August 05, 2006

«حزب الله» قاتل مع الحرس الثوري في الحرب العراقية ـ الإيرانية وضد انتفاضة طلبة الأحواز

محتشمي يكشف لأول مرة عن حجم العلاقة بين طهران والحزب اللبناني
لندن: علي نوري زاده
خلال انتفاضة الطلبة في ايران عام 1999 ومن ثم المواجهات الدامية التي حصلت بين رجال الامن وأهالي مدينة الاحواز عاصمة محافظة خوزستان، تحدث اكثر من مصدر اضافة الى قادة الطلبة والفاعليات العربية بالمدينة عن وجود المئات من العسكريين العرب بين صفوف قوات الامن ووحدات الحرس التي تولت قمع انتفاضة الطلبة، واخماد مسيرات العرب الايرانيين.

والتفسير الوحيد الذي برز وقتها حول العرب المنخرطين في قوات الامن الايرانية وبعض وحدات الحرس الثوري، كان انهم من رجال فيلق بدر الجناح العسكري للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق. غير ان لهجة بعض رجال الامن القريبة من لهجة اهل لبنان وسورية اثارت تساؤلات حول جنسية هؤلاء، الى ان صدرت قبل ايام تصريحات الرجل الذي يعتبر الاب الشرعي لحزب الله وهو علي اكبر محتشمي بور سفير ايران الاسبق لدى سورية ووزير الداخلية السابق والامين العام للمؤتمر الدولي لدعم الانتفاضة في فلسطين، وهو الذي اخرج حزب الله في العام 1982 من رحم حركة امل. فقد كشف محتشمي عن مشاركة مقاتلي حزب الله جنبا الى جنب مع رجال الحرس الثوري في الحرب الايرانية العراقية. ورغم انه لم يذهب ابعد من ذلك، لكنه بين ان علاقة حزب الله مع النظام الايراني أبعد بكثير من علاقة نظام ثوري بحزب او تنظيم ثوري خارج حدود بلاده، بحيث يبدو الحزب وكأنه جزء من مؤسسة الحكم في ايران وعنصر اساسي في مؤسسته العسكرية والأمنية. وكان محتشمي بور يتحدث الى صحيفة «شرق» الايرانية يوم الاربعاء الماضي حول حزب الله والاحداث الاخيرة في لبنان. وفيما يلي ابرز ما جاء في حديث حجة الاسلام محتشمي بور احد تلامذة الخميني والرجل الذي فقد اربعة من اصابعه حينما ارسل له النظام العراقي رسالة مفخخة في دمشق، وانفجرت حينما فتحها.

يقول محتشمي بور ردا على سؤال بشأن صواريخ حزب الله: «لدى الحزب ترسانة ضخمة من الصواريخ والقذائف الصاروخية، من الكاتيوشا الى صواريخ زلزال. ان مساحة اسرائيل لا تتجاوز 27 الف كيلومتر مربع، بطول حوالي 200 كيلومتر مما يعني ان صاروخ زلزال 1 الذي يصل مداه الى 250 كيلومترا قادر على ضرب كافة مناطق اسرائيل.

وحول كيفية حصول حزب الله على هذا القدر من الكفاءة القتالية، يكشف محتشمي بور لأول مرة ان حزب الله كان مشاركا في الحرب الايرانية ـ العراقية. ويقول «جزء من خبرة حزب الله يعود الى التجارب المكتسبة في القتال وجزء آخر من التدريب.. ان حزب الله اكتسب خبرة قتالية عالية خلال الحرب الايرانية ـ العراقية بحيث كان رجال الحزب يقاتلون ضمن صفوف قواتنا او بشكل مباشر».

ويضيف «انه بعد الاجتياح الاسرائيلي للبنان في العام 1982، تراجع الامام الخميني عن فكرة ايفاد قوات ضخمة الى لبنان وسورية، بعبارة اخرى بعد ان حطت الطائرة الايرانية الخامسة في دمشق التي نقلت وحدات من الحرس والبسيج ولواء ذو الفقار الخاص (الخالدون في عهد الشاه) عارض الامام الخميني ارسال مزيد من القوات، وكنت وقتذاك سفيرا في سورية، واعيش قلقا حقيقيا حيال مصير لبنان وسورية ولهذا ذهبت الى طهران وقابلت الامام الخميني فيما كنت متأثرا ومتحمسا لفكرة ارسال القوات الى سورية ولبنان، بدأت بالحديث عن مسؤولياتنا وما يدور في لبنان، الا ان الامام هدأني وقال ان القوات التي قد ترسلها الى سورية ولبنان لا بد ان يكون لها دعم لوجيستي كبير، والمشكلة ان طرق الاسناد والدعم تم عبر العراق وتركيا، والاول في حرب شرسة معنا والثاني عضو في الناتو ومتحالف مع اميركا. ان الطريق الوحيد للتصدي للصهاينة هو تعبئة الشبان اللبنانيين وتدريبهم. لقد بدأت مرحلة جديدة بعد ذلك بحيث تم تدريب الشبان الشيعة وولد حزب الله. ورأينا انه بعد 18 سنة من احتلال الجنوب تمكنت المقاومة من اخراج اسرائيل من لبنان».

ويتابع محتشمي بور حديثه عن مصادر قوة حزب الله قائلا: «خلال السنوات الاخيرة تمكن حزب الله من تعزيز حضوره السياسي والعسكري في لبنان والمنطقة فضلا عن ارتقاء مستوى تدريب مقاتليه وتوسع دائرة حضوره العسكري، ونرى اليوم ان مناطق شاسعة في بيروت والجنوب والبقاع حيث كان قادة الحزب يقيمون فيها فضلا عن قواعد الحزب الصاروخية في جنوب لبنان قد دمرتها الطائرات الاسرائيلية ورغم ذلك فان الحزب لا يزال قادرا على توجيه صاروخ بعد صاروخ باتجاه اسرائيل مما دفع بالصهاينة لاستدراج قواتهم البرية ودخول لبنان برا، غير انهم يواجهون مقاومة شرسة في مثلث بنت جبيل ومارون الراس وعيترون».

ووفقا لمحتشمي فإن اكثر من 100 الف شاب شيعي تلقوا تدريبات قتالية منذ تأسيس حزب الله في لبنان، بحيث كانت كل دورة تدريب تشمل 300 مقاتل ولحد الان اقيمت دورات عدة في لبنان وايران».

وماذا عن خطف الجنديين الاسرائيليين من قبل حزب الله؟ وهل كان الحزب يتوقع الرد الاسرائيلي بهذا الحجم؟

يقول محتشمي: لا اعتقد ان حزب الله كان يتوقع الرد الاسرائيلي بهذا الحجم: بحيث كانت قيادة الحزب تتوقع عمليات خاطفة وايذائية ولكن ليس حربا شاملة. ويرى محتشمي انه لو تم ايقاف الحرب الان فإن ذلك يمثل انتصارا لحزب الله.



August 5, 2006 09:18 AM






advertise at nourizadeh . com