February 14, 2008

مغنية «الثعلب» مطلوب في 42 دولة.. وصاحب صفقة إيواء قيادات «القاعدة» في إيران

Sharq-New.jpg

بدأ حارساً شخصياً للقيادات الفلسطينية قبل الانتقال لأمل ثم حزب الله
Emad_Mogniya-1.jpg

لندن: علي نوري زاده و محمد الشافعي. بيروت: ثائر عباس

اسماءٌ وكنًى عديدةٌ اطلقت على عماد فايز مغنية المطلوب في 42 دولة، والتي رصدت الولايات المتحدة مكافأة بين 5 و25 مليون دولار لاعتقاله وحتى صوره قليلة. ويعتقد ان المنشور منها لا يعكس ملامحه الحقيقية بعد ان اجرى جراحتي تجميل لتغيير ملامحه حتى يضلل الاجهزة التي تطارده وتتهمه بأنه وراء عدد كبير من العمليات الدموية التي نفذت في العقود الاخيرة.

وهو يماثل في اهميته كارلوس الارهابي العالمي ايام التطرف اليساري، والذي سلمه السودان لفرنسا في صفقة، لكن هناك فارقا مهما هو ان كارلوس عندما اعتقل كان قد فقد بريقه واهميته، بينما كان مغنية حتى مقتله واحدا من اهم المسؤولين العسكريين في حزب الله اللبناني ويرأس الجهاز الامني للحزب، وهو بالنسبة الى اسرائيل أسامة بن لادن الشيعي. ويعتقد المسؤولون الاسرائيليون انه وراء عملية خطف الجنديين الاسرائيليين التي اطلقت شرارة الحرب عام 2006 في جنوب لبنان، لكنه على عكس اسامة بن لادن لا يعشق الإعلام. ويعتبره الاصوليون رجل الظل الذي لا يحب الظهور على شاشات التلفزيون. وبين الاسماء التي استخدمها او اطلقت عليه الحاج رضوان او الثعلب كما يسميه الايرانيون او الحاج عماد كما يصفه حسن نصر الله أمين عام حزب الله. ورغم ان الاصوليين لا يحبونه إلا انه حسب ما يقول متابعون كان حلقة الوصل مع تنظيم «القاعدة». وكان حزب الله ينفي أية علاقة عضوية بمغنية طوال العقدين الماضيين. وتعامل مع الانباء التي رددتها الاستخبارات العالمية على انها مجرد (أقاويل).

ولد عماد فايز مغنية في بلدة طير دبا (قضاء صور بجنوب لبنان) في 12 يوليو (تموز) 1962. ويقال انه احتفل بذكرى ميلاده عبر عملية اختطاف الجنديين الاسرائيليين عام 2006. انتقل مع عائلته المكونة من والدته ووالده وأخويه جهاد وفؤاد إلى الضاحية الجنوبية لبيروت ككثير من الجنوبيين الذين نزحوا باتجاه العاصمة بحثاً عن الرزق. ارتاد عماد مدارس عدة في الضاحية خلال المرحلتين الابتدائية والثانوية. ثم دخل الجامعة الاميركية في بيروت لعام واحد قبل ان يتفرغ لـ«العمل الثوري مع حركة «فتح»، حيث كان ضابطا في «القوة 17» التي تتولى مسؤولية الحماية الشخصية لـ«أبو عمار» و«أبو اياد» و«أبو جهاد». وعرف عنه انه كان قناصاً محترفاً.

ونعى حزب الله مغنية في بيان وصفه بـ«الشهيد القائد»، معتبرا انه «لطالما كان هدفا للصهاينة والمستكبرين، ولطالما سعوا للنيل منه خلال أكثر من عشرين عاما إلى أن اختاره الله تعالى شهيداً على يد قتلة أنبيائه والمفسدين في أرضه، الذين يعرفون أن معركتنا معهم طويلة جدا وأن دماء الشهداء القادة كانت دائما وأبدا ترتقي بمقاومتنا إلى مرحلة أعلى وأسمى وأقوى كما حصل سابقا مع الشهيدين القائدين السيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب.

