August 01, 2004

حملة أجهزة المرشد ضد حازم الشعلان وفلاح حسن النقيب تتصاعد بوصول الهيئة الاقتصادية العراقية إلى طهران

لندن: علي نوري زاده
فيما تستقبل الحكومة الايرانية بترحاب الوفد العراقي المؤلف من 300 مسؤول، بينهم وزير الشؤون الاقتصادية ومساعدو وزراء الخارجية والمالية والكهرباء ورئيس غرفة التجارة وعمدة بغداد، فضلا عن رئيس المؤتمر الوطني العراقي احمد الجلبي الذي دفع فاتورة علاقاته الموسعة مع رجال الحكم في ايران غاليا، تواصل اجهزة الدعاية التابعة لشخصيات أمنية وعسكرية قريبة من مكتب مرشد الجمهورية حملاتها العنيفة ضد حازم الشعلان وزير الدفاع العراقي وزميله وزير الداخلية فلاح حسن النقيب،

بينما وسائل الاعلام المعارضة، لا سيما «اذاعة وتلفزيون ياران الفضائية»، الاكثر انتشارا في ايران قد تبنت موقفا متزامنا مع وزير الدفاع والداخلية العراقي عقب تصريحاتهما الصريحة عن تدخل بعض الجهات الامنية والعسكرية الايرانية في شؤون العراق الداخلية. ومحاولات هذه الجهات اثارة الفوضى والبلبلة في العراق بدعمها للتنظيمات الارهابية.
وكان الموقع الالكتروني التابع لقائد الحرس السابق وأمين مجمع تشخيص مصلحة النظام «الجنرال محسن رضائي» شن هجمة ضد الشعلان بهدف تشويه صورته والنيل منه لدى المواطنين الايرانيين، بحيث اتهم الشعلان بالمشاركة في الحرب ضد ايران وسرقة أموال الشعب العراقي، كما اطلق على وزير الدفاع العراقي لقب غير المؤهل سياسيا زاعما ان الشعلان كان عميلا للمخابرات العراقية والبريطانية والاميركية والاسرائيلية. كما زعم موقع «بازتاب» لمحسن رضائي بأن وزير الدفاع العراقي نهب اموال السيد سعد صالح جبر رئيس المجلس العراقي حينما كان عضوا في المجلس.
وصحيفة «كيهان» التي يرأسها حسين شريعتمداري ممثل الولي الفقيه والمفتش السابق بوزارة الاستخبارات نشرت عدة مقالات ذات عبارات غير لائقة عنيفة حول الحكومة العراقية ووزيري الدفاع والداخلية. وأكد مصدر قريب من استخبارات الحرس بأن تعليمات صدرت في نهاية الاسبوع الماضي الى عملاء فيلق القدس داخل العراق، بتصفية الشعلان والنقيب، باعتبارهما يشكلان عقبة ازاء مشاريع استخبارات الحرس والاجهزة الامنية والعسكرية المتعاونة معها في العراق.
وقد اثارت تصريحات الشعلان، حول توغل عملاء ايران في اجهزة الحكم في العراق، قلقا كبيرا عند مسؤولي اللجنة الامنية الخاصة المكلفة الشأن العراقي.
وحسب مصدر متابع لأنشطة اللجنة، فان هناك العشرات من المعاودين (المبعدين من العراق خلال حكم صدام حسين المتحدرين من اصول ايرانية)، قد عادوا الى العراق وحصلوا على وثائق وجوازات عراقية.
وقد انخرط العشرات من هؤلاء المرتبطين بالحرس وفيلق القدس باجهزة الحكم في العراق. واشار المصدر الى مسؤول رفيع بوزارة الخارجية العراقية الذي رافق الوزير هوشيار زيباري في بعض جولاته العربية والاوروبية. وقد تبين للمسؤولين العراقيين ان تقارير سرية ترسل الى ايران بلغة (الشيفرة) حول مباحثات زيباري واحيانا يطلع بعض المعنيين في طهران على اخبار مباحثات زيباري قبل ان يطلع وزير خارجية العراق الرئيس غازي عجيل الياور والدكتور اياد علاوي رئيس الوزراء. وقرر زيباري بعد ذلك الا يرافقه المسؤول المذكور في زياراته المهمة الى الخارج. ونموذج آخر حسب قول المصدر كان مسؤولا بوزارة الداخلية الذي تم الاستغناء عن خدماته بعد توقيفه ومعه وثائق سرية عن خطط امنية ذات حساسية بالغة.
وعودة الى مفاوضات الهيئة الاقتصادية العراقية في طهران، فان الاوساط الحكومية بطهران تولي اهمية بالغة لهذه المحادثات التي ستشمل كافة جوانب التعاون بين البلدين، مثل النفط والاتصالات والمواصلات والبناء والتبادل التجاري بين القطاعين العام والخاص، بحيث يشارك ما يزيد عن 400 من التجار ورجال الاعمال الايرانيين الى جانب المفاوضين الرسميين في الاجتماعات التي بدأت الاجراءات التحضيرية لقيامها غدا (اليوم).
وقال محمود صاحب، احد رجال الاعمال الايرانيين الذي كان على موعد مع بعض اعضاء الوفد العراقي لـ«الشرق الأوسط» من فندق الاستقلال (هيلتون)، ان العلاقات التجارية بين ايران والعراق لم تنقطع حتى في أحلك مراحل الحرب. وبعد انتهاء الحرب اغلقت استخبارات الحرس المجال للقطاع الخاص الايراني للافساح في المجال لشركات تابعة، لها عقدت صفقات ضخمة مع شركات تابعة لعدي صدام حسين مثل شركة بابل لتهريب النفط العراقي وتصدير التمر العراقي الى شركة المانية كبرى لانتاج البيرة والمشروبات الكحولية.
وبعد الاطاحة بنظام صدام حسين عاود القطاع الخاص الايراني تعامله مع القطاع الخاص العراقي، لا سيما في منطقة كردستان، غير ان الحرس قد تدخل مرة اخرى باستغلال الحمولات المصدرة الى العراق لاخفاء المتفجرات واجهزة متطورة تستخدم في صنع القنابل الموقوتة الى العراق. وقد اكتشفت السلطات الكردية مؤخرا شاحنة كانت تنقل الاسمنت من ايران، ولكنها كانت معدات ومتفجرات مخبأة بداخلها.



عـــودة إلى عنــاوين الأخبـــار




All Rights Reserved © كل الحقوق محفوظة

August 1, 2004 04:05 AM






advertise at nourizadeh . com