June 12, 2008

اعتقال مسؤول إيراني بتهمة نشر أكاذيب يفتح معركة الرئاسة المقبلة

Sharq-New.jpg

أوساط تتحدث عن صراع بين أنصار نجاد والمرشد بعد وصول لاريجاني إلى رئاسة البرلمان

palizdar abbas.jpg

لندن: علي نوري زاده
انطلقت معركة الرئاسة المقبلة في إيران مبكراً، أي قبل حوالي سنة من بدئها، من قبل الرئيس محمود أحمدي نجاد بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة والتي اسفرت عن فوز المحافظين التقليديين وتحجيم كتلته «رائحة الخدمة» ـ أي المحافظين الجدد ـ وامتلاك الاصلاحيين والبرغماتيين والمستقلين الثلث الفاصل ما يجعلهم عامل الحسم في معركة الرئيس مع البرلمان في الأشهر المقبلة .

وكان احدث مظهر لهذه المعركة ما أعلنته انباء فارس الايرانية أمس عن اعتقال المسؤول الايراني عباس پاليزدار المحسوب على احمدي نجاد بتهمة «نشر أكاذيب»، وذلك بعدما اتهم رجال دين كبارا بممارسة الفساد. وبالزدار عضو في ديوان المحاسبة وفي مركز ابحاث البرلمان ومرشح سابق للانتخابات البلدية العام 2006 على قائمة تدعم احمدي نجاد.

وفي خطاب القاه في جامعة همدان (وسط) اخيرا، اتهم عباس پاليزدار ايضا السلطات بانها اغتالت مسؤولين كبيرين في النظام....

واستدعي الموظف الذي يؤكد انه يدعم الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى محكمة الوظائف العامة وتم اتهامه بارتكاب تجاوزات مالية ونشر اكاذيب والمساس بالنظام العام.

واضافت الوكالة انه «تلقى أمرا باعتقاله وتم إرساله الى السجن» من دون تفاصيل اضافية.

وحسب اوساط ايرانية فان احمدي نجاد يشعر ان لاعبين اخرين اصبحوا كثر قربا من مرشد الجمهورية علي خامنئي الذي دعمه ليصبح رئيسا. وفي مقدمة هؤلاء غلام علي حداد عادل رئيس البرلمان السابق الذي زوج ابنته من نجل المرشد والدكتور علي لاريجاني ـ رئيس البرلمان الحالي ـ وعمدة طهران العميد حرس ثورة محمد باقر قاليباف.

ورأى احمدي نجاد في انتخاب علي لاريجاني رئيسا للبرلمان خطوة نحو سحب البساط من تحت قدميه في الانتخابات الرئاسية المقبلة لانه سيفسح المجال للدكتور غلام علي حداد عادل لبدء حملته الانتخابية لانتخابات رئاسة الجمهورية في حزيران (يونيو) المقبل.

وفي حديث هاتفي مع رئيس الاتحاد الاسلامي لطلبة جامعة همدان الذي استضاف «عباس پاليزدار » سكرتير لجنة التحقيق وتقصي الحقائق البرلمانية في ممارسات السلطة القضائية، فإن عباس پاليزدار القريب من أحمدي نجاد ومرشح تيار احمدي نجاد في انتخابات المجالس البلدية السابقة «والمحارب البطل» خلال الحرب الايرانية العراقية، أحدث زلزالا بخطابه في الجامعة للمئات من الطلبة الغاضبين عما سماه ممارسات السلطة والغلاء والبطالة والفساد المنتشر في أجهزة الحكم. وأشار الطالب جواد محمد زاده الى ان عباس پاليزدار كشف عن قضايا ساخنة ومثيرة سبق ان تحدث عنها اقطاب المعارضة، بيد ان تكرار هذه الاتهامات على لسان رجل قريب من أحمدي نجاد، يمثل تحولا في النزاع الدائر بين رئيس الجمهورية وأنصاره، ليس مع الاصلاحيين فحسب بل مع المحافظين التقليديين ورجال المرشد . وأكد أحد نواب الدورة السابقة لمجلس الشورى الإسلامي على أن عباس پاليزدار رقم غير مرئي في معادلة السلطة غير أن احمدي نجاد قد استطاع تحويل هذا الرقم إلى أكبر أرقام المعادلة.

وامر رئيس السلطة القضائية محمود هاشمي شاهرودي باعتقال عباس پاليزدار وبعد استجوابه من قبل القاضي سعيد مرتضوي النائب العام لمدينة طهران ومسؤول الادعاء الثوري أصدر مرتضوي حكماً بحبسه المؤقت.

ومن جانب آخر، شنت الأوساط المناهضة لأحمدي نجاد التي ورد اسماء اقطابها، في خطاب عباس پاليزدار هجوماً قاسياً ضد الرئيس وحلفائه، في صحف مثل كيهان التي يرأسها ممثل خامنئي والمفتش السابق بوزارة الاستخبارات حسين شريعة مداري و«جمهوري اسلامي» و«رسالت» فضلاً عن المواقع الالكترونية القريبة من مكتب المرشد. وكان عباس پاليزدار قد اتهم اسماء معروفة باختلاس 600 مليار تومان (700 مليون دولار) .

ولم تنقل الصحف ووكالات الانباء الرسمية مضمون خطاب عباس پاليزدار ، لكن موقع «تابناك» المحافظ نشر مقتطفات منه.

وساق الموظف الايراني اتهامات بحق رجال دين محافظين كبار. ولمح الى اغتيال وزير النقل ابان ولاية الرئيس السابق محمد خاتمي واحد قادة القوات البرية في حرس الثورة الايراني في عهد احمد نجاد، علما بان الاثنين قضيا في حوادث طائرات.

ونفت صحيفة «ايران» اي علاقة لعباس پاليزدار ر بالحكومة او البرلمان، معتبرة ان كلامه «يثير السخرية» ومتهمة اياه بالسعي الى «احداث انقسام بين هؤلاء الاشخاص الجديرين بالاحترام والحكومة». وذكرت صحيفة «كيهان» المحافظة ان «المناهضين للثورة اختاروه للقيام بهذا العمل الدعائي».

وركز احمدي نجاد في حملته للانتخابات الرئاسية العام 2005 على مكافحة الفساد. واثار الموضوع مجددا في الاونة الاخيرة مهاجما ما اعتبره «مافيا» سياسية واقتصادية وقفت في وجه اصلاحاته. واورد موقع «تابناك» ان عباس پاليزدار دافع عن سياسة احمدي نجاد معتبرا ان «الحكومة تحارب وحدها الفساد ولا احد يدعمها».

June 12, 2008 01:45 AM






advertise at nourizadeh . com