September 05, 2007

رفسنجاني يعوض خسارته الرئاسة بقيادة مجلس الخبراء

Sharq.jpg

فوزه يشكل تقدما للمحافظين التقليديين في مواجهة الجناح المتشدد الداعم لنجاد
لندن: علي نوري زاده طهران: «الشرق الأوسط»
أكد الرئيس الإيراني السابق اكبر هاشمي رفسنجاني عودته بقوة الى الساحة السياسية بانتخابه على رأس مجلس الخبراء الايراني، الموقع الذي يعتبر موقع القرار في طهران، خاصة بتمتعه بصلاحية تعيين المرشد الأعلى للدولة وإقالته. ويشكل فوز رفسنجاني تقدماً جديداً للمحافظين التقليديين في مواجهة الجناح المتشدد الداعم لرئيس البلاد محمود أحمدي نجاد...
front1_435724rafsan.jpg


وحصل رفسنجاني الذي يتولى حالياً رئاسة مجلس تشخيص مصلحة النظام، هيئة التحكيم السياسي العليا في ايران، على 41 صوتاً من أصل 76 عضواً شاركوا في التصويت في المجلس الذي يعد 86 عضواً، مقابل 34 صوتا لآية الله احمد جنتي، أمين مجلس صيانة الدستور والمقرب من أحمدي نجاد. وحقق رفسنجاني، الشخص الثاني في الثورة الإسلامية بإيران بعد آية الله روح الله الخميني، انتصاراً مهماً ليس فقط على الرئيس أحمدي نجاد وأنصاره ممن جندوا طاقاتهم كافة لتوجيه ضربتهم الأخيرة إلى رفسنجاني أمس في قاعة مجلس الخبراء، بل لشريكه السابق في الحكم مرشد النظام آية الله علي خامنئي، وذلك بفوزه بفارق سبعة أصوات على الشيخ أحمد جنتي البالغ عمره 83 عاماً.

ويكرس انتخاب رفسنجاني الذي تولى رئاسة ايران بين عامي 1989 و1997 عودته الى مقدم الساحة السياسية. وكان رفسنجاني قد باشر عودته بقوة الى الساحة السياسية في ديسمبر (كانون الاول) الماضي متقدما بشكل كبير على منافسيه في دائرة طهران في عملية انتخاب أعضاء مجلس الخبراء.

ومحا هذا الفوز خسارته في الانتخابات الرئاسية عام 2005 أمام محمود احمدي نجاد. وكان رفسنجاني قد اتهم خامنئي والمؤيدين لاحمدي نجاد حينها باستهدافه شخصياً أثناء الانتخابات والقيام بـ«اعمال غير شرعية». وندد رفسنجاني حينها في رسالة الى الايرانيين وزعتها وكالة الانباء الطلابية ايسنا يوم 25 يونيو (حزيران) بـ«بالذين قرروا من اجل اضعاف منافس، اضعاف الثورة نفسها.. والذين أنفقوا مئات المليارات من الريالات من أموال الشعب، لتشويه سمعتي أنا وعائلتي». وأضاف «لقد استخدموا كل إمكانات الدولة بطريقة منظمة، وغير شرعية للتدخل في الانتخابات». وتابع: «لا أنوي الطعن أمام قضاة، أكدوا انهم لا يستطيعون أو لا يريدون القيام بشيء»، في تلميح واضح الى مجلس صيانة الدستور هيئة التحكيم الاساسية في النظام الاسلامي القائم. وتعرض رفسنجاني منذ ذلك الحين لهجمات من معسكر المتشددين من بينها تعليق صدور عدة صحف تعتبر مقربة منه مثل «شرق» و«هام ميهان».

وكانت مصادر مقربة من صنع القرار في ايران قد أكدت الاسبوع الماضي أن خامنئي وعد رئاسة مجلس الخبراء المسؤول عن انتخاب مرشد النظام أو عزله والرقابة على أداء المؤسسات الخاضعة لإشراف المرشد، الى صديق عمره الشيخ عباس واعظ طبسي، فيما كان أنصار احمدي نجاد ينوي ترشيح الشيخ محمد تقي مصباح يزدي المرشد الروحي للرئيس الإيراني. وما سبب في تغيير اسماء اللاعبين المرشحين لرئاسة المجلس حسب أحد مستشاري رفسنجاني كان اللقاء الذي تم بين رفسنجاني وواعظ طبسي الذي يرقد في سرير المرض وهو مصاب بالسرطان. وخلال هذا اللقاء الذي لم تتسرب عنه أي معلومات لحد الآن، تمكن رفسنجاني بشكل أو آخر من اقناع طبسي بعدم الترشح لرئاسة مجلس الخبراء. وقد بعث طبسي برسالة إلى آية الله خامنئي عشية عقد جلسة مجلس الخبراء لانتخاب خلف لآية الله علي مشكيني الذي توفي الشهر الماضي، وبدا أن طبسي أعلن اعتذاره عن قبول طلب المرشد بالترشيح في انتخاب للمنصب. واجتمع عدد من أعضاء مجلس الخبراء المحسوبين على التيار الراديكالي والجناح المحافظ لبحث سبل التصدي لرفسنجاني صباح أول من أمس، عشية عقد الجلسة الحاسمة، الذي بدا واضحاً انه عازم على اختبار حظه مرة أخرى، وذلك بترشيحه لرئاسة مجلس الخبراء. وقد رفض آية الله محمود هاشمي شاهرودي رئيس السلطة القضائية الترشيح للمنصب، على الرغم من انه يحظى بدعم المرشد. وكان شاهرودي المرشح الأول لرئاسة مجلس الخبراء من قبل خامنئي الذي اضطر إلى اختيار واعظ طبسي عقب امتناع شاهرودي عن الترشح.

