June 24, 2009

بانوراما: الحرس الثوري يهدد برد حاسم

large_90063_76873.jpg

اسم البرنامج: بانوراما
مقدم الحلقة: منتهى الرمحي
تاريخ الحلقة: الاثنين 22/6/2009

ضيوف الحلقة :
د. علي نوري زادة (مركز الدراسات العربية الإيرانية)
د. حبيب فياض (خبير في الشؤون الإيرانية)
د. عبد الله الشايجي (رئيس وحدة الدراسات الأميركية في جامعة الكويت)

- الحرس الثوري الإيراني يهدد المتظاهرين برد حاسم فيما الأزمة تتعمق، فهل يستغل الحرس الثوري الظرف لتوسيع نفوذه؟

منتهى الرمحي: أهلاً بكم معنا إلى بانوراما الليلة، هذا العنوان هو محور حلقتنا لكننا نتوقف أولاً مع موجز بأهم الأنباء.
[فاصل إعلاني]

منتهى الرمحي: أهلاً بكم من جديد. هدد الحرس الثوري الإيراني اليوم المتظاهرين المحتجين على نتائج الانتخابات الرئاسية بأنهم سيواجهون رداً حاسماً من جانبه، وهذه هي المرة الأولى التي يتدخل فيها الحرس الثوري صراحة في الأزمة الدائرة في إيران منذ اندلاع الاضطرابات التي أسفرت عن مقتل 17 شخصاً وفق التلفزيون الرسمي الإيراني، وكان العديد من المتظاهرين تحدثوا عن انتشار كثيف لقوات الباسيج التابعة للحرس الثوري بلباس مدني لقمع المحتجين، بل أن حتى أن بعض المواقع تحدث عن قيام هؤلاء بعمليات شغب وحرق ممتلكات عمومية ونسب هذه الأعمال للمتظاهرين ليكون هذا سبب في قمعهم.
ويأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه الأزمة تعمقاً بين معسكرين أصبحا على طرفي نقيض، معسكر المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي والرئيس أحمدي نجاد ومعسكر رفسنجاني ومير حسين موسوي الذي أصبح حاملاً للواء المعارضة في إيران، رغم انتسابه شأنه في ذلك شأن خامنئي إلى ثورة 79 التي أرست دعائم الجمهورية الإسلامية في إيران. فهل يستغل الحرس الثوري الأزمة لتدعيم سلطته وتوسيع نفوذه في البلاد؟
وقبل البدء بمناقشة الموضوع مع ضيوفنا نتوقف مع هذه الصور التي وردت على موقع يوتيوب على الإنترنت والتي تظهر تعرض المتظاهرين للرصاص ما أدى إلى وفاة أحدهم نتابع معاً.. طبعاً ننبه أنه فيه بعض المشاهد مؤلمة في هذه المقتطفات التي تناقلها الإنترنت واليوتيوب تحديداً، نتابع هذه الصورة وهذا الشاب الذي يبدو أنه فارق الحياة وهو مصاب نسمع طلقات نارية أيضاً كثيفة على المتظاهرين لتفريقهم.

