October 26, 2005

تحذيرات أميركية إلى إيران تفتح ملفات قديمة تشمل تفجيرات بيروت والخبر

قلق في طهران من إشارة تقرير ميليس إلى أحمد جبريل المقرب من استخباراتها
لندن: علي نوري زاده
وجهت الجهات الاميركية القريبة من ادارة الرئيس جورج بوش تحذيرا الى القيادة الايرانية بأن واشنطن تدرس حاليا السبل الكفيلة بإخضاع ايران «لارادة المجتمع الدولي حول ملفها النووي»، وذلك بتخليها نهائيا عن برنامجها النووي السري وعملية تخصيب اليورانيوم وانتاج المياه الثقيلة في اصفهان واراك.

وعلمت «الشرق الأوسط» بأن مدير شركة نفطية كبرى في الولايات المتحدة الذي سبق ان التقى بعدد من كبار المسؤولين الايرانيين في جنيف، أوفد مبعوثا الى طهران في الشهر الماضي، حيث قابل مستشار الرئيس الايراني للامن القومي علي لاريجاني الذي يتولى منصب أمين المجلس الاعلى للامن القومي. وكان لاريجاني ابدى خلال زيارته لمدينة نيويورك في شهر سبتمبر (ايلول) الماضي وفي اجتماع خاص مع بعض الشخصيات القريبة من ادارة بوش، رغبة ايران في فتح قناة مباشرة مع الولايات المتحدة بعد ان فشل الوسيط الاوروبي (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) في ايجاد تحول حقيقي في مسار العلاقات الايرانية ـ الاميركية.

وفي طهران ابلغ مبعوث مدير شركة النفط الاميركية لاريجاني ومساعديه بأن واشنطن ليست بصدد توجيه حملة عسكرية ضد ايران، غير انها تدرس خيارات عدة امامها وفي مقدمتها فتح ملفات قديمة حول ضلوع ايران في عمليات ارهابية تسببت في مقتل وجرح المواطنين الاميركيين والحاق الضرر بمصالح الولايات المتحدة في لبنان والسعودية. وأكد مصدر ايراني متابع للاتصالات الاخيرة بين ايران والولايات المتحدة بشكل غير مباشر بأن تقرير القاضي الالماني ديتليف ميليس حول دور مسؤولية سورية في خطة اغتيال الحريري قد اثار قلقا بالغا لدى كبار المسؤولين الايرانيين ليس فقط بسبب وجود علاقات استراتيجية تربط طهران بدمشق وتردد اسم زعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (القيادة العامة) احمد جبريل القريب من اجهزة الامن والاستخبارات الايرانية في التقرير، بل بسبب التحذيرات التي تلقتها القيادة الايرانية سابقا حول وجود نية لدى واشنطن للتعامل مع ايران معاملة مماثلة لمعاملتها مع سورية.

وأشار المصدر الى ان هناك عدة ملفات تستطيع واشنطن فتحها ضد ايران ودفع شركاءها في الامم المتحدة الى تقديم مشروع يتضمن تكليف الامين العام بتشكيل لجنة مثل لجنة ديتليف ميليس للتحقيق في ابعاد الدور الايراني في:

1 ـ تفجير مقر قوات المارينز ببيروت الذي اسفر عن مقتل اكثر من 300 أميركي ولبناني.

2 ـ تفجير ثكنة القوات الفرنسية في البقاع.

3 ـ تفجير السفارة الاميركية ببيروت.

4 ـ خطف طائرة «تي. دبليو. ايه» الاميركية وقتل ضابط أميركي سابق في الطائرة ورمي جثته على مدرج مطار بيروت.

5 ـ خطف ما لا يقل عن 12 أميركيا وقتل أحدهم، فضلا عن وفاة الثاني وهو في الاسر.

6 ـ حادث تفجير الخبر الذي أسفر عن مقتل عدد من الاميركيين.

كما ان ملف ثمانية من قادة المعارضة الايرانية اغتيلوا على ايدي عملاء الاستخبارات الايرانية في الخارج، سيكون ضمن الملفات التي تدرسها واشنطن كون هؤلاء اما من المتجنسين في الولايات المتحدة او حصول ابناءهم وزوجاتهم على الجنسية الاميركية قبل اغتيالهم.

وعلمت «الشرق الأوسط» بأن مرشد النظام الايراني آية الله علي خامنئي الذي لا يخفي استياءه البالغ حيال ضعف ادارة الرئيس محمود أحمدي نجاد في ادارة أزمة الملف النووي، ويعتبر احمدي نجاد مسؤولا مباشرا للتغيير الجذري في موقف الاتحاد الاوروبي بشكل عام والدول الاوروبية الثلاث المكلفة التفاوض مع ايران، ومصادقة مجلس حكام الوكالة العالمية للطاقة على المشروع الاوروبي القاضي بنقل ملف ايراني الى مجلس الامن قد طالب هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي ووزير الخارجية السابقين علي اكبر ولايتي وكمال خرازي، فضلا عن غلام رضا آغازاده مدير منظمة الطاقة الذرية، والدكتور حسن روحاني المسؤول السابق عن الملف النووي بدراسة سبل خروج ايران من المأزق الذي تواجهه حاليا نتيجة لما وصفه خامنئي بافتقار رئيس الجمهورية ومستشاريه للخبرة والاهلية لادارة ازمة بحجم، الازمة الراهنة. وكان رفسنجاني قد اصدر قرارا عيّن بموجبه الرئيس السابق محمد خاتمي عضوا في المجلس الاعلى لمركز الدراسات الاستراتيجية الذي يرأسه رفسنجاني نفسه. ومن المقرر ان يجتمع رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام مع خاتمي وغيره ممن دعاهم خامنئي للتشاور هذا الاسبوع كخطوة اولى لانتقال الملف النووي من رئاسة الجمهورية الى مجمع تشخيص مصلحة النظام.



October 26, 2005 11:51 AM






advertise at nourizadeh . com