January 25, 2005

مجلس صيانة الدستور الإيراني أعلن استمرار سريان حظر ترشح النساء لانتخابات الرئاسة

«الشرق الأوسط»
لندن: علي نوري زاده
أعلن مجلس صيانة الدستور الايراني أمس ان منع النساء من الترشح الى الانتخابات الرئاسية المقررة في يونيو (حزيران) لا يزال ساري المفعول، نافيا ما نقله التلفزيون الرسمي الايراني في وقت سابق من معلومات عن السماح لهن بالترشح.
وقال غلام حسين الهام، المتحدث باسم هيئة المراقبة التشريعية والانتخابية هذه، انه ليس هناك اي تغيير لتفسير كلمة «رجال» التي تعني الذكور حصرا.

وقال الهام لوكالة الانباء الايرانية الرسمية ان «تصريحاتي حول كلمة رجال لم تتغير وليس هناك أي شيء جديد».
وكان التلفزيون اعلن نقلا عن الهام انه اصبح بامكان النساء الايرانيات الترشح للانتخابات الرئاسية بعد ان تراجع مجلس صيانة الدستور عن قرار اتخذه في اكتوبر (تشرين الاول) الماضي بالسماح للرجال فقط بالترشح لهذا المنصب.
وقال الهام، بحسب التلفزيون، ان «تفسير المجلس لكلمة «رجال» كان الذكور فقطَ»، لكنه رأى الآن ان كلمة «رجال» لا تعني جنسا محددا.
وينص الدستور الايراني على ان «الرئيس يجب ان يتم اختياره من بين رجال السياسة والدين في البلاد».
واذا كانت هذه الكلمة تعني باللغة العربية الذكور وحدهم، لكنها تستخدم في اللغة الفارسية للحديث عن «الشخصيات».
ويتولى مجلس صيانة الدستور الذي يهيمن عليه المحافظون التحقق من تطابق القوانين التي يتبناها مجلس الشورى (البرلمان) مع الدستور والشريعة وتفسير القوانين وكذلك الاشراف على الانتخابات في البلاد.
والمعروف ان المجلس بتركيبته الحالية سبق ان رفض مرتين ترشيح السيدة اعظم طالقاني، ابنة احد رموز الثورة الايرانية الراحل آية الله محمد طالقاني، ونائبة طهران السابقة في البرلمان، للانتخابات الرئاسية، مؤكدا ان الدستور لا يسمح بترشيح النساء في الانتخابات، بحيث يسمح فقط للرجال بالترشح لمنصب رئاسة الجمهورية.
وقد خاضت اعظم طالقاني والعشرات من الناشطات الايرانيات في مجال حقوق المرأة نضالا مستمرا منذ وفاة الخميني من اجل تغيير تفسير مجلس صيانة الدستور لكلمة «الرجال» في الدستور، غير ان المجلس ظل يرفض قبول ترشيح المرأة للانتخابات الرئاسية. وقبل بضعة اسابيع، حين دعت أربعة تنظيمات اصلاحية، المحامية الناشطة في مجال حقوق الانسان، شيرين عبادي، الحائزة جائزة نوبل للسلام، للترشح للانتخابات، نقلت الصحف القريبة من المحافظين كلاما منسوبا الى الشيخ أحمد جنتي، أمين عام مجلس صيانة الدستور، يقول بعدم جواز ترشح النساء للانتخابات الرئاسية، كونهن «نصف الرجال عقليا».
وقبل ان يصحح مجلس صيانة الدستور ما نقل عن سماحه بترشح النساء، رأى مراقبون تفسير مجلس صيانة الدستور لكلمة «الرجال» بأنها تشمل النساء، محاولة لكسب الرأي العام الايراني الى جانبهم في الانتخابات الرئاسية المقبلة، بعد ان بنيت الانتخابات البرلمانية الاخيرة التي قاطعتها غالبية التنظيمات الاصلاحية والمعارضة، ان الشعب الايراني لم يعد يثق في العملية الانتخابية بعد قرار مجلس صيانة الدستور رفض ترشيح أكثر من أربعة آلاف من المرشحين الإصلاحيين وأصحاب الرأي الآخر.
ويبدو الشارع الايراني، حسب اعتراف الصحف الرسمية، انه غير معني بالجدل الدائر بين مرشحي التيارات المشاركة في الحكم. وحضور أو عدم حضور هاشمي رفسنجاني، الرئيس السابق، ورئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في الانتخابات، كمرشح وسط فوق التيارات، بات غير محسوم في ظل معارضة خامنئي العلنية لعودة رئيس قوي الى القصر الرئاسي.
ويتوقع المراقبون السياسيون أن يرفض مجلس صيانة الدستور ترشيح كل من يفتقر الى دعم المرشد الاعلى، علي خامنئي، وكل من يشك المجلس في ولائه للمرشد وتبعيته له.

January 25, 2005 03:39 PM






advertise at nourizadeh . com