July 21, 2007

زيارة احمدي نجاد لدمشق أسفرت عن اتفاق لتمويل صفقات سلاح لسورية ودعم موقفها في لبنان

Sharq.jpg
لندن: علي نوري زاده

كشف مصدر ايراني متابع لمحادثات الرئيس محمود أحمدي نجاد في دمشق لـ "الشرق الأوسط" عن جزئيات الاتفاق الشامل للتعاون الاستراتيجي بين طهران ودمشق الذي وقع عليه أحمدي نجاد ونظيره السوري بشار الأسد.
وأوضح المصدر بأن علاقات ايران وسورية التي انطلقت على أرضية عداء النظامين السوري الايراني لنظام صدام حسين في العراق
في الأشهر الأولى لقيام الثورة، تدخل مرحلة جديدة على أرضية المخاطر التي تهدد البلدين من قبل الولايات المتحدة واسرائيل...

وأضاف المصدر قائلا، رغم ان علاقات طهران ودمشق ظلت متميزة واستراتيجية في عهد الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد والذي تزامن مع رئاسة كل من خامنئي ورفسنجاني وبضع سنوات من رئاسة خاتمي، غير ان دمشق كانت في الوقت نفسه متمسكة بثوابت سياستها الخارجية، أي بعلاقاتها الوثيقة مع محيطها العربي، لا سيما مع السعودية ومصر ولحد ما الاردن، من جهة وعلاقاتها الطبيعية وأحيانا الموسعة مع الدول الاوروبية والولايات المتحدة ما قد سبب في بروز تباين بل خلافات في وجهات نظر القيادة السورية والقيادة الايرانية. أما اليوم فإن الوضع مختلف تماما, بحيث لم يعد لسورية أصدقاء مخلصون في العالم العربي ما عدا قطر، بينما أصدقاء سورية الأوروبيون أداروا ظهورهم نحو دمشق، فيما الولايات المتحدة لا تخفي نيتها في معاقبة قادة سورية بسبب دور دمشق في إثارة التوتر في لبنان ودعم الإرهاب في العراق حسب قولها، وسورية حافظ كانت تمتلك 51 بالمائة من أسهم «شركة ولاية الفقيه/ البعث المحدودة» بينما أسهم الشركة في عهد بشار/ احمدي نجاد تغيرت بشكل أساسي بحيث لا تمتلك سورية أكثر من ثلث الأسهم أي ما يوفر لها نتيجة لنفوذها لدى بعض الأحزاب والفئات اللبنانية المتحالفة مع حزب الله، فضلاً عن بعض النفوذ وسط تيار من حزب الله، علماً بان حياة الحزب مرتبطة بأكثر من 500 مليون دولار أي الميزانية المدفوعة من قبل إيران. كما أن وجود الفصائل الفلسطينية الحليفة مع إيران في دمشق وارتباط سورية بحماس والجهاد الاسلامي (علماً أن إيران تمول الجهاد بتسعين مليون دولار سنويا فيما تجاوز حجم المساعدات النقدية إلى حماس في العام الجاري 340 مليون دولار) يمنح دمشق بضعة أسهم في الشراكة السياسية مع إيران.

وفي المقابل عززت إيران موقعها في الشراكة بتوسع نفوذها في العراق حيث يشكل أصدقاؤها فضلا عن عناصرها المنخرطين في الكيان العراقي الجديد ما لا يقل عن ستين بالمائة من الكيان، أما في فلسطين حيث كان نفوذ إيران ضئيلاً جداً واقتصر على بضع مئات من عناصر الجهاد الإسلامي المتدربين في إيران ومعسكرات حزب الله، بات نفوذها اليوم يفوق نفوذ سورية في غزة، كما ان «ريموت كونترول» حماس أصبح بيد الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس والشيخ رمضاني رئيس استخبارات الحرس.

وعلى أساس معلومات المصدر الإيراني فإن الاتفاق الجديد بين طهران ودمشق يشمل الجوانب المختلفة من التعاون العسكري والأمني والاستراتيجي، فضلا عن الجوانب المعلنة أي الاقتصادي والثقافي والعلمي والسياحي والتقني.

ومن أبرز بنود الاتفاق:

1 ـ تمويل ايران لصفقات اسلحة روسية ومن روسيا البيضاء وكوريا الشمالية لسورية ، منها مبلغ مليار دولار لصفقة شراء 400 دبابة روسية متطورة من طراز T72 و18 طائرة ميغ 31 و8 طائرات سوخوي 24 وهليكوبترات من طراز ميكويان 8.

2 ـ انشاء مجمع لانتاج الصواريخ المتوسطة المدى في سورية من قبل منظمة الصناعات الجوية الفضائية الايرانية.

3 ـ انشاء مصانع لانتاج الراجمات الصاروخية من طراز نور وآرش ونازعات.

4 ـ تزويد الجيش السوري بمدرعات البرقع ودبابات ذو الفقار الايرانية.

5 ـ تزويد القوات البحرية السورية بصواريخ C801 وC802 من انتاج ايران وهي صواريخ مقلدة عن صواريخ سطح / سطح صينية.

6 ـ تدريب ضباط البحرية والجوية السورية في ايران.

7 ـ مساعدة سورية تقنيا في مجال الابحاث النووية والاسلحة الكيماوية.

ومقابل تعهد دمشق بعدم الانخراط في مسيرة السلام مع اسرائيل، تعهد الرئيس الايراني بمواصلة دعم الموقف السوري في لبنان وممارسة نفوذ ايران للحيلولة دون تشكيل جلسة البرلمان اللبناني لانتخاب الرئيس الجديد والاستمرار في السياسة الهادفة الى اسقاط الحكومة اللبنانية الشرعية. وأكد الرئيس الايراني على ان حكومته لن تتفاوض حول مستقبل لبنان مع أي طرف كان دون موافقة سورية ومباركتها، وبالنسبة للعراق فان سورية وافقت على ان تتعامل مع حكومة المالكي بتجاوب أكثر غير ان البلدين على اتفاق شامل بشأن توسع ارضية التصدي للولايات المتحدة وشركائها في العراق من أجل ارغامها على الانسحاب.

وعلمت «الشرق الأوسط» بأن مباحثات حسن نصر الله أمين عام حزب الله، لأحمدي نجاد، كانت زيارة مجاملة إذ ان علاقات حزب الله مع ايران تخضع لاشراف المرشد علي خامنئي ومستشاره الامني اصغر حجازي والذي يمثله في دمشق السفير الايراني محمد حسن اختري، لذلك لم يناقش نصر الله القضايا الاستراتيجية مع الرئيس الايراني، بينما كان لقاء احمدي نجاد وخالد مشعل كان لتسليم الاخير دفعة جديدة من المساعدات النقدية الايرانية ودعاء وتقدير المرشد حيال تطبيق الشريعة في قطاع غزة.

July 21, 2007 02:50 AM






advertise at nourizadeh . com