لكن الحزب لم يشر الى مكان سقوط مغنية وكيفيته، ورفضت أوساطه اعطاء اي معلومات عن عملية الاغتيال التي حصلت في دمشق. غير ان أوساطا لبنانية كانت على اتصال بمغنية في اوقات سابقة قالت لـ«الشرق الاوسط» ان النيل من مغنية بهذه الطريقة في دمشق على مقربة من احد مراكز الاستخبارات السورية يدل على «خرق خطير» لها، ذلك ان الذين سعوا الى اغتياله فشلوا في مسعاهم في الساحة اللبنانية التي يعتبرها البعض مفتوحة ومستباحة لكل اجهزة الاستخبارات. وقالت ان مغنية كان يعيش في لبنان في الفترة الماضية، وانه على الأرجح كان في زيارة عمل الى العاصمة السورية. وإن كانت هناك معلومات اخرى انه بين 1997 وغزو العراق في 2003 كان يتنقل بين ايران وافغانستان وسورية ولبنان وباكستان وشمال العراق، ولعب دورا مهما في ترتيب انتقال مقاتلي «القاعدة» عبر ايران الى العراق، مستخدما علاقته الوثيقة بالحرس الثوري الايراني وفيلق القدس من جهة، وقيادات من «القاعدة» مثل ايمن الظواهري وسيف العدل وسعد بن لادن ومحمد الاسلامبولي، شقيق قاتل الرئيس المصري الراحل انور السادات، من جهة اخرىوحسب بعض المعلومات، فانه في عام 2005 عهدت اليه مسؤولية تنظيم العلاقات بين ميليشيات شيعية في جنوب العراق وتسلم الاشراف على مراكز استخبارات الحرس الثوري هناك، كما توجه في نفس العام الى لبنان عبر سورية برفقة مسؤولين ايرانيين تحت اسم سيد مهدي هاشمي بجواز سفر دبلوماسي ايراني.
وحسب بعض المصادر، فان مغنية شوهد في البصرة عام 2006 ويقال انه كان مسؤولا عن تنظيم سفر مقاتلي جيش المهدي الى ايران للتدريب، وفي ابريل (نيسان) الماضي، تردد انه عاد الى لبنان حيث تسلم مهمة رفيعة في جهاز استخبارات حزب الله.
ويصفه اصوليون بانه مهندس اتفاق ايواء ايران لعناصر من «القاعدة» وقياداتها بعد خروجهم من افغانستان، والذين يقدر عددهم بـ400 شخص، بينهم اضافة الى الاسماء السابقة سليمان ابو غيث الذي اسقطت عنه الجنسية الكويتية المتحدث الاعلامي باسم «القاعدة»، وسعد نجل بن لادن.
وتتهم المصادر الغربية مغنية بأنه الشخص الذي اوجد علاقة التحالف بين الاصوليين الشيعة والسنة، مشيرة الى انه كان مسؤولا عن العمليات الخاصة في حزب الله، والتقى اسامة بن لادن عددا من المرات خلال زياراته التي قام بها الى العاصمة السودانية أعوام 1995 و1996 و1997 وهي الفترة التي قضاها بن لادن هناك. وحسب هذه المصادر الاستخبارية، فان التنسيق بين «الجماعتين صار حالة عملية، حينما ارسلت «القاعدة» عشرة من رجالها الى منطقة البقاع في لبنان ليشكلوا ضباط اتصال مع حزب الله.»
وكان مغنية كان قد ذهب إلى إيران ـ للمرة الاولى ـ عندما كان في العشرين من عمره وشارك لمدة أربعين يوما في الحرب على الجبهة الايرانية ـ العراقية. ووفقا لما قاله قائد المنطقة الشمالية الايرانية وقتها، فانه اظهر شجاعة واستعدادا للمشاركة في عمليات صعبة جدا خلف خطوط القوات العراقية. ويقال انه حصل هناك على ترشيح أحد قادة الحرس الثوري الإيراني أحمد متوسليان (الذي اختطف في لبنان ونقل الى اسرائيل كما يقول الايرانيون) للعمل مسؤولا عن استخبارات حزب الله في بيروت.
وتفيد سيرته الذاتية المستقاة من مصادر عديدة انه بعد خروج التنظيمات الفلسطينية من بيروت عام 1982، انتقل مغنية الى صفوف حركة «أمل» وأشرف على نقل اسلحة من مخازن «فتح» المتروكة الى المقاومة اللبنانية. ومثل كثيرين كانوا في «امل»، انتقل مغنية الى حزب الله عقب تأسيسه. ويقول المسؤول السابق في الحركة، مستشار رئيس مجلس النواب للشؤون الخارجية حاليا، بلال شرارة، ان مغنية كان اول من خطط لعمليات تفجيرية نفذها احمد قصير ضد مركز الحاكم العسكري الاسرائيلي في صور، وأدت الى مقتل عشرات الجنود الاسرائيليين، واحدثت صدمة عميقة في الجيش الاسرائيلي، مشيرا الى ان مغنية «حمى المتفجرات برموش عينيه، ونقلها الى موقع تنفيذ العملية.»

