March 23, 2006

«بيتا» الصحافية الإيرانية التي هجرت الإعلام لتفتح مقهى

اتخذت قرارها بسبب بيئة العمل الإعلامي.. وتجربتها تذكر بأخرى عاشتها البلاد قبل 27 عاما
لندن: علي نوري زاده
قبل أسبوعين قررت الصحافية الايرانية الشابة بيتا صالحي بختياري توديع أعباء مهنة المتاعب نهائيا، فقامت هي وزوجها بافتتاح مقهى في طهران وذلك بعد ان قررا انهما سئما من العمل في «بيئة ليست على مستوى عال من الاحتراف» كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. وتجربة بختياري تذكر بتجربة مشابهة عاشتها البلاد، حيث لم ينس الآلاف من الايرانيين، ممن كانوا قد اعتادوا على شراء مجلة «أميد إيران» amid Iran (أمل إيران) كل يوم أحد بعد الثورة، ...

ذلك الأحد الأسود الذي علموا خلاله بأن مجلتهم المحبوبة، قد جرى توقيفها بأمر الامام الخميني، لأن كتابها تجاوزوا حدودهم، بحيث يطالبون بإقامة نظام علماني ديمقراطي في البلاد.
لقد كان توقيف «أميد إيران» أكثر المجلات الإيرانية توزيعا (500 الف نسخة أسبوعيا) وإقبالا، لا سيما بين المثقفين والطلبة الجامعيين والنساء، حدثا مثيرا، خاصة بعد أن قام رئيس تحرير المجلة وعدد من زملائه بإنشاء مطعم متحرك في سيارة رئيس التحرير في اتواستراد جوردن (افريقيا حاليا) ولافتة كبيرة على السيارة كانت تذكر المارة والسواق ان «كباب مجلة اميد إيران» هو افضل كباب لقراء المجلة الموقوفة.

وكما ان عمر مجلة «أميد إيران» لم يكن طويلا، بحيث تم توقيفها بعد ستة أشهر من صدورها، كان مطعم «أميد إيران» المتحرك، أقل حظا، إذ لم يعمر أكثر من خمسة أيام، بحيث اعتقل رجال الأمن العاملين فيه والمشرف عليه (أي رئيس تحرير المجلة).

وبعد 27 عاما من تجربة رئيس تحرير ومسؤولي «أميد إيران» تعود بختياري وهي من جيل صحافيي الثاني من الجوزاء (يوم انتخاب محمد خاتمي) اسمها «بيتا صالحي بختياري بإنشاء مقهاها الصغير شمال العاصمة، حيث يشمل ما يتم تقديمه الى زبائنها، الصحف والمجلات غير الحكومية، والمجموعات الشعرية وبعض الكاسيتات، والاقراص المدمجة تحوي آخر أغاني الـ«جاز» والـ«بوب» والموسيقى الكلاسيكي». لقد كانت بيتا من أبرز نجوم صحافة عصر محمد خاتمي، بحيث صعدت سلم الشهرة بين ليلة وضحاها، غير انها وبعد تجربة مريرة مع الصحف الاصلاحية، التي جرى توقيفها الواحدة بعد الأخرى، قررت وضع قلمها في جيبها، والدخول في مغامرة سبق أن أقدم زملاؤها بمجلة «أميد إيران» عليها، وكانت بيتا في ذلك الحين طفلة صغيرة، ان زبائن مقهى ومطعم بيتا، معظمهم من الطلبة والطالبات والكتاب والمثقفين والفنانين ممن يعتبرون بيتا صالحي بختياري، صحافية تناضل من أجل الكلمة الحرة، بمطعمها بعد أن أوقفت قلمها.

March 23, 2006 01:10 AM






advertise at nourizadeh . com