July 19, 2004

محكمة إيرانية تعلق فجأة جلسة مقتل كاظمي والمحامية عبادي تغادر «غاضبة» من الإصرار على «اتهام بريء»

خاتمي ينضم إلى عائلة الصحافية بالتشكيك في «هوية القاتل» ووالدة الضحية تؤكد أن ابنتها «عذبت حتى الموت»
لندن:علي نوري زادة
طهران: «الشرق الأوسط» والوكالات أوقف القضاء الايراني بشكل مفاجئ جلسات النظر في مقتل الصحافية الكندية ـ الايرانية الاصل زهرة كاظمي مما دفع المحامية الحائزة جائزة نوبل للسلام شيرين عبادي وفريقها القانوني إلى مغادرة قاعة المحكمة غاضبين، فيما قالت عزت كاظمي والدة الصحافية امام المحكمة ان ابنتها عذبت حتى الموت اثناء احتجازها. ودخلت القضية منعطفا خطيرا يمكن ان يهدد بمواجهات بين الاصلاحيين والمحافظين عندما قال الرئيس الايراني الاصلاحي محمد خاتمي انه يعتقد ان مؤسسة القضاء المحافظة تحاكم «رجلا بريئا»، داعيا اياها الي البحث عن الجاني الحقيقي. ومن المرجح ان تثير تلك التطورات قلقا دوليا بخصوص شفافية المحاكمة التي وترت بشدة علاقات ايران مع الاتحاد الأوروبي وكندا.