هل تقوي الأزمة نفوذ الحرس الثوري؟

نجاح محمد علي: جهود لحل أزمة انتخابات وإنقاذ نظام الجمهورية الإسلامية من الوقوع في انقسام حاد، والمخاوف من اصطفافات جديدة وهذه المرة داخل مؤسسة ولاية الفقيه، مدينة قم الدينية وحوزتها العلمية التي منها انطلقت شرارة الثورة الإسلامية العام 79 تشهد هذه الأيام تحركات مكثفة ولقاءات للتوصل إلى حل ينهي الأزمة قبل أن يقع المحظور وهو حرب داخلية لا تبقي ولا تذر. فبعد ما قيل عن زيارات قام بها رئيس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني إلى مراجع الدين في قم، وما جرى من أحاديث حول التطورات الأخيرة. بدا واضحاً أن الكثير من المراجع الدينيين وجدوا أنفسهم في موقف لا يحسدون عليه، إما القبول بما يريده نظام الجمهورية الإسلامية بشأن نتائج الانتخابات أو مواجهة الولي الفقيه الذي أيدّ نتائج الانتخابات حتى قبل أن يبتّ بها مجلس صيانة الدستور. هذه الاجتماعات دفعت بعض هؤلاء المراجع للحديث عن إعادة الانتخابات في موقف يقارب بما يطالب به الإصلاحيون من دون إسقاط إمكانية اللجوء إلى حل يقدم فيه الرئيس استقالته لإيجاد مخرج للأزمة المستعصية، والتي تهدد بتفكيك النظام وتكريس الانقسامات داخل المجتمع الإيراني.
في مقابل هذه المساعي التي يبذلها رفسنجاني تنشط جماعة داخل التيار المحافظ للنيل منه وعرقلة مساعيه من خلال استهداف عائلته، ومن خلال اتهامها بالفساد المالي بعد الضوء الأخضر الذي أطلقه المرشد في صلاة الجمعة من خلال دفاعه عن صديق قديم، وترك الباب مفتوحاً على محاكمة أولاده بتهم الفساد، الأمر الذي يساعدهم الحد من تأثير رفسنجاني على الرأيين العام الشعبي والخاص الديني. نجاح محمد علي - العربية
منتهى الرمحي: والعلاقات التي تبدو الآن متوترة بين رئيسي النظام المرشد الأعلى خامنئي وهاشمي رفسنجاني رئيس مجلس الخبراء، والذي كان في حزيران قبل عشرين عاماً وراء انتخابات خامنئي كخليفة للإمام الخميني، نتابع ما قاله في ذلك الوقت رفسنجاني خلال اجتماع لمجلس الخبراء لانتخاب إمام جديد للبلاد.
هاشمي رفسنجاني: اسمحوا لي أيها السادة أن أنقل لكم ما سمعه السيد شبستري من السيد طاهري وهي جملة قالها الإمام بحق السيد خامنئي، إذا كنتم ترغبون في سمعها سوف أقولها لكم وإلا سأختار الصمت، يقول شبستري نقلاً عن طاهري قلنا للإمام لا يوجد في البلاد شخص مؤهل يحمل شروط المرجعية وأموراً من هذا القبيل لإدارة البلاد بعدك، فقال الإمام الخميني لما تقولون هذا هناك السيد خامنئي. انظروا أيها السادة.. انظروا أيها السادة فيما يتعلق بهذا الأمر أنا المعارض الوحيد لهذه الفكرة، أنا معارض على أي حال، أطلب من الموافقين القيام.
منتهى الرمحي: وللحديث في هذا الموضوع معنا من لندن الدكتور علي نوري زادة مدير مركز الدراسات العربية الإيرانية أهلاً بك معنا دكتور زادة، ومعي من بيروت الدكتور حبيب فياض الخبير في الشؤون الإيرانية، وسينضم إلينا من الكويت الدكتور عبد الله الشايجي رئيس وحدة الدراسات الأميركية وأستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت، نحن بانتظارأيضاً الدكتور عبد الله الشايجي الذي سيكون معنا بعد قليل. أبدأ مع الدكتور علي نوري زادة ضيفي من لندن أولاً، دكتور علي يعني أيضاً ونحن نتابع ما يحصل في إيران الآن نعرج على ما يحصل في الشارع من عمليات للحرس الثوري أو الباسيج أو ما يقال عن أنهم باسيج باللبس المدني، ولا بد لنا أن نتحدث في سياسة إيران. أولاً تعليقك على أن رفسنجاني كان هو أول من رشح خامنئي كي يكون الولي الفقيه أو إمام الإيرانيين بعد الخميني، ما الذي حصل حتى يصبح الطرفين أو خامنئي ورفسنجاني على طرفي نقيض إذا صح التعبير طبعاً؟