وقد تدرج مغنية في مستويات حزب الله بالتوازي مع حسن نصر الله الذي اصبح امينا عاما للحزب، وهو الواجهة السياسية للحزب، بينما وصل مغنية الى قيادة المقاومة الاسلامية، وهي الذراع العسكري لحزب الله. وتقوم اسرائيل منذ عام 1982 بملاحقته ورصده في محاولة لاغتياله او اعتقاله.
وهو متهم بالوقوف وراء معظم العمليات التي استهدفت الوجود الاميركي والغربي في لبنان في الثمانينات. ويقال إنه قاد ثلاث عمليات، جعلته على رأس قائمة المطلوبين من قبل الولايات المتحدة، ابرزها تفجير السفارة الاميركية في بيروت عام 1983 والذي اسفر عن مقتل 63 اميركياً ولبنانياً، وتفجير مقر قوات مشاة البحرية الاميركية (المارينز) في بيروت الذي أودى بحياة 241 أميركياً وتفجير مقر المظليين الفرنسيين في بيروت الذي اسفر عن مقتل 58 فرنسياً. وبعد تعيينه مسؤولا عن العمليات الخاصة للحزب، اختفى مغنية عن الأنظار لمدة عامين ليظهر فجأة عام 1985 على متن طائرة ركاب أميركية تابعة لشركة «تى.دبليو.ايه» ارغمت على الهبوط في مطار بيروت. وتم في وقت لاحق الإفراج عن طاقم الطائرة وركابها بعد قتل جندي من «المارينز» حاول تحدي الخاطفين. وعاد اسم مغنية الى الإعلام بعد 3 سنوات عندما حُمِّل مسؤولية اختطاف طائرة تابعة للخطوط الجوية الكويتية للمطالبة بالإفراج عن إلياس صعب، خبير المتفجرات في حزب الله الذي كان معتقلا في الكويت على خلفية اتهامه بالتورط في هجمات ضد أهداف كويتية.
ويتهم مغنية أيضا بأنه مسؤول عن خطف رعايا غربيين في لبنان خلال الثمانينات وإعدام بعضهم. كما ينسب اليه الوقوف وراء هجمات في الخارج بينها تفجير السفارة الإسرائيلية في الأرجنتين عام 1992 ردا على اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد عباس الموسوي وكذلك تفجير مركز يهودي في بيونس آيرس أودى بحياة 85 شخصا. ويقال انه شارك في تفجير «الخبر» بالسعودية عام 1996 حيث قتل 19 عسكرياً اميركياً. وضمن المتهمين أميركياً بخطف طائرة الخطوط الجوية الاميركية الى جانب مغنية مهندس العملية، حسان عز الدين، 38 عاما، من مواليد لبنان. ويعتقد بأنه عضو في حزب الله، وعلي عطوة، 41 عاما، من مواليد لبنان أيضا، ويعتقد بأنه عضو في حزب الله كذلك، وهو مطلوب لدوره في التخطيط والمشاركة في خطف طائرة TWA الأميركية، ويعتقد بأنه يقيم بلبنان. وفي حين كان مغنية على رأس القائمة الأولى من 22 اسما، المطلوبة بالارهاب اميركياً، والتي وزعتها المخابرات الأميركية عقب أحداث 11 سبتمبر(أيلول) 2001
تردد أن المخابرات الإيرانية طلبت وقتها من مغنية الخروج من أراضيها، لأنها لا تستطيع حمايته وقامت بنقله إلي لبنان. ليختفي اسمه قليلاً بعد اعلان الحرب على الإرهاب حتى عاود الظهور مرة أخرى عقب تفجيرات اسطنبول في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2003. وفي أكتوبر (تشرين الأول) عام 2001 وضع مكتب المباحث الفيدرالي مغنية واثنين من اللبنانيين هما عز الدين وعطوة على قائمة من 22 شخصاً مطلوبين في أعمال إرهابية. وواصلت واشنطن ملاحقة مغنية، وإن كانت ملاحقة بن لادن زعيم «القاعدة» قد طغت على هذه الجهود.
وفي حينها ذكرت المخابرات الإيرانية في ردها علي المفاوضات التي كانت تجريها مع نظيرتها الأميركية حول تسليم عناصر«القاعدة» المحتجزين في إيران، أن «مغنية بدأ اللعب بأوراق خطرة»، في إشارة إلى تقاربه مع «القاعدة» الذي اتهم أيضاً بتفجيرات اسطنبول، وهي الصلة التي برزت أكثر وأكثر بعد تفجير السفارة الأردنية في بغداد. وكانت صحيفة «صاندي تايمز» البريطانية الصادرة في ابريل الماضي، قد نقلت عن خبراء أمنيين ومسؤول أميركي سابق في مجلس الأمن القومي زعمهم أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد حضر لقاء في سورية مطلع هذا العام مع مغنية، الذي وصفته بأنه «واحد من أكثر الإرهابيين المطلوبين في العالم.»

