May 28, 2007

مصادر تكشف لـ«الشرق الأوسط» خفايا تغيير رئيس الوفد الإيراني بقرار أحمدي نجاد

Sharq.jpg

استبعاد ظريف وجواد لاريجاني من الوفد الإيراني لإعجابهما بأميركا
لندن: علي نوري زاده

بتدخل مباشر من قبل الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ومباركة مرشد النظام آية الله علي خامنئي، تم إلغاء قرار سابق بتكليف رئيس البعثة الإيرانية الدائمة بالأمم المتحدة الدكتور محمد جواد ظريف الذي سيعود إلى ايران نهائياً في مستهل شهر يوليو (تموز) المقبل، ترأس الوفد الإيراني في المباحثات التي تبدأ اليوم في بغداد مع وفد أميركي يرأسه السفير رايان كروكر.

kazemi.jpg

وكان سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي والرجل الأقوى في إيران الدكتور علي لاريجاني الذي يتولى مسؤولية إدارة الملف النووي، قد اقترح بعد رفض استقالته من قبل المرشد علي خامنئي، كما انفردت «الشرق الأوسط» بنشرها في الاثنين الماضي، على أن يرأس ظريف الوفد المفاوض مع رايان كروكر بشرط ان يضم الوفد شقيقه الدكتور محمد جواد لاريجاني المعروف بحماسه لاستئناف العلاقات بين إيران والولايات المتحدة. علماً ان محمد جواد لاريجاني أحد أبرز خبراء إيران في مجال الفيزياء كان قد تولى منصب مساعد وزير الخارجية لعدة سنين في عهد الامام الخميني، وقد أقيل من مهامه بعد دعوته إلى قيام علاقات مع الولايات المتحدة. وخلافاً لشقيقه الاصغر علي لاريجاني فإن محمد جواد الذي يحمل شهادة الدكتوراه في الفيزياء من جامعة MIT الأميركية المعروفة معجب بالمجتمع الأميركي وثقافته ويجيد اللغة الانجليزية بدرجة ممتازة جداً.

ووفقاً لمصادر «الشرق الأوسط» في العاصمة الإيرانية، فإن موضوع رئاسة الوفد الايراني في مباحثات بغداد قد اشغل بال القيادة الايرانية لأيام عدة؛ اذ ان قيادة الحرس الثوري المعنية بشأن العراق، كانت تعتبر إيفاد رجل مثل ظريف المعروف بتوجهاته الليبرالية وعلاقاته الوثيقة مع الاوساط الاعلامية والجامعية ومراكز الابحاث المتخصصة بشؤون الشرق الاوسط في الولايات المتحدة. ومحمد جواد لاريجاني الذي لا يخفى اعجابه بالمجتمع الاميركي إلى بغداد، خطراً على مصالحها ودعما غير مباشر للاطراف الاصلاحية والليبرالية الداعية إلى المصالحة مع الولايات المتحدة، وقد تمكنت قيادة الحرس من إقناع الرئيس محمود احمدي نجاد بأن محمد جواد ظريف ومحمد جواد لاريجاني لا يصلحان لتمثيل «إيران الثورة» أمام ممثلي «الشيطان الأكبر»، وان ـ ظريف ولاريجاني ـ غير مناسبين لمسؤولية خطيرة كمواجهة مندوب الشيطان الأكبر رايان كروكر في بغداد، كما أورده العميد مرتضى رضائي نائب قائد الحرس والمشرف على جهاز استخباراته في خطاب الى احمدي نجاد. وكشف مصدر قريب من علي لاريجاني سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي لـ«الشرق الأوسط» أن المرشد وبعد اجتماع مع أحمدي نجاد، أبدى رأيه المعارض لإيفاد ظريف أو أن يضم الوفد محمد جواد لاريجاني.