د. علي نوري زادة: تحياتي إليكم وإلى المشاركين وإلى المشاهدين، أعتقد بأن شراكة السيد رفسنجاني والسيد خامنئي تعود إلى ما قبل الثورة، وهؤلاء يعني الرجلان كانا صديقان وقد أشار إلى ذلك السيد خامنئي في صلاة الجمعة هذا الأسبوع، ولكن قبل وفاة الإمام الخميني وبعد تنفيذ مخطط آية الله منتظري الذي تم بمساعدة ومشاركة هاشمي رفسنجاني الله يرحمه السيد الخميني وعدد آخر من قادة إيران آنذاك، فكان موضوع تنصيب آية الله خامنئي مرشداً للثورة وللبلاد موضوع هام، لم يكن رجال الدين الكبار سيقبلون بذلك. كان هناك عدداً من المراجع أكبر سناً وأهم مرتبة وأعلى مرتبة جاؤوا وقاموا بحث شرط المرجعية من شروط من الشروط الضرورية توفرها عند القائد، فلذلك يعني مهدوا الطريق لمن لن يكون مرجعاً كي يتولى السلطة. وبعد ذلك جاء السيد رفسنجاني إلى مجلس الخبراء بينما كروبي كان يودع شيخه وأستاذه وكان الناس حول الخميني مهتمين بمراسيم ترحيمه، السيد هاشمي رفسنجاني دعا أعضاء مجلس الخبراء واخترع عليكم اختيار مرشداً. في الدور الأول تم التصويت لمجلس مؤلف من خمسة أشخاص، رفسنجاني قال لا يمكن إدارة البلاد بخمسة أشخاص، بعدين قاموا باختيار ثلاثة أشخاص مجلس مكون من هاشمي رفسنجاني أحمد الخميني وخامنئي موسوي أردبيلي اعترض عن ذلك وقال أنا أكبر سناً وأعلى مرتبة من خامنئي، بعد ذلك جاء رفسنجاني بهذا الحديث نقلاً عن السيد الشهرستاني، أين السيد الشهرستاني الآن؟ السيد الشهرستاني الآن نزع لباسه الديني بنفسه، فقال رفسنجاني أن الإمام قد قال لنا مرة لما كنا نتحدث بشأن الولاية بشأن خليفته قال بينكم خامنئي لا تبحثون عن شخص آخر، هكذا تم نصب آية الله خامنئي ولياً للفقيه لمدة أربع سنوات، كانت علاقى رفسنجاني مع خامنئي علاقات جيدة علاقات شراكة بين الرجلين، ولكن حينما تمكّن خامنئي من تعزيز سلطاته واختيار رجاله جميعهم إما من وزارة الاستخبارات مثل محمدي وعسكر حجازي أو من الحرس مثل أحمد وحيدي وغيرهم وحسين تائب الذي هو الآن قائد الباسيج، وبعد ذلك حلقة خامنئي أقامت سداً بين خامنئي وبين رفاقه القدامى. خامنئي لم يكن بهذه الدرجة من الزهد، خامنئي كان رجل يحب الموسيقى يحب الشعر فكان دائماً محاطاً بالشعراء والمغنين والفنانين، ولكن مع الأسف هذا خامنئي جديد أصبح ولياً للفقيه. والآن هاشمي رفسنجاني الذي يفكر بمستقبل النظام وليس بمستقبل ابن آية الله خامنئي الذي يريد والده بأن يصبح ولياً فقيهاً طالما ليس هناك شرط مرجعية متوفر يعني ما يهمه، السيد رفسنجاني يفكر بمستقبل النظام. في رسالته التاريخية إلى خامنئي قبل أسبوع قال آية الله خامنئي أنا أرى الدخان أنا أرى الدخان، ويبدو أن آية الله خامنئي لم يأخذ بعين الاعتبار نصائح وتحذيرات رفسنجاني ووصلنا إلى ما وصلنا اليوم، رفسنجاني وخاتمي أصدرا بياناً وقالوا هذا الرئاسة غير شرعية ويجب إجراء انتخابات جديدة.
منتهى الرمحي: طيب. أذهب لضيفي من بيروت الدكتور حبيب فياض، دكتور حبيب فياض يعني معروف أن هذا يحصل في السياسة، يعني قد يتخلى السياسيون عن حلفاء تاريخيين معهم في مقابل تحلفات جديدة. هل يمكن القول بأن هذا التخلي من قبل خامنئي عن رفسنجاني تحديداً بدأ منذ أن لم يستطع رفسنجاني الفوز بالانتخابات برغم كل الدعم الذي كان يقدمه لخامنئي، أي أنه لم يحصل على دعم خامنئي والآن تياره كله أيضاً أصبح خارج اللعبة السياسية بفوز أحمدي نجاد من جديد، لذلك هو مضطر للدفاع عن هذا التيار السياسي؟
د. حبيب فياض: يعني سأجيب على هذا السؤال ولكن اسمحِ لي بداية أن أصحح نقطتين وردتا في كلام السيد علي نوري زادة، أولاً مجتهد شبستري الذي تكلم في البرلمان هو غير مجتهد، شبستري الذي خلع العمامة الشبستري الذي خلع العمامة هو صديقي وهو أستاذ في جامعة طهران ويتعاطى في الفلسفة واللاهوت كان مع الشهيد بهشتي في هامبورغ، في حين أن الشبستري الآخر هو أخوه وهو من الشخصيات المعروفة في إيران. ثانياً ليس من المعقول أن يكون قائد الثورة الإسلامية قبل أن يتحول إلى رئيس جمهورية محاط بالفنانين والمغنين لأنه في إيران إذا وجدنا رجل دين يأكل في الشارع تسقط عدالته، فكيف بنا إذا كنا نتكلم عن رئيس جمهورية وفيما بعد تحول إلى قائد للثورة الإيرانية..


