June 16, 2009

برنامج بانوراما - العربيه

بانوراما: من الرئيس الإيراني المقبل؟

Panorama-06-09.jpg

اسم البرنامج: بانوراما
مقدم الحلقة: منتهى الرمحي
تاريخ الحلقة: الثلاثاء 9/6/2009

ضيوف الحلقة:
أمير موسوي (باحث استراتيجي)
د. علي نوري زادة (مركز الدراسات العربية الإيرانية)

- اتهامات على وقع الانتخابات الرئاسية في إيران، تعبير عن الشارع؟ أم تصفية حسابات؟

منتهى الرمحي: أهلاً بكم. الإيرانيون على موعد يوم الجمعة المقبل مع الحسم لانتخاب رئيس جديد في جولة أولى من الانتخابات الرئاسية. الحملات الانتخابية للمرشحين تصاعدت بشكل غير مسبوق لدرجة كسر العظم، حيث أصبحت كل الأسلحة متاحة في مواجهة الخصم والاتهام بالفساد والسرقة والتزوير، والاتهام بمواقف متطرفة دفعت بإيران نحو العزلة. الخارطة الانتخابية للمرشحين: أحمدي نجاد عن المحافظين، يقابله ثلاثة خصوم في تكتيك يستهدف تشتيت الأصوات في الجولة الأولى، وهم المعتدل مير حسين موسوي، والمرشح الإصلاحي مهدي كروبي، وأخيراً الرئيس السابق للحرس الثوري محسن رضائي، لتكون الجولة الثانية هي الحاسمة بين نجاد وموسوي. فهل ينجح هذا التكتيك؟ أم أن الشارع الإيراني سيحسم المعركة لصالح المستقبل الذي يريده لإيران؟ ولماذا هذه الاتهامات غير المسبوقة بين رموز المحافظين والإصلاحيين؟ ولماذا أخذت هذا المنحى؟ و لماذا تختلف هذه الانتخابات عن سابقاتها؟

حمى الانتخابات تتصاعد في إيران

نجاح محمد علي: قبل أن يدخل الرئيس السابق محمد خاتمي على الخط وينسحب بعدها لصالح رئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي، كان التيار الإصلاحي يخطط لخوض معركة الانتخابات الرئاسية الإيرانية بمرشح إجماع واحد، هو رئيس البرلمان الأسبق مهدي كروبي. إذاًَ فإن ترشيح موسوي خلط الأوراق تماماً وأربك المحافظين الذين وجدوا أنفسهم مجبرين على إعادة ترتيب أوراقهم والوقوف متحدين وراء الرئيس الحالي. تكتيك الإصلاحيين يعتمد أساساً على أن يظل في السباق يوم الاستحقاق من ترجّحه الاستطلاعات منافساً قوياً، ومن هنا فإن مير حسين موسوي الشخصية المعتدلة تشير الاستطلاعات إلى أنه استطاع حتى الآن إقناع قطاع كبير من الشباب بوجهات نظره خصوصاً ما يتعلق الأمر منها بالكرامة الإيرانية والسعي لحل مشكلات البلاد الاقتصادية عبر إزالة بؤر التوتر في علاقات إيران الخارجية. وبينما يدير موسوي الحملة الانتخابية بنجاح بمساعدة بارزة من زوجته زهراء رهناورد ليصبح بالفعل رقماً صعباً في هذه الانتخابات المصيرية، يؤكد كروبي قراره الذي اتخذه منذ تسعة شهور بالاستمرار في خوض المعركة وعدم التنحّي لمصلحة موسوي إلى اليوم الموعود ومعرفة رأي الشارع الإيراني بوضوح. ورغم ذلك ينظر إلى استمرار موسوي وكروبي في السباق بأنه تكتيك لإرباك التيار المحافظ، فالإصلاحيون يعتقدون أن وجود منبرين للإصلاحيين في وقت واحد فرصة مؤثرة، وفي ظل دعوة الإصلاحيين للوصول إلى الحرية والاستقلال بهدوء وبأقل كلفة ممكنة يجد المحافظون أنفسهم مركّزين على سياستهم الخارجية لمناوئة واشنطن والاحتفاظ بمقعد الرئاسة بأي ثمن حتى باستخدام الأكاذيب على حدّ تعبير كلٍّ من موسوي وكروبي، وكما تشير المناظرات التي جرت بين المرشحين، فإن أحمدي نجاد لجأ كعادته إلى ملامسة الشارع عبر استخدامه لغة شعبوية بالاعتماد على الشائعات وتدويرها في المجتمع خاصة ما يتعلق الأمر بأبناء الأغايون - أي كبار المسؤولين - وتحديداً هاشم رفسنجاني وكل من يساند موسوي وما يتعلق أيضاً بطرق إثرائهم. هذا الأسلوب يمنح برأي المراقبين أحمدي نجاد فرصة أكبر لإحراج الإصلاحيين وبشكل خاص في القرى والأرياف. وإيران ليست فقط طهران والمدن الكبرى. نجاح محمد علي - العربية.

