August 11, 2004

إقرار إيراني بتقديم تسهيلات للزرقاوي في عملياته الإرهابية ضد العراق

قائد فيلق القدس في الحرس الثوري: نشاطات الزرقاوي تخدم المصالح العليا للجمهورية الإسلامية
لندن: علي نوري زادة
اكد مصدر ايراني موثوق ان قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني العميد قاسم سليماني اقر في ندوة مغلقة بتوفير ايران تسهيلات للاصولي الاردني المتشدد ابو مصعب الزرقاوي المتهم بتدبير معظم الهجمات والعمليات الانتحارية في العراق، مبرراً ذلك بأن نشاطات الزرقاوي في العراق «تخدم المصالح العليا للجمهورية الاسلامية» وبينها منع قيام نظام علماني فيدرالي متعاون مع الولايات المتحدة.

وقال المصدر الذي حضر الندوة لـ«الشرق الأوسط»: ان العميد سليماني قال في الندوة التي اقيمت في مخيم لطلبة الدراسات الاستراتيجية والدفاعية بجامعة الامام الحسين «لا يحتاج الزرقاوي وعناصر قيادة تنظيمه (انصار الاسلام) الى رخصة مسبقة لدخول إيران فهناك نقاط حدود معينة تمتد من حلبجة شمالاً الى عيلام جنوبا، يستطيع الزرقاوي وما يزيد على عشرين مقاتلاً من قياديي انصار الاسلام من دخول الاراضي الايرانية منها متى يشاءون».
واوضح المصدر ان العميد سليماني الذي يشرف على انشطة وحدات استخبارات الحرس الثوري وفيلق القدس العاملة في العراق، كان يرد علي تساؤلات اثارها بعض الطلبة حول اسباب دعم ايران لشخص معاد للشيعة مثل الزرقاوي الذي سبق ان اتهمته اوساط قريبة من مرشد النظام علي خامنئي بالضلوع في قتل آية الله محمد باقر الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق. واعتبر سليماني ان تورط الزرقاوي في مقتل الحكيم ليس امراً مؤكدا، فضلاً عن ان ما يقوم به الزرقاوي حاليا يخدم مصالح الجمهورية الاسلامية العليا، فقيام عراق علماني فيدرالي متعاون مع الولايات المتحدة اخطر بكثير من النظام البعثي السابق، ذلك ان النظام الجديد سيشكل، حسب سيلماني «تهديداً حقيقياً للاسلام الثوري المحمدي الخالص وولاية الفقيه»، وفق ما نقل المصدر.
وعلمت «الشرق الأوسط» بان الزرقاوي انتقل الى ايران منذ بعضة اشهر بعد احداث الفلوجة، حيث قضى عدة اسابيع في معسكر تابع للحرس الثوري في منطقة مهران على الحدود مع العراق قبل ان يغادرها الى مدينة بعقوبة العراقية بمساعدة فيلق القدس.
والجدير بالذكر ان فيلق القدس الذي تم تشكيله اواخر عهد الخميني بهدف مطاردة الشخصيات والقوى المعارضة داخل البلاد وخارجها، تغيرت وظائفه وحدود مسؤولياته خلال السنوات الاخيرة، بحيث اصبح اليوم مسؤولاً عن شؤون العراق وافغانستان والبلدان العربية والاسلامية في ما يتعلق بالحرب غير المباشرة مع الولايات المتحدة.
مسؤول سابق في الفيلق كان قد كشف لـ«الشرق الأوسط» بعد هروبه الى تركيا العام الماضي عن وجود ابو مصعب الزرقاوي في ايران ودخوله الى الاراضي العراقية قبل اكثر من سنة، اكد لـ«الشرق الأوسط» عقد لقاء في شهر يونيو (حزيران) الماضي بين الزرقاوي واللبناني الهارب عماد مغنية في احد مقرات فيلق القدس بمحافظة كرمنشاه غرب ايران. واشار المصدر الى ان مغنية لعب دوراً مؤثراً في تشكل ميليشيا «جيش المهدي» التابعة لرجل الدين الشيعي المتشدد مقتدى الصدر، وتدريب عناصره في معسكرات داخل ايران. كما ان دخول مقاتلين شيعة من لبنان الى العراق بزي طلبة العلوم الدينية وانضمامهم في ما بعد الى «جيش المهدي» تم تحت اشراف عماد مغنية الذي خضع مؤخراً لعملية جراحية تجميلية لتغيير ملامح وجهه، في مصح تابع للحرس الثوري بشمال طهران. وهذه هي العملية الجراحية الخامسة لمغنية المطارد من قبل اجهزة الاستخبارات الغربية والعربية منذ عدة سنوات.
واوضح المصدر ان مغنية ظل على صلاته بأيمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم «القاعدة» رغم صعوبة الاتصال بالظواهري في الآونة الاخيرة. واضاف ان مغنية قدم اوائل العام الحالي تقريرا الى مسؤول استخبارات الحرس الثوري عقب زيارة للعراق تحدث فيه عن اهمية توسيع اطار التعاون بين «جيش المهدي» وجماعة الزرقاوي، نظرا الى ان مقتدى الصدر يخسر بسرعة رصيده لدى الشيعة العراقيين لا سيما في مدينة النجف، حيث لوحظ ان العوائل الشيعية تمنع ابناءها من الانضمام الى ميليشياته، بينما يتعزز رصيده في منطقة المثلث السني.
واضاف المصدر ان الرئيس الايراني محمد خاتمي الذي يعارض بشدة تدخل رجال الحرس الثوري في شؤون العراق الداخلية فوجئ مؤخراً بتقرير وصله من مسؤول في الحكومة العراقية صديق لايران تضمن معلومات دقيقة معززة بالارقام حول ابعاد تورط فيلق القدس واستخبارات الحرس الثوري في العمليات الارهابية التي تستهدف العراق حكومة وشعباً، فضلا عن بنيته التحتية.

August 11, 2004 12:06 PM






advertise at nourizadeh . com