فياض: مواقف رفسنجاني التي اتخذها لأنه في ذروة الضعف وليس القوة

منتهى الرمحي: نعم. طيب الإجابة عن..
د. حبيب فياض: بالنسبة للسؤال الذي تفضلتي به، مسألة هاشمي رفسنجاني أن هناك خطأ شائع أنه هاشمي رفسنجاني دائماً يحسب على التيار الإصلاحي، في حين أنه في الواقع ونفس الأمر هاشمي رفسنجاني يمثل الخط الوسطي في إيران. وسياسات أحمدي نجاد هي التي دفعت هاشمي رفسنجاني حتى يكون أكثر قرباً إلى تيار الإصلاحيين، هاشمي رفسنجاني يتخذ المواقف.. المواقف التي يتخذها حالياً هي نابعة من مسار انحداري بدأ رفسنجاني منذ العام 99 يخضع له، يعني المواقف التي يتخذها رفسنجاني حالياً هو لأنه في ذروة الضعف وليس لأنه في ذروة القوة، ورفسنجاني حالياً بخلاف ما يتصور الكثير من المراقبين هو قيمة إضافية وجوده من الممكن أن يرجح الغلبة لأحد التيارين المحافظ والإصلاحي، ولكنه ليس على يعني درجة عالية من القوة والمتانة. رفسنجاني عام 99 فشل في الحصول على مقعد نيابي، أيضا ًفي عام 2005 عندما كان يعني شخصية معروفة جداً في إيران ولديها تاريخ حافل لم يستطع أن يتغلب على أحمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية، عندما كان أحمدي نجاد آنذاك شخصية مغمورة ومن الصف الثاني وربما الصف الثالث، وصولاً إلى السياسة التي اعتمدها أحمدي نجاد مع رفسنجاني والإصلاحيين عموماً والتي تقوم على الإقصاء والتهميش وعدم الاعتراف بدور هؤلاء، إلى أن وصلت الذروة مع رفسنجاني في الكلام الذي قاله أحمدي نجاد عندما اتهم عائلة رفسنجاني بالفساد وربما اتهم رفسنجاني بالكذب، أنا ما أريد أن أقوله أن أزمة رفسنجاني تختلف جوهرياً عن أزمة الإصلاحيين الآخرين، هؤلاء ربما لديهم مشكلة بنيوية مع السلطة سواء كان أحمدي نجاد رئيساً أم أي شخصية محافظة أخرى، ولكن مشكلة رفسنجاني مع السلطة تحديداً متجسدة في أحمدي نجاد وليس في مطلق التيار المحافظ، بمعنى أنه فيما لو ترشح أحد المحافظين..
منتهى الرمحي: بدلاً عن أحمدي نجاد ما ممكن يكون رفسنجاني عنده هذه المواقف، لكن هنا لا بد أن نسأل إذا كان رفسنجاني ضعيف إلى هذا المدى، لماذا ما زال حتى اليوم هو رئيس مجلس الخبراء ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام وهما المؤسستين الأهم والأبرز في إيران؟ مجلس الخبراء قادر على عزل المرشد إذا قرر أنه لم يصبح قادر على الإدارة ولم يكن عادل ولم تكن المواصفات التي عُين لأجلها ما زالت موجودة فيه، ومجلس تشخيص مصلحة النظام أيضاً لا يقل أهمية عن مجلس الخبراء، إذا كان هذا الشخص لهذا المدى لماذا يبقى؟
د. حبيب فياض: عزيزتي في إيران المعيار الأساسي للقوة هو القدرة على استقطاب الجماهير، كافة المناصب التي استحوذ عليها رفسنجاني هي مناصب تعيينة وبالتنصيب ولم تكن مناصب انتخابية، يعني أنا أستطيع أن أزعم أن نائب في البرلمان منتخب من قبل الشعب يشعر باطمئنان وراحة نفسية أكثر من أي شخص معين في إيران نتيجة قرار حكومي..
منتهى الرمحي: وهذا ينطبق على خامنئي كمان لأنه خامنئي أيضاً لم ينتخب من قبل الشعب هو أيضاً تم تعيينه صح؟
د. حبيب فياض: خامنئي منتخب من قبل الشعب بامتياز لأن خامنئي تم انتخابه من قبل مجلس الخبراء الذي يُنتخب من قبل الشعب..
منتهى الرمحي: رئيس مجلس الخبراء هو رفسنجاني، طيب كيف لا يتعارض هذا الكلام مع بعض؟ نعم تفضل أسمعك..
د. حبيب فياض: الشعب لا يختار رئيس مجلس الخبراء ولكن الشعب بحسب الدستور الإيراني يختار الولي الفقيه أو قائد الثورة الإسلامية، ولكن بما أن الولي الفقيه يجب أن يتوفر على مجموعة من الشروط الدينية الفقهية بحيث أن الناخب العادي لا يستطيع أن يشخص فيما إذا كان هذا الشخص المرشح لمنصب ولاية الفقيه تتوفر فيه هذه الشروط أم لا، فيقوم بانتخاب مجلس الخبراء، ومجلس الخبراء بدوره يقوم بانتخاب الولي الفقيه بالنيابة عن الشعب. على هذا الأساس هاشمي رفسنجاني نعم تم انتخابه كشخصية فقهية دينية من قبل الشعب على أساس أنه عضو في مجلس الخبراء وهذه مسألة يعني ليست امتيازاً كبيراً لأنه هاشمي رفسنجاني هو رجل دين مجتهد كغيره من المجتهدين الذين ترشحوا لمجلس الخبراء، ولكن انتخاب رئيس مجلس الخبراء يتم من المجلس نفسه وللمعلومات يعني بين هلاليين رئيس مجلس الخبراء ليس لديه صلاحيات واسعة بمعزل عن المجلس..
منتهى الرمحي: ككل صحيح هذا معروف وفي ستة من أعضاء..
د. حبيب فياض: تبقى للمجلس.. حتى مجلس تشخيص مصلحة النظام صلاحياته ليست بيد رئيسه بل بيد المجلس..
منتهى الرمحي: لذلك السياسة الإيرانية أو النظام السياسي الإيراني معقد، دكتور علي نوري زادة إذا كان عندك رد؟ يعني الحقيقة أنا ما فهمت أنه يتم اختيار الولي الفقيه من خلال مجلس الخبراء اللي بختاره الشعب، لكن الولي الفقيه يتم تعيينه. أما من يختاره الشعب فهو أيضاً يعتبر معين بهذه الحالة ما فهمت كيف هاي؟
د. علي نوري زادة: أولاً بالنسبة للعلامة محمد مجتهد شبستري هذا الرجل كان حديث رفسنجاني منقولاً عنه لأنه كان تلميذ مباشر للإمام الخميني وكان يحضر دروسه، وفيما يتعلق بمحسن مجتهد شبتسري فهو إمام صلاة الجمعة بتبريز ولم أكن أشير إليه. إلى ذلك فالسيد فياض يتحدث عن السيد خامنئي أنا أعرف السيد خامنئي عشت معه والدي كان صديق والده وكنا نزورهم بمشهد، وأعرف السيد خامنئي معتذراً أكثر من منكم.. وأعرف السيد خامنئي لما كان شاباً لما كان يغني أغاني مازية وعندما متحسماً للسيد عبادي أستاذ عبادي عازف الستار الأول في إيران والسيد أصغر بهاري، وكان هؤلاء مجالسين له.. أنا أعرف السيد خامنئي.. أما فيما يتعلق بانتخاب الولي الفقيه الأستاذ يقول أن أعضاء مجلس الخبراء يتم انتخابهم مباشرة من قبل الشعب، ولكن بعد غربلة الفقهاء من قبل مجلس صيانة الدستور، من يعين أعضاء مجلس صيانة الدستور؟ الفقهاء في المجلس يعينهم آية الله خامنئي المرشد، وبعد ذلك يعني من هذا الجيب إلى ذلك الجيب، وإلى ذلك فإن الإمام الخميني قد قال في جنة زهراء يوم عودته إلى طهران لنفترض أن أجدادنا وأبائنا اختاروا الشاه اختاروا هذا النظام وهذا ليس إلزاماً علينا أن نقبل به، والآن ثلاثين عاماً بعد قيام الثورة إذا كان هناك استفتاء عام في إيران وقد أشار إليه صديقي الكاتب أكبر والمفكر.. لو جرى في إيران استفتاء اليوم فهؤلاء الشبان الذين نراهم لن يصوتوا لنظام ولاية الفقيه، الشعب الإيراني ليس بحاجة إلى من يقرر من جانبه، الشعب الإيراني ليس من خروف الشعب الإيراني ليس بحاجة إلى الرأي، الشعب الإيراني يختار رئيس جمهوريته مثل بقية الشعوب، بينما الآن رئيس الجمهورية عندما أصبح مثل رئيس الوزراء في الأنظمة العربية هناك قائد يتمتع بصلاحيات أعلى من صلاحيات أي ملك وسلطان ورئيس في العالم..