وأبدى كل من آية الله محمد يزدي الرئيس السابق للسلطة القضائية وأحمد جنتي استعدادهما لمنافسة رفسنجاني. وبناء على مصادر «الشرق الأوسط» التي تابعت مناقشات مجلس الخبراء امس، فعند علمه باجتماع بعض أعضاء مجلس الخبراء عشية عقد جلسة انتخاب رئيس المجلس، وجه خامنئي رسالة شفهية اليهم بواسطة المسؤول الأمني بمكتبه أصغر حجازي، مفادها ان أحمد جنتي هو «خير مرشح وعليكم دعمه بدلا من ترشيح بضعة أشخاص» الذي كان سيقلل من فرص فوز جنتي.

وبينما كانت أوساط المرشد وأنصار احمدي نجاد يعلقون آمالهم على فوز جنتي، افتتح رفسنجاني الجلسة الطارئة لمجلس الخبراء بخطاب حول مكانة المجلس وأهميته في الدستور الايراني، وأوضح أن المجلس قد أظهر أهميته عقب وفاة الامام الخميني، وذلك بانتخاب خامنئي مرشدا للنظام. وأضاف: «اليوم وامام التحديات التي نواجهها، قد ازداد مجلس الخبراء أهمية». وتبقى مداولات المجلس سرية ويمتنع عن عرض علني لمواقفه من مواضيع الساعة. ولم يخف رفسنجاني نيته زيادة درجة الوضوح في عمل هذه الهيئة ودورها. وقال قبل الانتخابات: «لا يعرض مجلس الخبراء حاليا على المجتمع آراءه حول المسائل الكبرى»، مضيفا: «لكن قد تنقل قراراته يوما الى الشعب».

وبعد ذلك أعلن سكرتير المجلس ترشيح كل من هاشمي رفسنجاني واحمد جنتي لرئاسة المجلس، وذلك في غياب 11 من النواب، علماً أن عدداً من الغائبين هم في الواقع النواب الذين انتقلوا الى رحمة الله مثل مشكيني.

ومما يجدر ذكره ان السكرتير الأعلى للأمن القومي علي لاريجاني قد حضر الاجتماعي الطارئ لمجلس الخبراء، حيث ألقى خطاباً حول المكانة الاستراتيجية للمجلس في عملية صنع القرارات في النظام، ثم قدم الى النواب تقريرا مفصلا عن الملف النووي ومباحثاته مع المنسق الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا ورئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي.

وألقى رفسنجاني بعد انتخابه خطابا عاطفيا بدت خلاله آثار الفرح ظاهرة على وجهه، لكنه لم يقترب من القضايا المثيرة والتي سبق ان طرحها مثل ضرورة تحديد فترة مسؤولية المرشد لستة او سبعة اعوام وتمديدها عند الاقتضاء مرة واحدة بدلا من ان يكون المرشد مسؤولا مدى الحياة. ووجه رفسنجاني انتقادات شديدة للولايات المتحدة في خطابه، معتبراً ان مشروع «الشرق الاوسط الكبير» الذي تدعمه واشنطن «متسم بالشر». ونقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية «ايرنا» عن رفسنجاني قوله: «ان الغربيين يريدون جعل المسلمين في المنطقة في مواجهة أحدهم الآخر»، مضيفاً: «ان هؤلاء كانوا يتصورون انهم مع احتلالهم لأفغانستان والعراق قد اتخذوا اكبر خطوة، لكنهم منوا بالفشل في المرحلة الاولى من هذا المشروع». وفي إشارة الى انسحاب القوات البريطانية من البصرة، قال: «ان البريطانيين وبعد اربعة اعوام كانوا قابعين في البصرة وفي ثكناتهم العسكرية، واضطروا في النهاية الى مغادرة المدينة، وهذا يعتبر هزيمة نكراء لهم».

September 5, 2007 12:37 AM






advertise at nourizadeh . com