May 17, 2011

گفتگوي المستقبل با عليرضا نوري زاده

TopAllinonestatic.gif

حزب الله" لن يصمد بدون نظام الأسد و"حماس" أدركت أنها النهاية..
nourizadeh.-almustaqbal.jpg

نوري زاده لموقعنا: هكذا تساعد طهران بقمع تظاهرات سوريا..
* توريث الخامنئي السلطة لابنه هي أصل الخلاف الإيراني

::طارق نجم::

استعرت في الاسابيع الماضية الحرب الباردة التي كانت تجري كالنار تحت الرماد بين المرشد الأعلى للثورة الاسلامية علي الخامنئي وبين رئيس الجمهورية الايرانية محمود احمدي نجاد، على خلفيات متعددة كان آخرها قضية استقالة وزير الاستخبارات الايراني حيدر مصلحي (المحسوب على الخامنئي) بطلب من نجاد، والتي رفضها الخامنئي طالباً من الوزير مصلحي متابعة عمله.
هذه الخلافات التي ظهرت الى السطح، كانت بوادرها بدأت مع رفض المرشد تنصيب رحيم مشائي، مديراً لمكتب نجاد، في وقت اصر الرئيس عليه. ...

ويعتبر الكثير من المحللين أن مشائي قد يكون الخليفة المحتمل لنجاد، بالمقابل فالخامنئي يسعى لتولية احد ابنائه رئيساً للجمهورية، كما اشار الدكتور علي نوري زاده، رئيس مركز الدراسات العربية – الإيرانية. وقد افاد الدكتور زاده، من مقره في لندن، موقع 14 آذار الألكتروني أنّ ايران تمدّ النظام السوري بالمساعدات البشرية والعينية لمنع سقوطه لأنّ زوال نظام الأسد يعني التمهيد لسقوط نظام الملالي في طهران وكذلك زوال حزب الله اللبناني. ولم يغفل نوري زاده اهمية الموقف الذي تلعبه الدول العربية في التصدي للخطر الإيراني الذي ينظر لدول الخليج على انها جزء من امبراطوريته، وما قرار حماس بالمصالحة مع فتح والانتقال من سوريا الا دليل على قرب نهاية نظام الأسد.

الخامنئي اوصل نجاد للرئاسة ليحوله خادماً وجاءت المفاجأة حين طالب الرئيس بصلاحياته الدستورية

وعن سؤالنا حول صحة الأخبار التي تناولت الخلافات بين المرشد الأعلى للثورة الاسلامية علي الخامنئي ورئيس الجمهورية محمود احمدي نجاد، اجاب زاده: "في عهد الرئيس محمد خاتمي، كان مؤيدو المرشد يقولون أن السيد خاتمي يريد النيل من المرشد ويعمل على تقليص صلاحياته، ويتحداه عندما تسنح الفرصة. في حين ان خاتمي كان يردّ أنه يحترم الخطوط الحمراء ويؤكد على عدم تجاوز المسؤوليات والصلاحيات الموكلة إليه.

وعلى الرغم من ذلك فقد كان السيد خاتمي يتعرض كل فترة لأزمة كان سببها والمحرض عليها هو المرشد الأعلى أي الخامنئي. أما بالنسبة لأحمدي نجاد، فإننا نذكر أنه وصل بفضل تدخل مباشر من المرشد في آلية الإنتخابات في فترة الرئاسية الأولى. وفي الفترة الثانية، دفع المرشد نحو تزوير نتائج الإنتخابات الرئاسية ربما هي الأكبر من نوعها في تاريخ ايران الحديث.

ولقد انفق السيد الخامنئي رصيده الديني والشعبي وشرعيته القيادية من اجل ايصال احمدي نجاد للرئاسة للمرة الثانية، على ظن ان نجاد سيكون خادماً له و مطيعاً ومتبعاً لأوامره. غير أن المفاجأة جاءت عندما تبيّن أن احمدي نجاد صعد على كتفي المرشد الأعلى، ونال شرعيته من المؤسسة الدينية الحاكمة ومن ثم قال للمرشد أنت تمّ اختيارك بـ57 صوت في مجلس الخبراء، أما أنا فرئيس ايران المنتخب من خلال ملايين الأصوات التي اعترفت لي بصحتها وبصحة فوزي بالانتخابات. نجاد أخبر المرشد أنه بناء على الشرعية التي اكتسبها من خلال الإنتخابات، فهو يريد أن يكون رئيساً دستورياً وفق ما نصّ عليه الدستور من خلال تعيين وصرف الوزراء!"

المشكلة بدأت مع مصلحي ولكن الخلاف الحقيقي هو حول توريث الخامنئي السلطة لابنه مجتبى

وتابع نوري زاده "وقد انطلقت شرارة الخلاف عندما رفض نجاد التعاون مع حيدر مصلحي (وزير الاستخبارات) لأنّ هذا الرجل لا يميز بين الحر والبر، وقد وصفه نجاد حرفياً بـ"الحمار". ومصدر امتعاض احمدي نجاد هو فشل مصلحي في استشراف نتائج الأحداث التي جرت في العالم العربي بشكل صحيح؛ فقد رفع مصلحي العديد من التقارير لكل من نجاد ومجلس الأمن القومي، والتي ثبت أنها غير واقعية ابداً ومنها على سبيل المثال، أن آل خليفة في البحرين سيسقطون خلال أيام وهذا ما لم يحصل بل ما وقع هو العكس تماماً، حيث تمّ القضاء على الحركة المدعومة من ايران. ومن ثم كان هناك تقرير آخر ادعى فيه مصلحي أنّ الرئيس السوري بشار الأسد سيتمكن من اخماد التحرك الشعبي (الذي وصفه بانه صهيوني اميركي) ليتبين لاحقاً أن النظام في سوريا يعاني عجزاً في مواجهة لا يبدو انه متفوق فيها، وهو ما يمثل بحدّ ذاته خطر شديد على الأمن القومي الايراني. وكذلك كانت هناك تقارير تخص اليمن وليبيا، توقع فيها مصلحي ان يسقط علي عبد الله صالح ومعمر القذافي في وقت وجيز، لتأتي الوقائع فتثبت عكس ما ورد في تقارير مصلحي الاستخباراتية".

