May 09, 2006

رسالة «نادرة» من أحمدي نجاد لبوش للخروج من «الوضع الهش» في العالم

لاريجاني: رسالة الرئيس.. خطوة انفتاح وليست ليونة في مواقفنا
لندن: علي نوري زادة
احدث الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد مفاجأة دبلوماسية كبيرة إذ وجه رسالة رسمية بالإنجليزية الى الرئيس الاميركي جورج بوش بعد 26 عاما من انقطاع الاتصالات المباشرة بين البلدين، وتتضمن الرسالة وجهة نظر الرئيس الايراني في مشاكل العالم اليوم. وبحسب مصادر ايرانية مطلعة، فإن المرشد الاعلى لإيران علي خامنئي اطلع على الرسالة، وقام بتعديل مقاطع منها. وقال المتحدث باسم الحكومة الايرانية غلام حسين الهام ان احمدي نجاد يقترح في الرسالة «وسائل جديدة للخروج من الوضع الهش في العالم حاليا».

واكتفى الهام بالقول ان مضمون الرسالة «يتخطى المسائل النووية». وفيما اكدت وزارة الخارجية السويسرية تسليم الرسالة، أعلن البيت الابيض انه ليس على علم بوجود رسالة من احمدي نجاد الى بوش، مؤكدا ان ايران تدرك ما عليها القيام به ويجب ان توقف تخصيب اليورانيوم.
واستنادا الى مصادر ايرانية، فان الرئيس الايراني بعد ان ختم رسالته بالشمع الاحمر بنفسه، سلمها الى وزير خارجيته منوشهر متقي ليوصلها الى فيليب ولت السفير السويسري الذي تمثل سفارته المصالح الاميركية في ايران منذ قطع العلاقات بين البلدين.

وأكدت مصادر قريبة من الرئيس الايراني ان رسالته تحتوي على مقترحات «مهمة» لإيجاد سبل لتسوية المشاكل التي يعاني منها المجتمع الدولي، وان موضوع ملف ايران النووي لا يشكل الا جزءا بسيطا من الرسالة، مشيرة الى ان احمدي نجاد اراد ان يوضح لبوش رؤيته للخروج من الوضع الهش في العالم اليوم.

وقالت المصادر ان احمدي نجاد سبق ان استأذن مرشد النظام علي خامنئي وأطلعه على مضمون رسالته وبتوصية من خامنئي ادخل بعض التعديلات في المسودة التي اعدها بمساعدة بعض مستشاريه ومساعديه مثل سعيدلو وعلي لاريجاني وعلي اكبر ولايتي وزير الخارجية السابق وكبير مستشاري المرشد في الشؤون الدولية، وفرهادرجر مساعد رئيس الجمهورية ومحمد نهاونديان الذي سافر أخيرا الى الولايات المتحدة ببطاقته الخضراء دون معرفة السلطات الاميركية بأنه مستشار قريب من احمدي نجاد. غير ان القناة الاولى الايرانية الفضائية المعارضة كشفت عن تواجد مستشار احمدي نجاد في واشنطن ما اثار ضجة في العاصمة الاميركية اضطر معها المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الاميركية الى التوضيح بأن واشنطن لم تكن على علم بسفر نهاونديان الذي دخل الولايات المتحدة ببطاقته الخضراء وان السلطات المعنية سوف تتخذ الاجراءات المناسبة في المستقبل تجاهه.

وحسب قول سفير ايران السابق الذي يعمل مستشارا لدى وزير الخارجية، فإن رسالة احمدي نجاد الى جورج بوش تحتوي على ما يعتبر في الوسط الدبلوماسي «نصائح غير واقعية»، بحيث يدعو الرئيس الايراني جورج بوش لسحب قواته من العراق، كما ان الرئيس الايراني يقترح استنادا الى اقوال مرشد النظام علي خامنئي اجراء استفتاء عام في اسرائيل وفلسطين بعد نقل اليهود الوافدين من خارج فلسطين الى ديارهم، على ان يكون الاستفتاء بين الفلسطينيين الاصليين من المسلمين واليهود والنصارى، مؤكدا ان اسرائيل غدة سرطانية لا بد من ازالتها من جسد الامة. وفي جزء آخر من رسالته، حسب قول الدبلوماسي الايراني، يدعو احمدي نجاد الرئيس الاميركي الى قبول انضمام ايران الى النادي النووي والتخلي عن مشروعه القاضي بفرض العقوبات على الجمهورية الايرانية، محذرا اياه من قيام ثورة شعبية في «بلاد الاسلام» ضد اميركا ومصالحها في حالة فرض العقوبات على ايران او تعرضها للعدوان العسكري.

وقد استخدم الرئيس الايراني بعض العبارات القوية في رسالته ضد الادارة الاميركية والحكومات الغربية المتحالفة معها، علما ان احمدي نجاد سوف يبعث برسائل مشابهة الى رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، والرئيس الفرنسي جاك شيراك، ومستشارة المانيا آنجيلا مركل، فضلا عن رسائل الى رؤساء وملوك 14 دولة اسلامية واجنبية لطمأنتهم على ان برامج ايران النووية لها طابع سلمي محض.

