December 10, 2004

إيران: الحديث عن محاكمة عناصر القاعدة يفجر نزاعا بين وزارة الاستخبارات والحرس الثوري

«الشرق الأوسط»
لندن: علي نوري زاده

اثارت تصريحات عباس علي زاده، رئيس عدلية طهران، حول محاكمة وحبس عدد من اعضاء «القاعدة» في ايران ردودا غاضبة من وزير الاستخبارات علي يونسي الذي نفى بشكل قاطع مزاعم علي زاده بأن الوزارة تعاونت مع السلطة القضائية وهي راضية عن نتائج المحاكمات.

وقد أكد يونسي على ان من يقصدهم رئيس عدلية طهران، ليسوا، اذا ما صح كلامه، سوى «مؤيدين» لـ«القاعدة».
وكان علي زاده قد ادعى بعد ساعات من تعرض القنصلية الاميركية في جدة لعملية اقتحام فاشلة من قبل خلية تابعة لتنظيم «القاعدة»، بأن اعضاء بارزين في تنظيم «القاعدة» جرت محاكمتهم، من دون ان يذكر اسباب اعتقالهم والاتهامات الموجهة ضدهم، علما بأن مصادر مطلعة سبق ان اشارت الى ان هناك ما يزيد عن 500 من اعضاء تنظيم «القاعدة»، بينهم المصري سيف العدل والكويتي سليمان ابو غيث والسعودي سعد اسامة بن لادن وغيرهم من قادة التنظيم، يعيشون في ايران و«يحظون بدعم وحماية الحرس الثوري».
وقد سلمت ايران خلال السنوات الثلاث الاخيرة عددا من اعضاء «القاعدة» غير البارزين الى دولهم بينما تطالب بمكافأة اكثر لتسليم قادة الحركة. الى ذلك فان العشرات من زوجات وأبناء وأقارب قياديي «القاعدة» يعيشون في ايران، منذ سقوط طالبان في افغانستان.
وعلم ان السلطات الامنية في مصر ابلغت الايرانيين عدة مرات لا سيما خلال زيارة وزير الداخلية المصري لطهران بأن هناك جهات ايرانية تسعى الى نسف مساعي حكومة الرئيس خاتمي لتعزيز العلاقات بين البلدين. وكشف مصدر ايراني متابع للمباحثات الدائرة بين طهران والقاهرة، ان المصريين أحضروا في آخر دور من المباحثات عند زيارة وزير الداخلية المصري لطهران، حيث شارك في اجتماع وزراء داخلية الدول المجاورة للعراق، ملفات عدة كانت تحوي معلومات خطيرة حول انشطة عناصر الحرس ضد مصر والبلدان العربية الاخرى. غير ان المصدر نفى ان كان وزير الداخلية المصري قد اثار موضوع تورط محمد رضا حسين دوست ضابط استخبارات الحرس الذي عمل مستشارا في بعثة رعاية المصالح الايرانية بالقاهرة واتهم النائب العام المصري بتجنيد المواطن المصري محمد عيد محمد دبوس، ربما بسبب قرار طهران بتسليم القاهرة ارهابيا آخر كان متهما بتخطيط محاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك في أديس أبابا.
وعلمت «الشرق الأوسط» ان وزارة الاستخبارات، التي تخضع لهيمنة الاصلاحيين، رفضت منذ دخول عناصر «القاعدة» ايران التعامل معهم باعتبارهم رفاق النضال ضد المصالح الاميركية. بينما فتحت استخبارات الحرس وفيلق القدس أذرعها لهم. وحسب مسؤول في وزارة الاستخبارات، فإن يونسي أمر باعتقال العشرات من اعضاء «القاعدة» في العام الماضي بعد علمه بوجود هؤلاء في فلل فخمة شمال طهران. وقد حصلت مواجهات دامية بين ضباط الوزارة وعناصر استخبارات الحرس وفيلق القدس عدة مرات خلال ملاحقة عناصر «القاعدة» من قبل ضباط وزارة الاستخبارات.
وكانت «الشرق الأوسط» قد كشفت اخيرا عن مواجهة دامية وقعت في مطار مرد آباد بين رجال استخبارات الحرس وضباط وزارة الاستخبارات الذين منعوا عنصرا قريبا من الدكتور ايمن الظواهري من الصعود الى طائرة متجهة الى تركيا. كما ان استخبارات الحرس اضطرت الى نقل بعض قياديي «القاعدة» من مقرهم شمال ايران الى منطقة قريبة من بحر قزوين بعدما اكتشفت ان المقر يخضع لمراقبة ضباط وزارة الاستخبارات.

December 10, 2004 06:58 PM






advertise at nourizadeh . com