منتهى الرمحي: وللحديث في هذا الموضوع معنا من طهران أمير موسوي الباحث الاستراتيجي، ومن لندن الدكتور علي نوري زادة مدير مركز الدراسات العربية الإيرانية. أهلاً بكما. يعني المراقبون يرون بأن هذه الانتخابات تختلف عن سابقاتها، على الأقل هذه الحملة الانتخابية تختلف عن سابقاتها، هناك اتهامات كبيرة بالفساد، وهناك اتهامات للرئيس أحمدي نجاد بأنه سبب في عزلة إيران وفي الحالة التي وصلت إليها إيران حتى اقتصادياً، لماذا نعتبرها مختلفة؟
منتهى الرمحي: نعم. يعني على الأقل.. أنتقل للدكتور علي نوري زادة، على الأقل بعد هذه الانتخابات سيكون هناك فرصة للبحث عن الحقيقة والكشف عن الحقيقة إذا ما تم متابعة هذه القضايا، لكن سؤالي: برأيك دكتور زادة لماذا لجأ أحمدي نجاد إلى هذا الأسلوب كونه هو الذي بدأ في الاتهامات بهذا الشكل؟

أحمدي نجاد في مواجهة الإعلام
د. علي نوري زادة: تحياتي إليكم وإلى المشاهدين وللسيد أمير موسوي. أعتقد أن السيد أحمدي نجاد خلال أربع سنوات كانت وسائل الإعلام كافة تحت تصرّفه، وتم إغلاق الأصوات المستقلة، ولم تبقى هناك إلا صحيفة أو صحفتان، إحداهما صحيفة السيد كروبي، "اعتماد ملّي" و"اعتماد الوطني" فلذلك أحمدي نجاد سخّر كل وسائل الإعلام، كل.. يعني كان عنده أكثر من 100 من المواقع الإلكترونية، فاعتمد عليها من أجل تصوير نفسه كرجل قد جاء لإنقاذ إيران من شر الفساد ومن ممارسات الحكومات السابقة. فلذلك استغلّ هذه الفرصة وتجاوز كما تفضل به السيد أمير موسوي كافة الخطوط الحمراء، وأعتقد بأن هذا الأسلوب سوف يطال المرشد أيضاً. السيد رفسنجاني بعث برسالة إلى المرشد اليوم، هذه الرسالة مهمة جداً، حذّر فيها المرشد من مغبة استمرار هذا الأسلوب وهذا السلوك، وقال سوف يعني نكون جميعنا خاسرين، السيد أحمدي نجاد تحدّث عن الفساد دون أن يرد على..
منتهى الرمحي: هو طالبه بالتدخل.. دكتور زادة. طالب المرشد بالتدخل، هل يمكن للمرشد أن يتدخل في هذه المرحلة؟

د. علي نوري زادة: بالتأكيد. يعني السيد أحمدي نجاد تحدّث عن الفساد، دون أن يرد على الأسئلة التي وجّهت إليه بشأن فساد حاشيته، بشأن فساد وزير الداخلية الذي الجميع يعرفون أنه كان رجلاً بلا ثروة وبلا شيء، أصبح بين ليلة وضحاها من المليارديرات في إيران. فهكذا أحمدي نجاد، رفض أن يرد على الانتقادات، وبدلاً من ذلك اتخذ أسلوب الهجوم وتوجيه الصاع ليس إلى فقط إلى موسوي وإلى كروبي وإلى السيد محسن رضائي، بل إلى أولئك الذين زعموا بأنهم وراء هؤلاء المرشحين. تحدّث عن رفسنجاني، تحدث عن ناطق نوري، ناطق نوري أقرب الناس إلى خامنئي، المرشد عيّنه مفتشاً عاماً في مكتبه، يعني هو الشخص الذي كان عندنا أيام الشاه جنرال حسين فردوس يعمل بنفس العمل، يعني كل الأسرار موجودة عنده..
منتهى الرمحي: عند نفس الشخص.
د. علي نوري زادة: فهذا الشخص متهم من قبل السيد أحمدي نجاد بأنه فاسد، وبأن ابنه فاسد وجمعوا ثروة هائلة عبر طرق غير مشروعة.
منتهى الرمحي: طيب. كان هؤلاء يعني إحنا بنعرف أنه كانت ثرواتهم دائماً خطاً أحمر، يعني الحديث عن الثروة. حتى كروبي عندما اتهمه في المناظرة الأخيرة سأله: من أين لك المنزل؟ أول مرة نسمع مثل هذا الكلام في مناظرات.
د. علي نوري زادة: بعد الثلاثين عاماً.. السيدة منتهى. السيد كروبي كان رئيس البرلمان، كان رئيس مؤسسة الشهيد، يعني أحمدي نجاد يعتمد على أسلوب شعبوي رخيص..
منتهى الرمحي: صحيح.
د. علي نوري زادة: لما يقول لكروبي أين كنت قبل ثلاثين عاماً؟ أين كان السيد أحمدي نجاد؟ كروبي كان رئيس البرلمان مرتين، ألا نتوقع من رئيس البرلمان في إيران أن يعيش في بيت متواضع؟ أو بيت حتى فخم وفي إيران هناك بنّائين صاروا مليونيرات؟ ولما يوجه سؤالاً إلى كروبي بشأن ثروته، لا يرد على كروبي حينما يتحدث السيد كروبي عن: ماذا للثلاثمائة مليار تومان اختفى في البلدية؟ وماذا عن مليار دولار اختفى خلال فترة رئاسته؟ لا يرد عليه، ولا يرد على الآخرين، بل يوجّه سؤالاً مضاداً إليهم: من أين لك هذه الثروة؟
منتهى الرمحي: صحيح. ويمكن لأنه كمان الرئيس أحمدي نجاد ما زال يعيش في مكان متواضع ومنزل متواضع، لكن هنا الأسئلة..
د. علي نوري زادة: أبداً أبداً. أحمدي نجاد يعيش في القصر الرئاسي. أحمدي نجاد يعيش في القصر الرئاسي. أحمدي نجاد، هذا مهم جداً، كان رئيساً لإيران لأربع سنوات، وإذا كانت عنده هذه الملفات عن فساد رفسنجاني وعن ناطق نوري والآخرين، فلماذا..
منتهى الرمحي: لم يفتحها.