وذكر شهود عيان امس ان القاضي رفع الجلسة بعدما رفض الاستماع الى مزيد من حجج شيرين عبادي والمحامين الآخرين الذين يمثلون عائلة الضحية ومحامي ضابط اجهزة الاستخبارات محمد رضا اقدم احمدي المتهم بقتل الصحافية «بطريقة شبه متعمدة».
كما رفض القاضي استدعاء الشهود الذين طالب بهم فريق عبادي، وبينهم وزيرا الاستخبارات والثقافة ومدعي عام طهران سعيد مرتضوي ومدير سجن ايوين والمستشفى الذي نقلت اليه زهرة كاظمي، فضلا عن عشرة اشخاص يعملون في السجن.
وقالت عبادي للصحافيين لدى مغادرتها القاعة امس «لم يكن على القاضي رفع الجلسة. اننا نغادر قاعة المحكمة احتجاجا». وأضافت عبادي وهي تمسك بيد عزت كاظمي والدة الصحافية «هذه المحاكمة غير عادلة والحكم الذي سيصدر غير منصف». واضافت ان «النيابة العامة اسقطت التهم عن المذنب الحقيقي لتتهم شخصا بريئا».
ومضت عبادي تقول بغضب شديد «حدد محامي رضا أحمدي القاتل الحقيقي ولكن المحكمة لا تريد الانتباه لذلك». وذكرت ان القاضي تجاهل أدلة تفيد بأن كاظمي تلقت ضربة قاتلة من مسؤول قضائي يدعي محمد بخشي داخل سجن ايفين في طهران. وقالت للصحافيين خارج المحكمة في طهران «أنا غاضبة للغاية ولا يمكنني الحديث. لم يهتموا حتى بأدلتنا وأعلنوا انتهاء المحاكمة».
من ناحيتها، قالت عزت كاظمي والدة الضحية وهي تبكي للمحكمة ان لديها دليلا على ان ابنتها عذبت حتى الموت. وتابعت عزت تقول للمحكمة «كانت هناك حروق على صدر ابنتي وكانت أصابع يديها وقدميها وأنفها مكسورة... لقد عذبت حتى الموت». الى ذلك، قال قاسم شباني محامي محمد رضا أقدم أحمدي عنصر الاستخبارات الذي يتهمه القضاء بقتل الصحافية «انني واثق من ان موكلي سيبرأ. نعتقد ان الضربة القاتلة التي تلقتها زهرة كاظمي على رأسها سددت اليها في اليوم الأول من اعتقالها». وقال شباني «من المفترض مبدئيا ان يصدر القاضي حكمه في غضون اسبوع».
وفي تطور اخر هام، قال الرئيس الايراني محمد خاتمي الذي يقف الى جانب وزارة الاستخبارات الاصلاحية انه يعتقد أن الضابط بوزارة الاستخبارات محمد رضا أحمدي بريء من تهمة قتل كاظمي. وطلب من السلطة القضائية تحديد «المتهم الحقيقي». وقد ذكر محامون انهم يتوقعون ان يصدر القاضي حكمه الاسبوع المقبل. وتؤكد تصريحات خاتمي ما سبق ونشرته «الشرق الأوسط» بعد ايام من مقتل كاظمي. وكانت «الشرق الأوسط» قد انفردت بنشر تفاصيل جريمة قتل كاظمي التي اعتقلتها قوات الأمن وهي تلتقط صورا عن اجتماع لأولياء الطلبة المعتقلين في أحداث يونيو (حزيران) الماضي، امام سجن ايفين. وبعد نقل كاظمي الى زنزانة انفرادية في القسم الذي يخضع لادارة استخبارات السلطة القضائية، وهو جهاز أمني مواز لوزارة الاستخبارات، توجه أحد المسؤولين برفقة محمد بخش الى زنزانة كاظمي، حيث تعرضت الصحافية الكندية لساعات من التعذيب والاساءة الجسدية والنفسية. ومن سوء حظ كاظمي ان اعتقالها تم في وقت كان فيه أحد كبار المسؤولين يبحث عن شخص يكون جاهزا لحضور مقابلة تلفزيونية، يعترف خلالها بعمالته للولايات المتحدة وان تربط اعترافاته بين التيار الاصلاحي ومكتب تعزيز الوحدة (أهم تنظيم طلابي في ايران)، والاستخبارات المركزية الأميركية. وكان المسؤول يطالب زهرة كاظمي، بأن تعترف بما يلي:
1 ـ انها جاءت الى ايران مكلفة من قبل الاستخبارات الأميركية بتحويل 500 ألف دولار الى النائبة الاصلاحية فاطمة حقيقت جو ونائب رئيس البرلمان السابق وزعيم منظمة مجاهدين الثورة الاسلامية بهزاد نبوي.
2 ـ كان مطلوبا منها ايضا ان تقيم علاقات وثيقة مع قادة مكتب تعزيز الوحدة، وحثهم على تنظيم مظاهرات ضخمة ضد النظام.
3 ـ استيعاب الكتاب والمثقفين بغية تجنيدهم من قبل الاستخبارات الأميركية.
ورفضت زهرة كاظمي بصورة قاطعة الرضوخ للمطالب، مما دفع المسؤول لمطالبة بخش بأخذ الاعتراف منها بالقوة.
هكذا تعرضت كاظمي للتعذيب فقدت على اثره وعيها صبيحة اليوم التالي.
ووفقا للرسائل المتبادلة بين وزير الاستخبارات علي يونسي ورئيس السلطة القضائية محمود الهاشمي، فان محمد رضا أقدم أحمدي ضابط وزارة الاستخبارات لم يشارك في استجواب كاظمي، بل تسلم جثتها في غيبوبة كاملة مما دفع أحمدي الى نقل كاظمي الى مستشفى «بقية الله الأعظم» التابع للحرس الثوري.
الي ذلك، منعت السلطة القضائية الايرانية دبلوماسيين غربيين ووسائل اعلام أجنبية من حضور جلسة المحاكمة التي استؤنفت بعد توقف استمر تسعة اشهر. وأبلغ مسؤولو المحكمة دبلوماسيين من كندا وهولندا وبريطانيا وفرنسا حاولوا حضور المحاكمة انهم سيكونون بحاجة لتصريح كتابي من وزارة الخارجية الايرانية لحضور الجلسات المقبلة. كما قيل للصحافيين العاملين بمنظمات اعلامية أجنبية والذين سمح لهم ايضا بحضور جلسة أول من أمس انه ليس لهم مكان في قاعة المحكمة امس. وسمح فقط للصحافيين العاملين بوسائل الاعلام المحلية بحضور الجلسة. وحذر الدبلوماسيون من ان هذا الاجراء قد يكون له عواقب خطيرة على التقييم الدولي لسجل ايران فيما يتعلق بحقوق الانسان. غير ان حميد رضا آصفي المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية، الذي لم يكن يدري بقرار المحكمة منع الدبلوماسيين والصحافيين، قال ان المحاكمة «شفافة» وأن طهران لن تقبل أي ضغط دولي بسبب القضية.



عـــودة إلى عنــاوين الأخبـــار




All Rights Reserved © كل الحقوق محفوظة

July 19, 2004 07:48 PM






advertise at nourizadeh . com