November 08, 2005

طهران تدعم ترشيح الجلبي لتولي الحكومة العراقية المقبلة

ضابط في استخبارات الحرس الثوري الإيراني أفشل مخطط اغتيال علاوي
لندن: علي نوري زاده (الشرق الاوسط)
نال نائب رئيس الوزراء العراقي وزعيم حزب المؤتمر الوطني العراقي احمد الجلبي، التأييد المشروط للقيادة الايرانية لقراره بخوض الانتخابات مستقلا عن «الائتلاف العراقى الموحد» الشيعي، كما ان كبار المسؤولين في طهران أبدوا دعمهم لتولي الجلبي منصب رئيس الوزراء بعد الانتخابات العراقية المزمع اجراؤها في منتصف الشهر المقبل في حالة حصوله على مقاعد كافية في البرلمان تمكنه من منافسة المرشحين الرئيسيين المحتملين، وهم رئيس الوزراء السابق الدكتور اياد علاوي ورئيس الوزراء الحالي الدكتور ابراهيم الجعفري وعادل عبد المهدي القيادي البارز في المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق ونائب رئيس الجمهورية.

وكشف مصدر رفيع في مكتب المرشد الايراني علي خامنئي لـ«الشرق الاوسط» ان القيادة العليا في طهران قلقة جدا هذه الايام من ارتفاع اسهم الدكتور علاوي السياسية بعد نجاحه في تشكيل قائمة موسعة تضم احزابا وشخصيات وطنية مهمة، وبعد صدور اشارات من المرجع الشيعي الاعلى آية الله علي السيستاني تدل على امتعاضه وإحباطه ازاء الاداء الفاشل لحكومة الدكتور ابراهيم الجعفري، من جهة، وفشل النواب المحسوبين على المجلس الاعلى وحزب الدعوة والاحزاب الشيعية الاخرى في تحقيق الوعود التي اطلقوها وتصدع قائمة الائتلاف العراقي الموحد، من جهة اخرى.

ولفت هذا المصدر الى معلومات تفيد بأن آية الله السيستاني لم يعد يعارض عودة علاوي الى رأس الحكومة فحسب، بل ان ثمة مؤشرات ما على ان السيستاني ينظر الى علاوي باعتباره السياسي الشيعي الوحيد الذي يستطيع وضع حد لتدخل اجهزة الاستخبارات والحرس الثوري الايراني في شؤون العراق الداخلية.

وأوضح المصدر الايراني ان الجلبي تمكن من اقناع الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ومستشاره الاعلى هاشمي شمرة ذي النفوذ القوي، بأنه الوحيد القادر على جدولة الانسحاب الاميركي البريطاني من العراق، وانه يحظى بثقة واحترام واشنطن ولندن، وان وجوده على رأس الحكومة العراقية سيقلل بصورة ملحوظة من مخاوف واشنطن من توسع نفوذ ايران، وفي نفس الوقت تعرف طهران جيدا ان الجلبي لن يتحول الى عدو كون الصلات التي تربطه بجهاز الحكم في ايران صلبة وقديمة ولن تتأثر بأية عواصف سياسية او انقلابات في التحالفات الدائرة في العراق.

وعلمت «الشرق الاوسط» ان مستشارا امنيا للجلبي سبق ان هرب الى ايران بعد ان اتهمته الاستخبارات العسكرية الاميركة في العراق بتزويد الحرس الثوري الايراني بمعلومات سرية حول الوجود العسكري والامني الاميركي في العراق وعلاقات المسؤولين العراقيين مع الحاكم المدني الاميركي السابق للعراق بول بريمر، وقد لعب دورا مهما في ترتيب زيارة الجلبي الى طهران ولقاءاته مع كبار المسؤولين بمن فيهم رئيس الجمهورية ووزير الخارجية منوشهر متقي اضافة الى مسؤولين كبار في مكتب خامنئي واجهزة الاستخبارات والحرس الثوري. من جانب آخر، اكد العقيد اسماعيل، الضابط السابق في استخبارات الحرس الثوري الايراني الذي هرب من ايران، لـ«الشرق الاوسط» صحة المعلومات التي ترددت اخيرا عن تورط جهات قريبة من فيلق القدس التابع للحرس الثوري في مخطط لاغتيال رئيس الوزراء العراقي السابق الدكتور اياد علاوي.

وقدم العقيد اسماعيل في اتصال مع «الشرق الاوسط» تفاصيل المخطط الذي كان من المقرر تنفيذه خلال زيارة علاوي الى مدينة البصرة. وقال ان زعيما لحزب شيعي صغير تموله استخبارات الحرس الثوري كلف باعلان انفصاله عن «الائتلاف العراقي الموحد الشيعي وانضمامه الى القائمة العراقية التي يرأسها الدكتور علاوي، ونظرا الى ان هذا الزعيم، وهو عضو في الجمعية الوطنية العراقية، يحظى ببعض الشعبية في البصرة والزبير فان مهمته كانت تقتضي بأن يرافق علاوي في زيارة انتخابية الى هاتين المدينتين. وقد جرى نقل وحدة من العناصر المتدربة جيدا في معسكر خاتم الانبياء للحرس الثوري الايراني الى البصرة عشية اعلان الحزب الشيعي انفصاله، بانتظار وصول علاوي.. ووفقا للمخطط كان من المقرر اغتيال علاوي وزميله حجة الاسلام حسين الصدر الذي يتصدر اسمه قائمة «الاعداء» لدى الاستخبارات الايرانية، الى جانب اسماء الدكتور علاوي واياد جمال الدين والدكتور عدنان الباجه جي». وكشف العقيد اسماعيل ان أحد زملائه في استخبارات الحرس الثوري سرب معلومات عن المخطط الى الاجهزة المعنية في القوات البريطانية بالبصرة، مما أدى الى افشال المخطط بعد اطلاع الدكتور علاوي على هذه المعلومات. وأضاف العقيد اسماعيل ان قصة انفصال الحزب الشيعي عن قائمة «الائتلاف الموحد» أبقيت طي الكتمان بناء على رغبة الدكتور علاوي.



November 8, 2005 10:51 AM






advertise at nourizadeh . com