د. علي نوري زادة: لماذا لم يرسل هذه الملفات إلى القضاء ووزير العدل؟ أقرب الناس إليه السيد.. يعني بهذا الصدد أنا أقول أن أحمدي نجاد اعتماده على هذا الأسلوب الرخيص أضرّ به وأساء إليه أكثر من أن يسيء إلى موسوي أو إلى كروبي أو إلى رضائي. أمس رضائي جاء بإحصائيات دقيقة وببرامج، وأحمدي نجاد بدأ يوجه إليه أسئلة طفولية، أين كنت؟ وكيف أنت عينت قائم مقام لفلان مدينة؟ يعني ربما هذه الأسئلة وهذا الأسلوب الغوغائي يساعد أحمدي نجاد بين بعض الأميين، ولكن الشعب يعرف جيداً من هو أحمدي نجاد، وماذا حلّ بالبلاد بسبب وجوده على رأس السلطة.

هل ينفذ الإصلاحيون وعودهم؟
منتهى الرمحي: عن ما تم ممارسته في عصر أحمدي نجاد. ولا بد لنا أن نسأل الدكتور علي نوري زادة ولو أنه يعني ما زال الوقت مبكراً جداً لمثل هذا السؤال، ولكن الإصلاحيين في إيران أيام الرئيس محمد خاتمي لم يستطيعوا تنفيذ وعودهم للناس وبالذات لطبقة الشباب، جوبهوا بمحاربة من المتشددين، كيف يمكن للناخب الإيراني أن يثق بأن الإصلاحيين الآن قادرين على تنفيذ هذه الوعود فيما يتعلق بالحريات العامة وفيما يتعلق بحقوق القوميات والأقليات التي أشار لها السيد أمير موسوي قبل قليل؟
د. علي نوري زادة: أولاً، إن المطالب التي أثارها السيد كروبي، وأيضاً السيد..
د. علي نوري زادة: السيد كروبي والسيد مير حسين موسوي، هذه المطالب هي الحد الأدنى من مطالب الشعب، ولا أعتقد بأن هناك مرشحاً قد يكون باستطاعته أن يتخلى عن وعوده أو أن يمتنع عن تلبية مطالب الشعب، والنظام سوف يخسر. والآن نرى في إيران الشارع ملتهب، نرى في إيران الملايين من الشبان هم منتشرين في شوارع طهران وأصفهان والمدن الأخرى، فلذلك لا أعتقد بأن.. أولاً يجب أن نعرف بأننا نعيش في عصر بعد أحمدي نجاد، الشعب الإيراني كانت عنده تجارب مرحلة العيش تحت سلطة أحمدي نجاد، كانت من أسوأ مراحل حياة الشعب الإيراني..
منتهى الرمحي: حتى أنه فيه بعض الشباب اللي كانت تجري معهم استطلاعات - اعذرني على مقاطعتك دكتور علي نوري زادة - قالوا بأنهم سيذهبون إلى صندوق الاقتراع فقط كي لا يأتي أحمدي نجاد إلى السلطة من جديد. اعذرني على مقاطعتك دكتور علي نوري زادة. بالطبع موضوع الانتخابات الإيرانية سيكون موضوعنا في اليومين القادمين وستكون لنا لقاءات للتحليل أكثر. شكراً جزيلاً لك على المشاركة.

June 16, 2009 01:55 PM






advertise at nourizadeh . com