قراءة أبعد لما يحدث في الشارع الإيراني

منتهى الرمحي: سأعود إليك دكتور علي نوري زادة اسمح لي سأعود إليك لكن ينضم إلينا من الكويت أو انضم إلينا من الكويت الدكتور عبد الله الشايجي رئيس وحدة الدراسات الأميركية وأستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت، دكتور عبد الله الشايجي من مراقبتك ومتابعتك للشأن الإيراني في قراءة ما هو أبعد مما يحدث في الشارع الآن، وسنتحدث بعد قليل عن الحرس الثوري ودورهم في الشارع والباسيج باللبس المدني أيضاً في مسألة قمع المتظاهرين، هل هناك صراع حقيقي ما بين المرشد ورفسنجاني تحديداً؟ إذا كنا نعتبر أن رفسنجاني بسبب الظروف التي حصلت وبسبب أحمدي نجاد شخصياً أصبح يمثل التيار الإصلاحي في إيران.
د. عبد الله الشايجي: يعني طبعاً كما ذكرنا في عدة لقاءات أخت منتهى، واضح جداً أن الآن ما يجري في إيران هو في انقسام بين الأجنحة داخل إيران ولكن كلها تحت عباءة النظام الإسلامي الإيراني، يعني عندما يسمع البعض يتكلم عن مير حسين موسوي يظن أنه إصلاحي عالمي أتى من الغرب ليصلح النظام في إيران، يعني موسوي تم المصادقة عليه من مجلس صيانة الدستور كمرشح من 476 مرشحأً أربعة فقط تم اختيارهم أحدهم موسوي، فإذاً يعني هنا خلينا نضع الأمور في سياقها الصحيح أنه حتى موسوي وكروبي والآخرين الذين الآن ينافسون أو يشكلون مع خاتمي ورفسنجاني جناحاً بين قوسين إصلاحي اعتدالي هم لا زالوا أبناء الثورة، ولا زالوا من كما ذكر يعني الرئيس كما يعني واضح جداً أنهم جزء من النظام لا يريدون أن ينقلبوا على النظام، فلهذا السبب لا يمكننا أن نقول بأن ما يجري الآن في إيران يذكرنا بما جرى في عام 79 من الثورة الانقلاب الذي تم على نظام الشاه، بل هو محاولة تصحيحية لما يجري قد يكتب لها النجاح قد لا يكتب لها النجاح..
منتهى الرمحي: طيب هون أنا بدي أسأل دكتور عبد الله الشايجي متفقين تماماً على أنه الكل خرج من عباءة واحدة في إيران سواء كان موسوي أو حتى أحمدي نجاد، لأنه بالنهاية لن يترشح أحد ليصبح رئيس للجمهورية الإيرانية إلا بعد موافقة مجلس صيانة الدستور إطلاقاً، إذن لماذا الآن الحركة في الشارع يعني يتم الإشارة للغرب بشكل كبير من قبل المسؤولين الإيرانيين بأنهم يدعمون هذه الحركة بالشارع وكأن الغرب يدعم موسوي، وهذا ليس يعني ليس صحيحاً على الإطلاق؟
د. عبد الله الشايجي: بالتأكيد يعني موسوي مواقفه واضحة جداً هو مع التخصيب ومع المشروع الإيراني والبرنامج النووي يعني هو سيكون في تغيير الشكل وليس في المضمون، يعني هذه نقطة وحتى أوباما تكلم أنه يكون في فرق كبير بين أحمدي نجاد وبين موسوي لأنهم كلهم سيلتزموا بالثوابت والخطوط العريضة للنظام الإيراني وأفكاره ونظرته ومشروعه وأهدافه ووجوده في المنطقة كقوة رئيسية مهمة لها مشروع ولها أهداف ولها مصالح، يعني لهذا السبب يعني الآن ما يجري في إيران يجب أن أفهمه من عدة نقاط، النقطة الأولى أن هناك الآن تصدير للمشكلة إلى الخارج، يعني واضح جداً اتهام مرشد الثورة في خطبة الجمعة لقوى معينة أميركا وبريطانيا بالتدخل، واتهامات أيضاً من الرئيس أحمدي نجاد أيضاً طلبه أمس من أميركا وبريطانيا بوقف التدخل، اتهام صريح وقوي جداً من متكي والخارجية للعناصر البريطانية تتدخل وأدخل حتى أيضاً مجاهدي خلق في الموضوع، واليوم تجري مناورات كبيرة تقوم بها إيران كل هذا لتحفيز في منطقة الخليج العربي وبحر عُمان لتحفيز الشارع لإثبات للعناصر المحافظة داخل المجتمع الإيراني اللي هو الرصيد الكبير للمحافظين في القرى وفي الأرياف في المناطق الفقيرة بأن النظام الآن تحت حصار تحت تهديد تحت نوع من الغزو الفكري، الإنترنت الآن طبعاً النظام قاعد يتعامل كبيرة وهذا استخفاف أيضاً بما نراه الآن تثبونه أنتم وفضائيات أخرى من مشاهد مؤلمة يتعرض لها الشباب في الشارع الإيراني، هذا استخفاف كبير بهؤلاء هل هو طلب منهم بأن يتظاهروا وطلب منهم.. هم يشعرون بأن الانتخابات سُرقت، الانتخابات تم تزويرها، واليوم اعترف مجلس صيانة الدستور بأنه فيه خمسين دائرة عدد الأصوات الموجودة في صناديق الاقتراع أكبر بثلاثة مليون صوت من عدد الأصوات المسجلة للاقتراع، إذا هذا دليل واضح من مجلس صيانة الدستور أن هناك تجاوزات في العملية الانتخابية التي تمت للرئاسة الإيرانية، ولماذا لا يتم إعادة فرز الأصوات كما يطالب البعض؟ طبعاً فكرة أن يعاد الانتخاب هذه فكرة انتهينا منها، الآن النظام يبي يمشي على أساس أن هناك الآن أمر واقع الرئيس أحمدي نجاد أعيد انتخابه، هؤلاء متمردين غوغائيين والآن سنبدأ نرى الكثير من التحريض أن هؤلاء مخربين إرهابيين وحملهم مسؤولية كبيرة مرشد الجمهورية في خطبة الجمعة بأنهم سوف يتحملون المسؤولية.. إلى بدعة الذهاب إلى الشارع بدل ما المؤسسة الدستورية، انقسام كبير، انقسام يعني يجعل إيران يعيد النظر العرب الذين كانوا معجبين بالنظام يسمى ديمقراطي في إيران بأن هذا النظام ليس ديمقراطي كما كنا نتوقع، هناك مشاكل هناك خروقات هناك تجاوزات وهناك اعتراف بذلك من قبل المؤسسة الأولى المسؤولة عن إحصاء الأصوات وإعطاء الشرعية للرئيس الجديد، لهذا السبب الآن أحمدي نجاد حتى لو أصبح رئيساً سيكون مشكوكاً بهذه الرئاسة بشرعيته في الدوائر الغربية في أوروبا وفي أميركا، وهذا سيجعل صعباً من إدارة أوباما أو الغرب أن يمد يده وأن يستمر اليد ممدودة، مما يعني أن إيران تمر بمرحلة صعبة في بيئتها ومع علاقاتها الخارجية خاصة الحوار اللي كنا قاعدين تكلم عنه والغزل مع أميركا يبدو أنه الآن مرشح لأن يعني يخفت ويتراجع، حتى أوباما يتم انتقاده بشدة من الجمهوريين، وأمس في برامج حوارية انتقاد شديد له من عدة سيناتور مهمين في مجلس الشيوخ الأميركي بأنه صامت بأنه..
منتهى الرمحي: أنه موقف مش حازم..
د. عبد الله الشايجي: غير فعال، وأنه قاعد بدل ما أميركا تقود الأوروبيون يقودون وأصبحت أميركا تابع، وكان ملفت أنه لم يوجه له انتقاد متكي أمس بأن المخابرات الأميركية أو الدور الأميركي قاعد يلعب دور تحريضي كما اتهم البريطانيين، فإيران في أزمة في مأزق تريد أن تصدره الآن للخارج لتحفز الشارع بأننا نحن تحت هجمة كبيرة من الغرب ومن الخارج، فعلينا أن نتوحد وهؤلاء غوغائين سيصمتوا بعد قليل وسينزل الحرس الثوري..
منتهى الرمحي: خلينا نحكي شوي عن الحرس الثوري دكتور.. دعنا نتحدث قليلاً عن الحرس الثوري ولكن اسمح لي يعني سأعود إليك ولضيوفي الكرام للحديث عن الحرس الثوري تحديداً بعد فاصل قصير نواصل بعده بانوراما.
[فاصل إعلاني]
منتهى الرمحي: أهلاً بكم معنا من جديد. وقد بدأ الدكتور عبد الله الشايجي وأشرنا في البداية وفي المقدمة قليلاً للحرس الثوري الإيراني الذي خرج اليوم عن صمته ليهدد المتظاهرين بمزيد من القمع، من هو الحرس الثوري ومتى تشكل وما حجم قوته؟ لنتابع.


