October 01, 2006

الشرق الاوسط تكشف رسالة الخميني لقادة النظام حول أسباب تجرعه كأس سم القرار 598

قائد الحرس الثوري طالب بـ 350 لواء وأسلحة نووية لكسب الحرب ضد العراق
لندن: علي نوري زاده

بعد 18 سنة على انتهاء الحرب كشف المسؤول التنفيذي الاول عن إدارة الحرب الايرانية ـ العراقية هاشمي رفسنجاني عن مضمون رسالة من الزعيم الايراني الراحل اية الله الخميني الى اركان نظامه في يوليو (تموز) 1988 قبل يومين من قبوله قرار مجلس الامن 598 بوقف الحرب والذي اسماه وقتها بقرار تجرع السم. وتكشف الرسالة اسباب ودوافع تراجع الخميني عن فكرة استمرار الحرب واسقاط صدام حسين وفتح القدس عبر كربلاء.

كما ان رسالة الخميني تكشف هي نفسها عن مضمون رسالة من قائد الحرس وقتذاك اللواء محسن رضائي الى الخميني باعتباره القائد الاعلى للقوات المسلحة، اعلن فيها ان القوات المسلحة الايرانية باتت عاجزة عن تحقيق اي تقدم في الحرب، وايران بحاجة الى 350 لواء مدرعا ومشاة و2500 دبابة و3000 مدفع، اضافة الى 300 طائرة مقاتلة و300 طائرة هليكوبتر ـ لمواصلة الحرب ـ كما انه يجب ان تصبح قادرة على انتاج الاسلحة الليزرية والنووية خلال السنوات العشر المقبلة. وهذه هي المرة الاولى التي يشير احد كبار المسؤولين العسكريين في ايران الى وجود رغبة في انتاج اسلحة الدمار الشامل، لا سيما السلاح الذري.

وقرار رفسنجاني رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام حاليا، بنشر رسالة الخميني كان نابعا من اعتقاده بأن هناك مخططا هدفه النيل من سمعته، والتشكيك في اهليته في ادارة الحرب حينما عينه الخميني القائد العام للقوات المسلحة بالانابة.

وخلال الاسبوع الماضي وبمناسبة اسبوع الدفاع المقدس ـ ذكرى قيام الحرب ـ نشرت الصحف والمواقع الالكترونية مقابلات مع الشخصيات القيادية المشاركة في الحرب مع العراق. بينهم محسن رضائي القائد السابق للحرس، وقد شعر رفسجاني الذي تعرض اخيرا لحملات مدروسة من قبل انصار احمدي نجاد، ومحمد تقي مصباح يزدي، رجل الدين الراديكالي المؤيد للرئيس احمدي نجاد، انه هو المستهدف باعتباره مسؤول الهزيمة في الحرب من جهة، واستمراريتها بعد انتصارات الجيش الايراني وتحرير مدينة خرمشهر في عام 1982، علما ان احمد الخميني نجل الامام الخميني الراحل سبق ان كشف قبل وفاته الغامضة في حديث نشر بعد رحيله بـ«الشرق الأوسط»، كشف ان والده كان يعارض مواصلة الحرب بعد فتح خرمشهر بحيث قال لمسؤولي الحرب، لقد طردتم القوات العراقية وحررتم أراضينا، فلهذا يجب ان نوقف الحرب والشعب الايراني حقق انتصارا تاريخيا، واضاف احمد الخميني، بأ مسؤول ادارة الحرب (رفسنجاني، محسن رضائي، محسن رفيق دوسته و....) اكدوا للامام الخميني بأن سقوط صدام وشيك، واحتلال ولو جزء صغير من جنوب العراق سيؤدي الى انهيار نظامه. هكذا اقنعوا الامام بشن هجوم ضد القوات العراقية جنوب البصرة وفي شرقها.

وبالنسبة لرسالة الخميني التي وجهها قائد الثورة الايرانية الى ثمانية من اركان نظامه بغية اطلاعهم على قراره بتجرع كأس سم قرار رقم 598 لمجلس الامن، فان الخميني يذكر في مستهلها، «ان قادة الجيش والحرس وكبار المسؤولين يعرفون صراحة هذه الايام بأن القوات المسلحة لن تحقق انتصارا في وقت قريب، كما انهم لا يرون من مصلحة النظام ان نواصل الحرب، بحيث يشيرون الى انه ليس بامكاننا الحصول على عشر الاسلحة والمعدات التي وضعها الاستكبار العالمي تحت تصرف صدام حسين. الى ذلك فان رسالة قائد الحرس المثيرة، وهي احدى الرسائل التي وصلتني مؤخرا عقب الهزائم الاخيرة، تشير الى اننا لن نستطيع ان نحقق انتصارا وتقدما في الحرب خلال السنوات الخمس القادمة، بحيث من المحتمل في حالة حصولنا على كميات هائلة من المعدات ان نصل الى المستوى المطلوب للرد على حملات العدو، اي لو كان لدينا 350 لواء مشاة ـ ومدرع ـ و2500 دبابة و3000 مدفع، و300 طائرة مقاتلة و300 طائرة هليكوبتر، وان نوسع حجم قوات الحرس سبع مرات والجيش مرتين ونصف، ونتمكن من طرد الولايات المتحدة من الخليج، سنكون قادرين على توجيه حملات ضد العدو».. ويذكر الامام الخميني في جزء آخر من رسالته ان قائد الحرس ـ محسن رضائي ـ يطالب بمواصلة الحرب غير ان كلامه ليس الا شعارا فارغا، اذ ان رئيس الوزراء، نقل عن وزير الاقتصاد ان الوضع المالي للنظام هو تحت الصفر، والاسلحة التي خسرناها خلال العمليات الاخيرة يفوق سعرها اجمالي الميزانية الدفاعية للعام الجاري.

ويخاطب الخميني بعد ذلك اركان نظامه قائلا: «أنتم اعزائي تعرفون اكثر من غيركم ان قراري (بقبول قرار مجلس الامن رقم 598) يعد كتجرع سم مهلك. ولكنني رضيت برضاء الله».. ومن ثم يشير الخميني الذي كان يعتبر الحرب رحمة من عند الله، يشير الى انه قد ضحى بأبناء ايران من اجل رضا الله.

وبالنسبة لمطالب محسن رضائي بضرورة انتاج السلاح الذري والليزري في مواجهة العراق، فقد ورد حينما يذكر في رسالته الى الامام الخميني انه يجب ان تصبح ايران قادرة على انتاج الاسلحة النووية والليزرية خلال السنوات العشر المقبلة كي تتمكن من تحقيق اي انتصار في جبهات الحرب.

وما يجدر ذكره ان رفسنجاني كشف ايضا في مقابلة مع صحيفة «همشهري» ان محسن رضائي بعث برسالة الى الامام الخميني طالبه بميزانية ضخمة لم يكن باستطاعتنا تأمينها، كما يشير رفسنجاني الى عدم استعداد القوات المسلحة لمواصلة الحرب وهبوط معنويات العسكريين فضلا عن عدم رغبة ابناء الشعب في الانضمام الى الجبهات وهذا هو ما يؤكده الامام الخميني ايضا في رسالته.



October 1, 2006 10:24 AM






advertise at nourizadeh . com