November 25, 2004

شقيقة الامام موسى الصدر تبحث مع مسؤولين بريطانيين قضية اختفائه

حارس تونسي طالب طهران بمليون دولار لنقل الصدر إلى خارج سجن في ليبيا
لندن: علي نوري زاده
غادرت السيدة رباب الصدر شرف الدين، شقيقة الامام موسى الصدر الزعيم الشيعي اللبناني ورئيس المجلس الاسلامي الشيعي المختفي منذ 26 عاما في ليبيا، لندن متوجهة الى بلادها لبنان بعد زيارة خاطفة تمت في سرية تامة، التقت خلالها بوزيرة الدولة البريطانية المكلفة ملف الشرق الأوسط البارونة اليزابيث سايمونز في اطار مساعيها المستمرة للعثور عليه، منذ اختفائه ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين في سبتمبر (ايلول) 1978، ومن اجل تحديد مصيرهم ودور النظام الليبي.

وقد رافقت «الشرق الأوسط» السيدة رباب الصدر خلال زيارتها لبريطانيا حيث استقبلتها البارونة اليزابيث سايمونز بمكتبها وتحدثت معها لاكثر من ساعة مما يدل على مدى اهمية قضية اختفاء الامام موسى الصدر رغم مرور اكثر من ربع قرن على حدوثه عند الاطراف الدولية وفي مقدمتها بريطانيا. وقد ابدت الوزيرة البريطانية تعاطفها الانساني في قضية تتعدى اهتمام العائلة والطائفة، وسلمت السيدة رباب الصدر رسالة عبرت فيها عن قلق الحكومة البريطانية من اختفاء الامام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي اللبناني عباس بدر الدين. كما اطلعت السيدة رباب الصدر البارونة اليزابيث سايمونز على التطورات الاخيرة في القضية، مؤكدة ضرورة جلاء الحقيقة كاملة وتثبت المسؤوليات. وقد اتفقت السيدتان على متابعة هذه القضية على المستويات المناسبة في الاسابيع المقبلة.
وعلمت «الشرق الأوسط» ان معلومات خطيرة سوف يفصح عنها حول خفايا قضية اختفاء الامام موسى الصدر ودور اجهزة الامن الليبية في ذلك.
وما يجدر ذكره ان الصدر رئيس المجلس الاسلامي الشيعي كان قد توجه الى ليبيا برفقة الشيخ محمد يعقوب وعباس بدر الدين بدعوة من العقيد معمر القذافي لحضور اعياد الفاتح من سبتمبر (ايلول) عام 1978 واثر خلاف نشب خلال محادثات الامام الصدر مع المسؤولين الليبيين قرر مغادرة ليبيا مبكرا غير ان دوائر لبنانية متابعة للقضية قالت انه لم يصل الى المطار، بحيث تم نقله مع رفيقيه الى معسكر خارج مدينة طرابلس ومنها الى سجن عسكري في مدينة سبها.
وكان القائم بالاعمال الايراني الاسبق في ليبيا، فرخ شريف، الذي لجأ الى بريطانيا وانضم الى حركة المقاومة الوطنية المعارضة قد كشف في مؤتمر صحافي عن وجود الامام الصدر في سجن عسكري في سبها، وقال ان حارسا تونسيا للسجن راجع السفارة الايرانية لاعلان استعداده لنقل الامام موسى الصدر الى خارج السجن مقابل مكافأة قدرها مليون دولار. واضاف شريف أنه قد ارسل المعلومة الى طهران بالشيفرة وبعد ايام قليلة جاء احد الجنرالات الايرانيين من قسم المشتريات العسكرية حينذاك الى ليبيا حيث قابل الزعيم الليبي معمر القذافي وابلغه بما ارسل الى طهران. وبعد بضعة ايام امر الزعيم الليبي بارسال عشرين صاروخا من نوع «سكود بي» الى طهران، بينما مصير الحارس التونسي ما يزال مجهولا مثل مصير الامام موسى الصدر.
وعقب انتخاب محمد خاتمي الذي هو متزوج من ابنة شقيقة الامام موسى الصدر، اصبحت قضية اختفائه في صدارة اهتمامات الحكومة الايرانية.
بحيث اشرف خاتمي نفسه على مؤتمر عالمي حول شخصية الامام الصدر ودوره في تثقيف الحوزات وتحديث المفاهيم الدينية والفقه الشيعي، اضافة الى دوره في اعتلاء مكانة الشيعة في لبنان. وظل محمد خاتمي لحد الآن رافضا جميع دعوات القيادة الليبية للقيام بزيارة رسمية لطرابلس، كما انه لم يوافق على تفعيل لجان التعاون المشترك بين البلدين التي تم تشكيلها خلال رئاسة المرشد الاعلى علي خامنئي، مؤكدا ان العلاقات بين البلدين لن تعود الى طبيعتها ما لم يتم الكشف عن خفايا اختفاء الامام الصدر ودور اجهزة الامن الليبية فيها.

November 25, 2004 04:36 PM






advertise at nourizadeh . com