لمحة عن الحرس الثوري الإيراني

زين الفايز: حامي حمى الثورة وحارسها في إيران ذلك هو الحرس الثوري الإيراني، عمره من عمر الثورة حيث أنشأ في العام 1979 بهدف حماية نظام الحكومة الإيرانية الجديدة آنذاك بقيادة الخميني. وجود الحرس الثوري في إيران منذ بدء الثورة وحتى الآن ترسخ ليشمل مختلف النواحي العسكرية والاقتصادية فأصبح قوة رئيسية، تنضوي تحت لواء الحرس الثوري الإيراني قوات التعبئة العامة المعروفة باسم الباسيج وهو مجهز بقوات برية وبحرية وجوية واستخبارات علاوة على القوات الخاصة، يضم الحرس الثوري الإيراني في صفوفه نحو نصف مليون مقاتل.
لعب الحرس الثوري الإيراني دوراً مفصلياً إبان الحرب العراقية الإيرانية حيث شارك في العديد من المعارك، لديه قوة اقتصادية كبيرة وشركات بأسماء مختلفة، كما أنه يلعب دوراً كبيراً في صناعات إيران العسكرية وأُدرجت أسماء قادته في إطار قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وضعته الولايات المتحدة على لائحتها كمنظمة إرهابية بعد اتهامها له بدعم حزب الله وحركة حماس.
الحرس الثوري منعه الخميني من التدخل في السياسة بل حرم على عناصره الانتماء إلى الأحزاب والجمعيات السياسية، وقد ظل وفياً لتعليمات الخميني غير أنه تدخل بشكل سافر في انتخابات عام 2005 لصالح المرشح محمود أحمدي نجاد، ويتهمه الإصلاحيون بأنه شن حملة كبيرة لتشويه سمعة الرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني ومنع فوزه في الانتخابات قبل الماضية، ويكرر الإصلاحيون هذا الاتهام في الانتخابات الأخيرة ويقولون إن الحرس الثوري يخطط لانقلاب إذا أسفرت نتائج هذه الانتخابات لصالح مير حسين موسوي.
وفي رسالته السادسة وجه موسوي تحذيراً شديداً للحرس الثوري وباقي القوى العسكرية من استخدام العنف مع المتظاهرين، وحذرهم من تحويل إيران التي قال إنها خضراء إلى ثكنة عسكرية وذكرهم بأيام الشاه وأن الظلم لن يدوم. زين الفايز - العربية
منتهى الرمحي: عوداً لضيوفي من لندن الدكتور علي نوري زادة، ومن بيروت الدكتور حبيب فياض، ومن الكويت الدكتور عبد الله الشايجي، أهلاً بكم معنا من جديد، مباشرة إلى ضيفي من بيروت الدكتور حبيب فياض. دكتور حبيب هل يمكن اعتبار الحرس الثوري أنه أصبح جزء الآن فيما يحدث في إيران، يعني من غير المعقول أن السلطات في إيران تمنع وسائل الإعلام من التغطية وكأنه العالم مغلق، العالم قرية مفتوحة الآن عن طريق الإنترنت أي صورة عن طريق موبايل ممكن أن تنقل لكل العالم ليراها، ما نشاهده في الشارع الإيراني مختلف تماماً عما نسمعه من السلطة الإيرانية بأن الأمور يعني فيه أمن والأمن مستتب في الشوارع؟
د. حبيب فياض: يعني فقط بدي بس تعطيني فرصة صغيرة أني يعني أن أدلي ببعض الملاحظات حول الكلام الذي قيل، بداية عندما قال زميلي من الكويت بأن الجميع تحت سقف النظام أنه لا يوجد مرشح خارج إطار الدولة الإسلامية في إيران، وهذا الكلام صحيح. طرحتي عليه سؤالاً إذاً لماذا التدخل الأميركي في المسألة الانتخابية الرئاسية في إيران؟ وكأن التدخل الأميركي لا يأتي إلا إذا كان هناك أحد المرشحين محسوب على أميركا ويتعامل مع الأميركيين بشكل مباشر، في حين أن الأميركيون والغربيون بشكل عام عندما يتدخلون في القضية الإيرانية لا يتدخلون لصالح مير حسين موسوي أو لصالح أحمدي نجاد، إنما يتدخلون من أجل إحداث فتنة في إيران ومن أجل ضرب إيران وإضعاف إيران، لأن الأميركي حاول من خلال مجلس الأمن على خلفية الملف النووي لم يستطع أن يدفع إيران إلى التراجع، حاول من خلال المفاوضات المباشرة أيضاً وجه بالتعنت والعناد الأميركي، حاول من خلال المفاوضات المباشرة أيضاً ووجه بالمناورة والمراوغة الإيرانية على خلفية ملف النووي أيضاً، مؤخراً كان هناك كلام عن ضربة عسكرية إسرائيلية فجاء البديل على لسان كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية قبل شهر، كانت تتكلم وتنتقد سياسة بوش التي كان يعتمد من خلالها على القوة العنفية إذا صح التعبير في التعامل مع إيران وطرحت القوة الذكية، يعني 85 مليون دولار خصصت من قبل الكونغرس الأميركي للتعامل مع إيران، هذه الأموال كيف يمكن أن تنفق؟ وإذا لم تنفق في مثل هذه الظروف الصعبة التي تعيشها إيران يعني متى هي الظروف التي يمكن أن تنفق من خلالها؟ وكلنا يعلم أن هناك فريق عمل في الخارجية الأميركية بعيداً عن cia بمعزل عن cia مكون من دينس روس وغارد كوهين وغيرهم يتولون عملية إدارة يعني تعميق الأزمة داخل إيران. أنا لا أريد أن أقول أن نشأة المؤامرة في إيران هي خارجية بل إن نشأة المؤامرة داخلية بامتياز، ولكن مضاعفة هذه الأزمة وتوجيه مسارها وربما التحكم بها والدخول على خطها هو مسألة خارجية وغربية تحديداً، هذا أولاً. ثانياً صحيح أن المشهد في إيران ضبابي، ولكن أنا أعتقد وأتكلم بصراحة أنه الإعلام الغربي وبعض الإعلام العربي هو أكثر ضبابية من المشهد الموجود في إيران، يعني هناك مجموعة من الشائعات التي يتلقفها البعض ويحولها إلى معطيات وثوابت ويبدأ يبني معها ويتعامل معها على أساس أنها تحصيل حاصل. قبل قليل كان يتكلم الدكتور عبد الله أنه ثلاثة ملايين صوت وجدت مزورة، أختي العزيزة أنا اليوم تابعت الموضوع عبر مواقع فارسية ورسمية وأيضاً استمعت بأذني إلى كلام كود خودائي الذي نسب إليه هذا الكلام، كل الذي قاله أنه أُخذت عينات عشوائية مجموعها ثلاثة ملايين صوت سوف ننظر إذا كان فيها تزوير، منذ الصباح إلى الآن هناك تهليل وتطبيل بأنه وجد في إيران ثلاثة ملايين صوت مزورة. البارحة آية الله جوادي آملي أفتى بضرورة أن يحفظ كل من النظام والشعب.. وجدنا الإعلان يتكلم أنه آية الله جوادي آملي المفرط فيه محافظته وتقليديته يقال بأنه انحاز إلى الإصلاحيين، قبل البارحة علي لاريجاني تكلم وانتقد وزارة الداخلية وتحدث بأنه أعمال العنف يجب أن تقف، إذا بنا نفاجئ بأنه علي لاريجاني يقال بأنه ينتقد مجلس صيانة الدستور. قبل ذلك مير حسين موسوي في الإقامة الجبرية، طيب يعني من حق المشاهد أن يفهم الصورة في إيران كما هي وأن تقدم له بصورة موضوعية، هلأ ما بعرف.. أجاوب على مسألة..
منتهى الرمحي: الحرس الثوري لأنه كان بالنسبة إلي مهم لأنه الحرس الثوري خرج عن صمته وهدد بأنه سيمارس المزيد من القمع بمعنى على المتظاهرين، يعني هل أصبح جزء في واضح في اللعبة؟
د. حبيب فياض: نعم باختصار حتى لا أصادر دور الآخرين، الحرس كما جاء في تقريركم هو مؤسسة تتدخل عندما يتعرض النظام في إيران إلى خطر سواء كان هذا الخطر داخلياً أو خارجياً، وأنا هنا أعلن بأن جمهور المحافظين يمارس يعني قيادات المحافظين تمارس عملية ضبط لجمهورها حتى لا ينزل..
منتهى الرمحي: حتى لا تنزل إلى الشارع طيب دعني أسأل الدكتور علي نوري زادة، أنت تفضلت بكثير من النقاط.. أيوه تفضلت بكثير من النقاط التي يمكن الدكتور علي نوري زادة عنده إجابة عليها، في الحقيقة يعني لا نعتمد على مصدر واحد في الإعلام، والصور التي أمامنا والتي نشاهدها مهما كان مصدرها عن طريق اليوتيوب أو عن طريق الإنترنت من أي وسيلة أخرى، لكنها موجودة داخل إيران 85 مليون دولار تدفع لتخريب إيران من الداخل القوة الذكية التي تحدثت عنها كلينتون هذا ما قاله الدكتور حبيب، والآن من مصلحة الغرب أن يضاعف الأزمة داخل إيران ما رأيك؟ ومش صحيح أنه في ثلاثة مليون صوت تم تزويرها تفضل.
د. علي نوري زادة: سيدتي العزيزة يرجى رعاية الإنصاف في تقسيم يعني يرجى الدكتور فياض يتحدث عشر دقائق متواصلة وعندي فقط مثلاً ثلاثة ثواني يعني لا يمكن..
منتهى الرمحي: لا ثلاث ثواني مستحيل..
د. علي نوري زادة: ثلاث دقائق.. على أية حال أولاً أود أن أوضح لا علاقة لمنظمة مجاهدي خلق بما يدور في إيران، الشعب الإيراني سبق أن رفض أولئك الذين خانوا بلدهم ووقفوا مع صدام ضد إيران، مجاهدي خلق حاولوا خطف اعتراض الناس. وكما شاهدنا أمام السفارات الإيرانية في الخارج الإيرانيون رفضوا مجاهدين خلق وطردوهم، فلذلك أود أن أقول بأن النظام لما يبث على التلفزيون السيد رجبي ثلاثة مرات فهي تقول شيء مسخرة تقول إن 15% من الإيرانيين شاركوا في الانتخابات، يعني لا علاقة لمجاهدي خلق بما يدور في.. هذا واحد، الشيء الثاني الدكتور فياض يتحدث دائماً عن التدخل الأميركي أي تدخل؟ لأربعة أيام لازم الرئيس الأميركي الصمت وسبب في اعتراض الكونغرس في اعتراض الصحف والصحف كانت تنشر صور صحايا هذه المواجهات، والسيد أوباما كان يتحدث لا نريد التدخل في شؤون إيران. العالم قرية واحدة، بورما تتعرض لإيذاء وأمين عام الأمم المتحدة يتحدث عنه شو علاقة أميركا أو بريطانيا؟ النظام الإيراني منذ ثلاثين عاماً دائماً يتحدث تدخل تخطيط تورط وهو متدخل في جميع قضايا المنطقة، من تدخل في العراق في لبنان في البحرين في الكويت في مصر في مغرب من تدخل؟ أميركا أم بريطانيا أم النظام الإيراني أم الحرس أم فيلق القدس؟ من تدخل في أفغانستان؟ فيلق القدس فلذلك دائماً اتهام أميركا وبريطانيا وإسرائيل هذا أسهل شيء نفعله اتهام الآخرين دون أن نراجع أنفسنا ونصحح أخطائنا، هناك خطأ في إيران، هناك السلطة ارتكبت جريمة بحق الشعب سرقت أصوات الشعب وحاولت مصادرة أصوات الملايين من الإيرانيين ممن شاركوا في الانتخابات، ليس من أجل عيون آية الله خامنئي او أحمدي نجاد أو موسوي أو كروبي، إنهم شاركوا في الانتخابات من أجل تغيير موسوي وكروبي كانا يمثلان التغيير، فلذلك صوتوا لهما. والسيد أحمدي نجاد الحكومة والسيد خامنئي وفقاً لما رأيناه يوم الجمعة كان واضحاً بأنهما قد اتخذا قراراهما منذ شهور لمصادرة نتائج الانتخابات، الشعب الإيراني عبر عن رأيه بهدوء وبشكل سلمي، السلطة استخدمت الطلقات النارية هل هناك في العالم نظاماً يرمي ماء ساخن من السماء على رؤوس الناس هذا نظام إسلامي هذا ولاية الفقيه هذا استمراراً لولاية علي ابن أبي طالب عليه السلام؟ وأستاذ فياض يعرف قصة خلخال والمرأة اليهودية، فكيف يمكن أن يبرر نظاماً، الحرس الثوري اليوم أنا أشيد بحرس الثوري..
منتهى الرمحي: هو قال أنه الحرس الثوري لا يتدخل إلا إذا تعرض النظام الأمني يعني الوضع الأمني في الداخل..
د. علي نوري زادة: اليوم عدد من قادة الحرس أعلنوا في بيان بأنهم لن يطلقوا النار على الناس، قالوا إنهم سيرفضون الأوامر وعلي فضلي هو مصدر اعتزاز الإيرانيين وأحد قادة الحرس خلال الحرب الإيرانية العراقية، وأصيب وتعرض لعدة جروح جروح خطيرة هو كان قائد حراسة طهران..
منتهى الرمحي: دكتور علي ما بقي معي إلا ثلاث دقائق فقط يعني من حقي أني أعطيها للدكتور عبد الله الشايجي أرجو أن يكون منحتك وقت كافي كما منحنا الدكتور حبيب فياض، دكتور عبدالله أنت ضيفنا المستقل يعني فأرجو أن تسامحني أنه ما أعطيتك وقت كثير، لكن هذا الجدل يعني من المعروف أنه في أنباء يعني أنباء متنوعة تخرج من إيران وفيه أصوات مختلفة تخرج من إيران، أن تمنع وسائل الإعلام أن تغطي ما يحدث داخل إيران مفروض أن يعني تعطي الكثير من التفسيرات لما يحدث داخل إيران، هل مطلوب فقط أن يستمع إلى ما يقوله التلفزيون الإيراني؟ أم أن مصادرنا في الأخبار يجب أن تتنوع أيضاً؟
د. عبد الله الشايجي: هذا الانغلاق طبعاً جزء من البارنوي النظامي واضح جداً أن إيران تسبح عكس التيار الآن هناك انفتاح كبير كما واضح جداً العالم قرية كونية، أي رسالة أو أي صورة على أو فيديو على الموبايل كاميرا ستنتشر في العالم، ولكن علينا أن نكون حذرين مما يرسل في التويتر وفي وسائل الإعلام الأخرى لا،ها تأتي من عناصر معادية للنظام أيضاً وهمها أن يعني تفضح النظام بشكل كبير وأحياناً بشكل مفبرك، فهذا على الإعلام أن يكون أيضاً يقظ ولكن المشكلة تكمن في أن الإيرانيين يرفضون الآن السماح لوسائل الإعلام سواء مراسلين أجانب أو وكلات أنباء أو أنتم العربية أغلق مكتبكم في طهران دون إبداء أي سبب، كيف يمكن أن يكون عندنا المعلومات الدقيقة؟ لا يوجد يعني فضائيات أو وسائل إعلام محايدة تنقل سواء كانت غربية شرقية يابانية عربية تنقل من الشارع ممنوع يعني حتى المراسلين الموجودين الآن لبعض الوكلات الأنباء والفضائيات ينقلون من الاستديو وليس يمكن رح يطلع السطح فقط أما من داخل الشارع فممنوع، هذا طبعاً تصرف نظام يشعر بأنه محاصر ويشعر بأنه عليه أن يدافع عن هذا النظام، ومسيء جداً أن ينزل الحرس الثوري الذي هو يعني دولة داخل دولة 120 ألف من المسلحين بشتى الأسلحة، والمفروض أن يحافظ على النظام ويحمي النظام من الاعتداءات ومن الخارج وأيضاً من الداخل، ولكن ضد الشعب يعني هذا قاعد يفقد وقاعد يعني يضعف الثقة بالنظام الإيراني كنظام يمكن أن يصدر ما لديه إلى الخارج..
منتهى الرمحي: هدول متظاهرين عزل حتى اللحظة يعني ما استخدموا أي وسيلة للدفاع عن أنفسهم
د. عبد الله الشايجي: أخت منتهى كانت الفكرة تصدير الثورة الآن من يريد هذه الثورة التي تصدر؟ يعني عندما نرى هذه الصور المؤلمة والفتاة التي كل وسائل الإعلام المضرجة في الشارع أصبحت هي رمز للمقاومة وقاعدة تعطي إيران سلاح للآخرين ليستخدموه..

منتهى الرمحي: ليستخدموه ضدها.. الدكتور عبد الله الشايجي رئيس وحدة الدراسات الأميركية وأستاذ العلوم السياسية أرجو أن تعذرني لأني ما أعطيتك الوقت الكافي ولكن انتهى وقت بانورما شكراً جزيلاً لك، الدكتور حبيب فياض شكراً جزيلاً لك دكتور علي نوري زادة شكراً جزيلا لك على المشاركة. تحية لكم وإلى اللقاء.

June 24, 2009 06:28 PM






advertise at nourizadeh . com