February 25, 2005

الحكومات الإيرانية بعد الثورة

لندن:علي نوري زاده
بعد بضعة أيام من عودة الإمام الخميني الى ايران من باريس في مستهل شهر فبراير (شباط) العام 1979، وفي قاعة الاجتماعات بمدرسة العلوى للبنات حيث حل الإمام الخميني لأسبوعين قبل انتقاله الى قم، تلا الشيخ هاشمي رفسنجاني، الذي لم يكن معروفا حينذاك، وهو واقف الى جانب الإمام الخميني واعضاء مجلس قيادة الثورة ومهدي بازركان، نص الرسالة الموجهة من الإمام الخميني الى بازركان ...

التي أعلن خلالها «انني وبموجب الثقة التي قد منحتني الجماهير الثورية اياها اعينكم رئيسا مؤقتا للوزراء وأدعو الموظفين والعاملين في أجهزة الدولة والجيش الالتزام بقراراتكم و...». وكان صديق بازركان وشريكه في النضال الدكتور شابور بختيار رئيسا للوزراء آنذاك ما جعل من الصعب على بازركان ان يحارب صديق العمر، غير ان مسار الإحداث بعد ذلك اتجه نحو انهيار نظام الشاه واختفاء بختيار ودخول بازركان مجلس الوزراء. ولم يستغرق عمر حكومة بازركان اكثر من ستة أشهر استقال بازركان بعدها، غير انه ظل عضوا في مجلس قيادة الثورة حتى حل المجلس باجراء الانتخابات الرئاسية الأولى في يناير (كانون الثاني) العام 1980 وهي الانتخابات التى أسفرت عن فوز أبو الحسن بني صدر بسبعين في المائة من الأصوات. لقد واجه بني صدر منذ مستهل عهده معارضة قوية في البرلمان والوسط الديني المتشدد، اذ رفض البرلمان مرشحيه لمنصب رئيس الوزراء وفرض عليه اختيار علي محمد رجائي القريب من المحافظين رئيسا للوزراء.
وعقب عزل بني صدر في يونيو (حزيران) 1981، انتخب رجائي رئيسا للجمهورية، فقام باسناد رئاسة الوزراء الى رجل دين معتدل هو حجة الإسلام محمد باهونر، غير ان رجائي وباهوز لقيا مصرعهما في انفجار وقع في مبنى مجلس الوزراء خلال اجتماع للمجلس الأعلى للأمن القومي غاب عنه هاشمي رفسنجاني رئيس البرلمان. وتولى بعد ذلك مجلس مكون من رؤساء القوى القانونية والقضائية برئاسة محمد رضا مهدوي مسؤوليات الرئيس والحكومة لبضعة اشهر حتى خروج آية الله علي خامنئي من المستشفى عقب تعرضه لمحاولة اغتيال اسفرت عن شلل في يده اليمنى. بعد شفاء خامنئي اجريت انتخابات رئاسية فاز فيها وتولى رئاسة الجمهورية من 1981 وحتى 1989. وكان مير حسين موسوي رئيسا للوزراء خلال هذه الفترة. وفي مارس (آذار) 1989 وفيما كان الإمام الخميني يرقد علي فراش الموت، قام رفسنجاني بدعم من خامنئي ووزير الاستخبارات ريشهري ونجل الإمام الخميني أحمد الخمينى، بتنفيذ مخطط إقصاء آية الله حسين علي منتظري، خليفة الخميني فى منصب المرشد الاعلى، وذلك بتعديل الدستور لحذف منصب رئيس الوزراء الذي ظل عائقا أمام تطلعات رؤساء الجمهورية لتعزيز صلاحياتهم. وعقب وفاة الخميني تسلم رفسنجاني الفائز في الانتخابات الرئاسية مهام رئيس الجمهورية وأعيد انتخابه عام 1993، بعد ذلك فاز محمد خاتمي في انتخابات حماسية في مايو (ايار) 1997. وتمت اعادة انتخابه عام 2001. ومنذ قيام الثورة، باستثناء الفترة الانتقالية، تولت مجموعة مكونة من 760 رجلا زمام السلطة. وهؤلاء يتبادلون المناصب فيما بينهم، ومعظم الوزراء والمسؤولين اقرباء اما بالدم او المصاهرة.

February 25, 2005 12:56 PM






advertise at nourizadeh . com