December 28, 2007

لاريجاني حمل رسالة من خامنئي إلى القيادة المصرية حول مقترحات للتعاون الأمني والتطبيع الكامل

Sharq-New.jpg

لندن: علي نوري زاده
علمت «الشرق الأوسط» بأن ممثل مرشد النظام الإيراني في المجلس الأعلى للأمن القومي وكبير مستشاريه في الشؤون الاستراتيجية الدكتور علي لاريجاني قد حمل رسالة شخصية خاصة من مرشد الجمهورية الايرانية آية الله علي خامنئي إلى الرئيس المصري حسني مبارك، سلمها الى رئيس الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان خلال لقائهما في القاهرة قبل يومين.

20071227171252_larijani3.jpg

وكان لاريجاني قد توجه الى القاهرة بعد أسبوعين من زيارة مساعد وزير الخارجية المصري حسين ضرار لطهران، حيث أجرى مفاوضات وصفتها وسائل الاعلام الايرانية بمفاوضات قد تجاوزت ابعادها حدود العلاقات بين البلدين وشملت أوضاع العراق وفلسطين ولبنان وافغانستان وفيما كانت الأوساط الدبلوماسية بالقاهرة تنتظر وصول وزير خارجية ايران منوشهر متقي قبل حلول رأس السنة، بغية اعلان استئناف العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين ايران ومصر وذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري أحمد أبو الغيط، غير ان لاريجاني ارسل بدلا من متقي. وكانت العلاقات المصرية الايرانية على وشك التطبيع الكامل في أواخر عهد الرئيس محمد خاتمي حين تم تعيين شخصية سياسية ودينية وثقافية بارزة هو هادي خسروشاهي رئيسا لمكتب رعاية المصالح الايرانية بالقاهرة برتبة السفير.
593_Sulaiman.jpg

واستنادا إلى أقوال دبلوماسي إيراني لـ«الشرق الاوسط»، فان العوائق التي حالت، لحد الآن، دون عودة العلاقات بين طهران والقاهرة لوضعها الطبيعي، لا تقتصر على موضوع اطلاق اسم قاتل الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات على أحد شوارع طهران أو اصدار طوابع بريدية وعليها صورة خالد الاسلامبولي، بل ان العائق الرئيسي حيال صدور البيان المعد منذ أكثر من عام حول قرار البلدين باستئناف علاقاتهما الدبلوماسية الكاملة، هو المرشد علي خامنئي. كما انها لا تزال تستقبل اسرة الشاه الراحل الذي يرقد في مقبرته المؤقتة بجوار شقيق زوجته الأولى الأميرة فوزية، كما تستقبل أسرته بحفاوة كل عام في ذكرى وفاة الشاه، كما ان النظام المصري، يعد عائقاً حيال تطلعات الجمهورية الاسلامية في المنطقة.
ورغم ان الرئيس السابق محمد خاتمي قد اعتبر مصر والسعودية حليفين طبيعيين لايران وبذل جهدا متواصلا لتعزيز علاقات بلاده معهما، إلا ان مرشد الثورة، قد رفض الرضوخ لإلحاحات خاتمي طيلة رئاسته فيما فتح نفسه قناة مباشرة مع السعودية بواسطة مستشاريه الدكتور علي اكبر ولايتي وزير الخارجية السابق، وسكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي السابق وممثله في المجلس الاعلى لاريجاني. وخلال الاشهر الاخيرة، وبعد تصريحات الرئيس محمود احمدي نجاد في الامارات حيث ابدى استعداده للسفر الى القاهرة بهدف التطبيع، واعلان القاهرة عن رغبتها في مواصلة حوارها مع طهران بصورة هادئة (للحيلولة دون اصابة الجانبين بخيبة أمل واحباط) شهدت طهران والقاهرة زيارات بعضها رسمية وعلنية والبعض الاخر غير معلنة للمبعوثين المصريين والايرانيين بينهم مساعد وزير الخارجية المصري والايراني وبدا ان هذه الاتصالات كانت من اجل ازالة الغيوم والشوائب قبل فتح قناة خامنئي المباشرة ازاء مصر. واكد مصدر قريب من لاريجاني بأنه قد عرض على المصريين مشروعا متكاملا للتطبيع في اعلى المستويات تمهيدا لقيام محور مصري ايراني، وابدى رغبة المرشد في استقبال كبار العلماء المصريين، بمن فيهم شيخ الازهر ومفتي الديار المصرية، وتشكيل لجان التعاون والحوار بين المذهب الشيعي والمذهب السني.
وقد فوجئ اللواء عمر سليمان بعروض لاريجاني حول التعاون الامني بين البلدين حيث اكد لاريجاني على ان بلده مستعد لاجراء محادثات امنية على مستوى الوزراء والمديرين المعنيين، حول مكافحة الارهاب وتبادل الارهابيين والمجرمين بمن فيهم اولئك المصريين المطلوبين في بلادهم ممن يعيشون تحت الاقامة الجبرية او في السجون الايرانية.

December 28, 2007 03:04 AM






advertise at nourizadeh . com