من ناحيته، أعلن علي لاريجاني امين سر المجلس الاعلى للأمن القومي الايراني ان رسالة الرئيس الايراني لنظيره الاميركي تشكل «فرصة انفتاح دبلوماسية». وقال علي لاريجاني في حديث لقناة «ان. تي. في» التركية «ان مبادرة ايران تشكل فرصة انفتاح دبلوماسي يجب تقييمها بعمق». وتابع «يجب منح الرسالة شيئا من الوقت وفرصة قبل كشف كافة ابعادها».

الا ان لاريجاني الذي يقوم بزيارة الى انقرة تستغرق يوما واحدا شدد على ان الرسالة لا تعكس «ليونة» في الموقف الايراني. واوضح «انها ليست قضية ليونة بل مسألة عقلانية. يجب التركيز على نظرة مستقبلية والتفهم لماذا عشنا صعوبات ولماذا الشعب والمنطقة في مهب العاصفة». وهذه المرة الاولى منذ انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في 1980 يتوجه فيها مسؤول ايراني رسميا لرئيس الولايات المتحدة الاميركية.

وفي واشنطن، قال مستشار الأمن القومي الاميركي ستيفن هادلي ان البيت الابيض لا علم له بأي رسالة من الرئيس الايراني تستهدف تخفيف حدة التوتر المتصاعد مع طهران. وتابع هادلي في مقابلة مع محطة تلفزيون «ان. بي. سي»، الاميركية «المجتمع الدولي واضح بشأن ما يتعين على ايران القيام به... ينبغي لها العودة الى تعليق أنشطتها الخاصة بتخصيب اليورانيوم من أجل فتح الباب لحل هذه المشكلة دبلوماسيا». وأضاف «لا اعلم شيئا عن مثل هذه الرسالة».

الى ذلك، قال جون نيجروبونتي رئيس المخابرات الاميركية ان توقيت الرسالة قد يكون مقصودا منه التأثير على مناقشات مجلس الأمن الدولي بشأن ايران. وأضاف للصحافيين «نظرا لان قضية ايران أمام الامم المتحدة حاليا فمن المؤكد ان أحد الافتراضات التي يتعين التفكير فيها هو ما اذا كان توقيت ارسال هذه الرسالة يتصل بمحاولة التأثير بشكل ما على المناقشات في مجلس الأمن».

ورأى دبلوماسي غربي في طهران طلب عدم كشف اسمه ان الرسالة «خطوة هائلة» واصفا إياها بأنها «قنبلة دبلوماسية». لكنه اضاف ان «كل شيء يتوقف بالطبع على ما كتب احمدي نجاد»، متسائلا «أهو اختراق من اجل مفاوضات مباشرة مثلا او مجرد حملة ضد اميركا؟». يذكر ان الاتصالات بين البلدين اقتصرت حتى الان على مستوى دبلوماسيين في وزارتي خارجية البلدين وكانت على جانب من السرية. واستبعد المسؤولون الايرانيون حتى الآن اي مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة معتبرين ان واشنطن ليست مستعدة للتعامل مع طهران على أساس المساواة. وكان آية الله روح الله الخميني استبعد في الثمانينات اقامة حوار مع واشنطن معتبرا ان «العلاقة بين الولايات المتحدة وايران اشبه بالعلاقة بين الذئب والنعجة».

ورأى المحلل الايراني سعيد ليلاز في اعلان طهران مفاجأة كبيرة لان «هذه الرسالة غير مسبوقة منذ ثورة 1979» ولأنه لا يمكن ان يكون الرئيس وجهها بدون موافقة المرشد الاعلى للثورة الاسلامية اية الله علي خامنئي. واعتبر ان احمدي نجاد يغتنم «اعلان كوفي انان الذي دعا (الخميس) الى حوار مباشر بين ايران والولايات المتحدة بشأن الملف النووي، وكذلك الدعوات المماثلة التي صدرت عن دول اخرى. وقال المحلل ان «ايران تريد التفاوض مباشرة مع الولايات المتحدة لكن واشنطن تطلب من ايران التفاوض مع الاوروبيين. وهذه الرسالة هي ضغط اضافي على الولايات المتحدة».

غير ان دبلوماسيا اجنبيا عاملا في طهران اوضح ان «الامر قد يكون مجرد نار مضادة يشعلها الرئيس» قبيل انعقاد اجتماع حاسم لوزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا) وألمانيا في نيويورك امس. وقال الدبلوماسي «علينا ربما ان نتساءل بشأن توقيت هذا الاعلان»، فيما سيسعى الوزراء مساء للاتفاق على نص قرار يطالب طهران بتعليق تخصيب اليورانيوم.


التعليــقــــات
عــيـدروس عـبـدالــرزاق جـبـوبـة، «المملكة المتحدة»، 09/05/2006
إن نجاد لا يضحك إلا على نفسه بتلك الرسالة .فهو يلعب في الوقت الضائع .يبدو لي ألا إستيراتيجية لديه للخروج من عنق الزجاجة النووية.


May 9, 2006 03:09 PM






advertise at nourizadeh . com