وأشار المصدر إلى ان ظريف نفسه لم يكن متحمساً لفكرة ترؤس الوفد الإيراني، وهو قد أبلغ رئيسه منوشهر متقي وزير خارجية إيران بذلك، بحيث يعتبر ظريف أن المباحثات قد تدور حول قضايا أمنية واستخباراتية ليس هو المعني بها، ومن الأفضل ان يكون رئيس الوفد شخصية ذات صلة بالاستخبارات والحرس. علماً أن السفير الايراني في بغداد حسن كاظمي قمي هو ضابط كبير في فيلق القدس، الذي عين قنصلا في مدينة هرات الافغانية عقب سقوط طالبان وجرى استدعاؤه إلى طهران بناء على رغبة الحكومة الأفغانية بسبب «أنشطته المغايرة للشأن الدبلوماسي» ومن ثم أرسل إلى العراق كمستشار للقائم بالأعمال محمد ايراني، غير انه سرعان ما حل مكان إيراني ومن ثم جرت ترقيته إلى رتبة سفير، وسط استغراب مسؤولي وزارة الخارجية بأمر مباشر من المرشد. وعلمت «الشرق الأوسط» أن كاظمي قمي ومنذ عام 2004 كان ضمن مستشاري اللجنة الأمنية العسكرية المكلفة شأن العراق في قيادة الحرس الثوري وانه على صلة وثيقة بمعظم القيادات الشيعية في العراق، لاسيما قادة الميليشيات، غير ان المرجعية العليا المتمثلة بآية الله السيد علي السيستاني قد أغلقت الباب أمامه منذ وصوله إلى بغداد لأسباب عدة، ومنها على حد قول مصدر إيراني، متابع لشؤون المرجعية محاولات السفارة الإيرانية في عهده لإضعاف مكانة المرجعية بدعم أمثال مقتدى الصدر.

ووفقاً لمصادر «الشرق الأوسط»، فإن طهران قد أوفدت إلى بغداد ثلاثة من الضباط المعنيين بشأن العراق في استخبارات الحرس وفيلق القدس، إضافة إلى دبلوماسي متخصص في شؤون العراق كي يرافقوا السفير كاظمي قمي إلى مكان الاجتماع مع السفير رايان كروكر ومرافقيه.

ويحمل الوفد الإيراني معه ورقة تحوي المطالب الأولية التي ترى طهران تحقيقها الخطوة الجدية الأولى نحو تسوية شاملة للمشاكل القائمة في علاقات البلدين منذ 28 عاماً. وتشمل المطالب:

ـ إيقاف كافة الأنشطة الهادفة إلى زعزعة النظام في طهران بما فيها الدعايات الموجهة ضد النظام الإيراني من قبل قناة صوت أميركا الفضائية التي تحظى باهتمام الشارع الإيراني بصورة مثيرة.

ـ طرد عناصر مجاهدي خلق من العراق كبادرة حسن نية، علماً أن الولايات المتحدة تعتبر منظمة مجاهدي خلق ومجلس المقاومة المرتبط بها منظمة إرهابية، غير ان القوات الأميركية سمحت ببقاء حوالي 3000 من اعضاء المنظمة بعد نزع سلاحهم في معسكر أشرف بمنطقة الخالص في العراق تحت حراسة كتيبة بلغارية، وتعتقد طهران أن واشنطن قد تستخدم هؤلاء العناصر مثلما فعلت في افغانستان مع قوات تحالف الشمال، لإثارة القلاقل داخل إيران حين هجومها العسكري المحتمل.

ـ إطلاق سراح ضباط فيلق القدس الخمسة المعتقلين منذ أكثر من أربعة أشهر في منطقة اربيل بشمال العراق، والافراج عن عشرات العراقيين من ذوي الأصول الإيرانية ممن اعتقلتهم القوات الأميركية في العراق بتهم مختلفة، بما فيها التوسط في أنشطة إرهابية ودعم ومساندة الإرهابيين.

ـ إلغاء الإجراءات التعسفية بحق رجال الدين الإيرانيين الوافدين إلى العراق للدراسة في حوزتي النجف وكربلاء، والسماح بزيارة الإيرانيين للعتبات المقدسة بصورة منتظمة ودون خضوعهم للاستجواب والاجراءات الاستفزازية.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن نائب الرئيس العراقي السيد عادل عبد المهدي، قد شجع المسؤولين الإيرانيين على إبداء مرونة أكثر (من الماضي) خلال المباحثات مع السفير الأميركي، وذلك لمساندة الحكومة العراقية في تجاوز «العقدة الإيرانية» التي تعد عائقاً أساسياً حيال تعزيز سلطات الحكومة العراقية بالتزامن مع حصر الدور الأميركي في العراق.

May 28, 2007 12:38 AM






advertise at nourizadeh . com