April 09, 2008

أخيراً انتقم أحمدي نجاد من رفسنجاني

إدانة موسويان رجل المهمات الصعبة بالسجن مع وقف التنفيذ
لندن: علي نوري زاده

كلف حجة الاسلام هاشمي رفسنجاني رئيس مجلس الخبراء ومجمع تشخيص مصلحة النظام عقب تسلمه رئاسة الجمهورية غداة غياب الامام الخميني وعقب جلوس آية الله علي خامنئي على عرش قيادة البلاد في صفقة تمت بينه وبين هاشمي رفسنجاني، كلف مدير عام وزارة الخارجية آنذاك حسين موسويان، مهمة التعامل مع الملفات الساخنة. ولم يكن موسويان يتصور انه سيشهد يوماً ادانته على يد محكمة الثورة بسبب أداء واجبه تجاه الرجل الثاني في الحكم منذ قيام الثورة في فبراير (شباط) 1979.. ..
musavian.jpg

غير أن الثورة التي أكلت ابناءها الواحد تلو الآخر من صادق قطب زاده الذي أُعدم بتهمة التآمر ضد النظام الذي كان هو أحد مهندسيه الى بني صدر أول رئيس جمهورية لإيران، ومن آية الله حسين علي منتظري ثمرة حياة الخميني وخليفته قبل أن يجري له ما جرى من قبله لبني صدر، أي عزله إلى عبد الله نوري رجل الدين الذي وصفه الخميني مرة بأنه أخلص وأصدق رجل عنده، وانتهى أمره في سجن ايفين، حيث قضى أربع سنوات بتهمة الإساءة إلى الولي الفقيه الثاني علي خامنئي عقب قتل شقيقه النائب في البرلمان الدكتور علي رضا نوري في ظروف غامضة. الثورة نفسها بدأت تأكل أحفادها، وحسين موسويان أحد هؤلاء الأحفاد الذي قدم ما بوسعه من الخدمات إلى الثورة والنظام. لقد تمكن رفسنجاني بنفوذه من إرغام وزارة الاستخبارات على إطلاق سراح موسويان بعد فترة قصيرة من اعتقاله بكفالة مالية ضخمة، ورافق ذلك إطلاق تصريحات مثيرة واحياناً متناقضة من مسؤولي القضاء ممن اعتبر بعضهم توجيه تهمة التجسس إلى موسويان ناتجا عن سوء تفاهمات سوف تزول. لكن أحمدي نجاد قال في خطابه بمناسبة ذكرى قيام الثورة، ان هناك جهاتٍ تسعى لإنقاذ جاسوس كان يقدم أسرار الملف النووي إلى الأعداء. وبعد أكثر من عام، وجلسات استجواب حضرها وزير الاستخبارات محسن اجدئي وقائد استخبارات الحرس، أدانت محكمة الثورة يوم أمس المهندس موسويان باعتباره «مسؤولا أخلَّ بالأمن القومي». وأشار القاضي الثوري في مقدمة بيان الحكم إلى أن «المتهم بسبب خدماته السابقة وعدم ارتكابه أي جريمة قبل جريمته الأخيرة يشمله، التخفيف، بحيث سيكون الحكم الصادر بسجنه سنتين، حكما تعليقيا (أي إذا ارتكب مخالفة جديدة سيتم تنفيذ الحكم)». كما أصدر القاضي قراراً بحرمان موسويان من تولي مناصب حكومية لمدة خمس سنوات. ان الحادث الذي تسبب في تغيير مصير موسويان، كان مرافقته رفسنجاني في احدى زياراته لعدد من الدول العربية، بحيث اكتشف رفسنجاني وهو رئيس الجمهورية في الدبلوماسي الشاب، ميزات ومؤهلات لم يشهدها من قبل عند مرافقيه، وبعد عودته من السفر استدعى موسويان الى مكتبه وتحدث معه طويلا ومن ثم أمر وزير الخارجية بتعيين موسويان سفيرا لدى المانيا الغربية أكبر شريك تجاري لايران في عهد رفسنجاني. ذهب موسويان الى المانيا ليس فقط ليتولى منصب سفير الجمهورية الاسلامية، بل ليكون مبعوثا خاصا للرئيس رفسنجاني. وكان موسويان أحد مهندسي ترميم جسر العلاقات بين ايران والسعودية بناءً على تعليمات رفسنجاني. كما ان موسويان اجرى مباحثات مع مسؤولين كبار في الغرب والأردن ودول مجلس التعاون كمبعوث خاص لرفسنجاني قبل حصول التطبيع الكامل مع الجمهورية الاسلامية. ورغم ان مقتل الدكتور صادق شرفنكدي زعيم الحزب الديمقراطي الكردي المعارض وثلاثة من مساعديه في مطعم ميكونوس ببرلين على ايدي عملاء الاستخبارات الايرانية خلال الفترة التي كان موسويان يتولى فيها شؤون السفارة، تسبب في خفض مستوى العلاقات بين البلدين وعودة موسويان وسفراء ايران لدى دول الاتحاد الاوروبي الى طهران، عقب سحب الدول الاوروبية سفراءها من طهران احتجاجا على دور الاستخبارات الايرانية في قتل الشخصيات المعارضة، رغم ان ذلك، كان قد وضع نقطة ختام في حياة موسويان الدبلوماسية إلا انه سرعان ما انتقل الى جوار مرشده رفسنجاني بمجمع تشخيص مصلحة النظام كمستشار له ورئيس للجنة العلاقات الخارجية في مركز الدراسات الاستراتيجية التابع لمجمع تشخيص مصلحة النظام، علما ان الدكتور حسن روحاني، أحد حلفاء رفسنجاني وسكرتير المجلس الاعلى للامن القومي يرأس المركز. وبتوصية رفسنجاني، عين روحاني، موسويان مساعدا له في المجلس الاعلى للأمن القومي خلال فترة رئاسة محمد خاتمي، الذي هو من جانبه كلف روحاني بادارة الملف النووي.

April 9, 2008 12:45 AM






advertise at nourizadeh . com