August 16, 2007

وزير الصناعة الإيراني يعرض علنا خلافه مع نجاد وينتقد قراراته الاقتصادية

مسؤول لـ«الشرق الأوسط»: الوزير تشاجر مع الرئيس في جلسة مجلس الوزراء

لندن: علي نوري زاده
كشف أحد مساعدي وزير الصناعة المستقيل في حكومة محمود احمدي نجاد، علي رضا طهماسبي، في حديث خاص مع «الشرق الأوسط» ان استقالة طهماسبي جرت في اعقاب مشاجرة عنيفة بينه وبين احمدي نجاد في آخر اجتماع حضره طهماسبي لمجلس الوزراء في الاسبوع الماضي، وذلك حينما ابلغ الرئيس الايراني وزراءه بأنه قرر حل المجالس العليا للاقتصاد والتجارة والصناعة ومؤسسة تطوير وتوسعة الصناعة وإنشاء مجلس بديل تحت رئاسته.
vazirannnnnn.jpg

واشار المصدر الى ان طهماسبي، الذي يعد من ابرز وانجح مديري النظام منذ قيام الجمهورية الاسلامية وسبق ان نال جوائز علمية داخلية وعالمية على ضوء الاطروحات التي قدمها الى الامم المتحدة لدعم التنمية في الدول النامية، كما انه حقق انجازات مثيرة حين توليه مسؤوليات رفيعة في منظمة الصناعات الدفاعية، عارض منذ الاسابيع الاولى من انتخابه وزيرا للصناعة برامج احمدي نجاد وتوصياته، بحيث تصدى مرارا في اجتماعات مجلس الوزراء ومجلس الاقتصاد الاعلى، لأحمدي نجاد مطالبا اياه بعدم التدخل في الشؤون التي ليس لديه صلاحية التعاطي معها.

وقد ظهرت خلافات طهماسبي مع رئيسه على السطح قبل بضعة اشهر حينما اصدر احمدي نجاد قرارا يخفض الفائدة المصرفية، بحيث اعتبر طهماسبي القرار انتحاراً معمداً لصناعات البلاد. ومن ثم تلقى الوزير قبل بضعة أسابيع أمراً مباشراً من أحمدي نجاد بتعيين علي اكبر محرابيان ابن شقيقة أحمدي نجاد مساعدا لوزير الصناعة.

ووفقاً للمصدر القريب من طهماسبي فانه اعتبر ذلك انتهاكاً فاضحاً لمسؤولياته، بحيث وجه رسالة إلى الرئيس قال خلالها انه هو الذي يختار مساعديه ولن يقبل برجل لم ينه دراسته الجامعية مساعداً للوزير فقط لأنه قريب الرئيس.

وفوجئ طهماسبي في الأسبوع الماضي بمشاهدة محرابيان في مجلس الوزراء إلى جانب خاله أحمدي نجا، بحيث قدمه أحمدي نجاد المساعد الجديد لوزير الصناعة الأمر الذي رفضه طهماسبي بصوت مسموع، ومن ثم وقعت مشاجرة بينهما غادر طهماسبي اجتماع مجلس الوزراء في نهايتها.

ومما يجدر ذكره ان طهماسبي لم يحضر مراسيم التوديع الرسمي الذي اقيم له من قبل نائب رئيس الجمهورية برويز داودي ووجه بدل من ذلك رسالة إلى أحمدي نجاد والرأي العام الإيراني كشف فيها عن خلافاته العميقة مع أحمدي نجاد بسبب تصرفات الأخير وتدخلاته في أمور لا صلاحية له فيها. وأشار إلى قرار أحمدي نجاد بخفض الفائدة وفرض الأسعار بقوة، معتبراً ذلك من أهم أسباب الكساد الاقتصادي وإفلاس وتعطيل المئات من المصانع والشركات، كما اشتكى من عدم تجاوب احمدي نجاد مع مستلزمات الاقتصاد الحر ومتطلبات التنمية الاقتصادية والصناعية.

وكتب طهماسبي في كتاب استقالته، الذي نشرته وكالة انباء «فارس»، التي جاءت قبل ساعات من استقالة وزير النفط كاظم وزيري همانة «ارفع استقالتي الى اخي (الرئيس) لكي يجد من يكون على الخط نفسه معه».

واسف الوزير الايراني في الرسالة «للأهمية التي اعطيت لتجميد اسعار مواد صناعية مثل الاسمنت والسكر ومنتجات الحليب والسيارات والادوات المنزلية»، في وقت استمر ارتفاع اسعار المنتجات التي تدخل في صلب تصنيع المواد المجمدة. وقال ان «وزارتي الطاقة والنفط لم تتمكنا من تزويد المصانع بكل المياه والكهرباء والغاز الضرورية»، مشيرا الى ان «ذلك ناتج عن نقص الاستثمار».

كما اعترض على فرض مسؤولين جدد في وزارته، مشيرا الى «الاهمية التي اعطيت لتغييرات في هيكلية بعض اجهزة الوزارة تزيد من صعوبة الادارة الحالية للقطاع». ويتولى ادارة وزارة النفط حاليا علي اكبر مهربيان، المسؤول عن لجنة الاشراف على استهلاك البنزين والمقرب من احمدي نجاد. واشار طهماسبي ضمنا الى محرابيان منددا بما اسماه «تدخل بعض اللجان» في عمل وزارته.



August 16, 2007 12:35 AM






advertise at nourizadeh . com