بالامكان السيطرة عليها كليا». وتابع: «من الطبيعي ان يفلت خمسة أو ستة ممن يعبرون الحدود بصورة غير قانونية خلال ما يتراوح بين خمسة وستة أشهر من متابعتنا. الامر نفسه يحدث على الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة». وأشار آصفي الى أن ايران شددت إجراءات الأمن على حدودها منذ هجمات 11 سبتمبر، وقال: «لقد حدث ذلك قبل 11 سبتمبر ومن كان يعرف ان الترتيبات جارية لشن هجمات 11 سبتمبر». وأكد المسؤول الإيراني ان «طهران أظهرت أنها ضد الإرهابيين والتطرف وانها جادة فيما يتعلق بمواجهة الإرهابيين». وقال ان التقارير التي تربط ايران بـ«القاعدة» هي جزء من حملة أميركية لصرف الأنظار عن فشل الولايات المتحدة في العراق. وتابع: «كلما اقتربنا أكثر من انتخابات الرئاسة الأميركية زادت مثل هذه الدعاية». وافاد مسؤول بالحرس الثوري الإيراني امس ان جنرالاً بالحرس الثوري هو الذي «وفر طريقا آمنا» لمرور 9 من المتورطين في هجمات سبتمبر، عبر الأراضي الإيرانية بطلب من الظواهري الذي تربطه بالضابط الإيراني المعني علاقات تعود الى مطلع التسعينات.
وقال مسؤولون اميركيون ان تقرير لجنة التحقيق في هجمات سبتمبر، المقرر صدوره الخميس المقبل، سيتضمن اتهاماً لإيران بتقديم مساعدة لبعض منفذي هجمات سبتمبر.
واكد مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) بالوكالة جون ماكلولن امس، ان حوالي ثمانية من العناصر الـ19 الذين نفذوا اعتداءات 11 سبتمبر، عبروا الأراضي الإيرانية. وقال ماكلولن في مقابلة تلفزيونية امس ان واشنطن لم يكن لديها اي دليل يثبت ان طهران كانت على علم بالتحضير لتلك الاعتداءات.
وكانت مجلة «تايم» الاميركية افادت اول من أمس نقلا عن مسؤولين اميركيين، ان التقرير يفيد بان إيران اقترحت في وقت ما التعاون مع «القاعدة» لتنفيذ هجمات ضد الولايات المتحدة، بعد الهجوم على المدمرة «كول» عام 2000، لكن بن لادن رفض الاقتراح. وكشفت «تايم» ان بعض المعلومات المتعلقة بإيران مصدرها موقوفون من «القاعدة» استجوبتهم الولايات المتحدة بينهم وليد محمد بن العطاس المشتبه في تورطه في الهجوم على المدمرة «كول». وأفادت «تايم» ايضا ان المسؤولين الاميركيين لا يملكون أدلة تؤكد معرفة إيران مسبقاً بمخطط الاعتداءات التي وقعت في سبتمبر 2001 .
وقال مسؤولون اميركيون إن لجنة التحقيق توصلت الى ان نحو 10 من منفذي الاعتداءات سافروا الى إيران في أواخر 2000 وبداية 2001 واستفادوا من سياسة كانت طهران تتعامل بها ازاء عناصر «القاعدة»، وتقضي بعدم الختم على جوازات سفر هؤلاء، الامر الذي ساعد العناصر العشرة المفترضة في دخول الولايات المتحدة. لكن المسؤولين الاميركيين اكدوا ان لجنة التحقيق لا تملك ادلة تفيد بان ايران كانت على علم مسبق بخطط الهجمات، وهذا يعود ربما الى ان عناصر «القاعدة» انفسهم لم يكونوا يعرفون تفاصيل الخطة في تلك المرحلة.
واكد مسؤول اطلع على التقرير المرتقب ان الأدلة الجديدة تشير إلى أن هناك 8 على الاقل من منفذي هجمات سبتمبر، والذين سموا بـ«العضلات» (لان مهمتهم كانت محددة بالسيطرة على ركاب الطائرات)، قد مروا بإيران قبل عام واحد من وقوع الهجمات.
وكانت «الشرق الأوسط» نقلت عن مسؤول سابق في وزارة الاستخبارات الإيرانية خلفيات العلاقة بين قيادة في الحرس الثوري و«القاعدة». وافاد المسؤول ان تلك العلاقة بدأت في السودان بين ضابط كان يرأس بعثة عسكرية إيرانية في السودان والظواهري عندما كان الأخير يدير معسكراً لتدريب مقاتلين عرب وافارقة في السودان. وأفادت المصادر ان ذلك الضابط هو نفسه الذي سهل عبور بعض منفذي هجمات سبتمبر.
وكان تقرير أولي للجنة التحقيق صدر الشهر الماضي وافاد انه لم تكن هناك «علاقة تعاون» بين العراق وشبكة «القاعدة». لكن التقرير أشار الى أدلة جديدة عن علاقة محتملة بين إيران و«القاعدة».
* خدمة «نيويورك تايمز» و«لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»


عـــودة إلى عنــاوين الأخبـــار




All Rights Reserved © كل الحقوق محفوظة

July 19, 2004 07:34 PM






advertise at nourizadeh . com