وقالت الصحيفة «إن مسؤولين أميركيين ومصادر في الاستخبارات الإسرائيلية يعتقدون أن مغنية قائد العمليات الخارجية في حزب الله «تولى مسؤولية تدبير الرد الإيراني ضد أهداف غربية في حال أمر الرئيس الأميركي جورج بوش بضرب المنشآت النووية الإيرانية». وأضافت «أن مغنية سافر في يناير (كانون الثاني) الماضي مع أحمدي نجاد من طهران إلى دمشق، حيث التقى الرئيس الإيراني قادة حزب الله وحركة الجهاد الإسلامي وحركة المقاومة الإسلامية (حماس). وتتهم تركيا أيضاً مغنية، واسمه هناك، «عمات آغا»، بترتيب الانفجارات التي استهدفت المصالح البريطانية في 20 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2003. بالإضافة إلى إقامة علاقات قوية مع «القاعدة» الموجودة على أراضيها التي يوجد عليها تنظيمان يحملان اسم حزب الله»؛ أحدهما شيعي والثاني سني تابع لـ«القاعدة» بالإضافة إلي منظمة «بيعة الإمام» البعيد تماما عن أدبيات «القاعدة» والقريب الصلة بالقاموس الشيعي، التي أنشأها أبو مصعب الزرقاوي في العراق. وقيل انه سابع اعضاء شورى حزب الله (القيادة الفعلية للحزب)، وانه الرجل الثاني في الحزب بعد أمينه العام حسن نصر الله، فيما يذهب بعض خصوم الحزب الى وصفه بانه «الرجل الاول» عندما يشيرون الى تفوق الجانب الأمني الذي يقوده مغنية على الجانب السياسي الذي يقوده نصر الله. ويعتبر مغنية احد القادة الميدانيين البارزين. واللافت في الصورة التي وزعها حزب الله لمغنية انه شخص مختلف تماماً عن الشخص الذي تتداول وسائل الاعلام صورته. وقد تردد انه خضع لعمليتين جراحيتين لتغيير ملامح وجهه في إيران. ومغنية هو العضو الأخير في العائلة بعد رحيل شقيقه فؤاد، وقبله شقيقه الآخر جهاد الذي قتل خلال محاولة اغتيال المرجع الشيعي الشيخ محمد حسين فضل الله عام 1984، وهي عملية قيل ان «سي.آي.ايه» دبرتها رداً على خطف الطائرة الاميركية.

February 14, 2008 03:24 PM






advertise at nourizadeh . com