واضاف الدكتور زاده "كل هذا يدلّ على ان مصلحي ليس مؤهلاً لوزراة الاستخبارات ويجب اقالته. غير أن المرشد لم يوافق على هذا الاجراء، معتبراً أن وزارة الاستخبارات بالاضافة الى وزارات للدفاع، والخارجية، والداخلية هي من نصيب المرشد الأعلى حصراً. هنا اتخذ نجاد موقفاً اعتراضياً على سيطرة الخامنئي على كل الوزارات السيادية. ولكن القضية هي اكبر من ذلك؛ فاحمدي نجاد لا يريد للمرشد أن يسيطر لى مؤسسة الرئاسة بل كان يمهد الطريق لمدير مكتبه رحيم مشائي او لمساعده السيد قابائي ليشغل احدهما المنصب بعده. بالمقابل فإن المرشد كان يعمل لإلغاء "الأحمدي نجادية" (إن جاز التعبير) مع رحيل نجاد عن السلطة. وبالتالي كان هناك تعارض في المصالح بين الإثنين جزء منها يتعلق بالأموال، والجزء الأكبر يتعلق بمخطط السيد الخامنئي لاستغلال احمدي نجاد من اجل تمهيد الطريق نحو الرئاسة الجمهورية الاسلامية لمجتبى الخامنئي (الابن الثاني للسيد علي الخامنئي) وكي يترشح للانتخابات خلفاً لنجاد".

ايران أرسلت جميع اشكال الدعم للنظام السوري من أجل مواجهة التظاهرات والاحتجاجات الشعبية..

من جهة أخرى، أشار نوري زاده الى دور نظام الملالي الايراني في سوريا مؤخراً فأوضح "أنّ المساعدات الايرانية تصل الى سوريا بأربع اشكال: اولاً، ترسل طهران أجهزة حديثة للقمع او لمكافحة الشغب والتي سبق لايران أن اشترتها مؤخراً وبالتحديد منذ اربع سنوات واستعملتها لقمع المتظاهرين مثل المصفحات والآليات خاصة وسيارات أطفاء الحريق وغيرها وهي الآليات والأدوات التي يفتقر اليها النظام في سوريا. ثانياً، عمدت طهران الى دفع وتمويل تكاليف ومشتريات سوريا من آليات وأدوات لقمع المتظاهرين ابتاعتها سوريا مؤخراً على عجل من الصين ودول اخرى. ثالثاً، أوفدت اجهزة الأمن الايرانية مستشارين لسوريا من اجل مد يد العون للسوريين اللذين يفتقرون للخبرة في مجال قمع الشغب، في حين ان ايران تمتلك الخبرة العملية. ومن بين هؤلاء قائد قوات الأمن الايراني العميد أحمدي مقدم وهو عديل احمدي نجاد، الذي اجتمع الى المسؤولين السوريين ليقدم خبرته لهم. رابعاً، ارسلت ايران بعدد من الوحدات الخاصة التي بلغ عددها 500 عنصر متدرب على فنون الحرب المدنية وكذلك الحرب الالكترونية. كما وجهت تعليمات خاصة الى الطلبة الايرانيين البازيج المبتعثين للدراسة في جامعات سوريا وكذلك لطلاب حزب الله أن يشرفوا على قمع الطلبة السوريين الذين يتظاهرون، ويعاونون الأمن السوري يساندهم ألف عنصر من حزب الله منخرطين في قوات الأمن السورية وقد وضعوا تحت امر القيادة السورية".

...وايران تعلم ان نظامها وحزب الله لن يستمرا من دون سوريا.. ولذلك غيرت حماس من مواقفها

ورداً عن اهمية سوريا بالنسبة لإيران، اوضح قائلاً "بالنسبة لإيران فإن سقوط سوريا ام وقع خلال اسابيع فهو كارثة وتمهيد لسقوط نظام طهران، لأنه بكل بساطة فإنّ النظام الايراني لا يستمر من دون وجود حزب الله وحماس. وكذلك فان حزب الله لا يستمر يوماً واحداً من دون سوريا. بالنسبة للايرانيين فانهم يعتبرون ان سوريا هي النظام المكمل لهم ومن دون الشام ستكون بوابة العرب مغلقة امام طهران. فلا نجد الا سوريا ولبنان امام ايران، ونذكر ان حزب الله ليس بمقدوره الاستمرار اكثر من يوم واحد من دون سوريا وبلا ايران. وقد تنبهت لذلك حركة حماس ورئيس مكتبها السياسي خالد مشعل، وهو رجل ذكي تمكن من الهروب من الموت عدة مرات، الذي أدرك ان النظام في دمشق لن يعيش طويلاً، وشعر بان له لا مستقبل في سوريا. فرأينا مشعل كيف غير موقفه، وقرر التوقيع على اتفاقية مصالحة مع ابو مازن (بعد كان مشعل سما ابو مازن منذ اسبوعين خائن، ليتحول فجأة الى رئيس ومناضل!). وبالرغم من ان مشعل نفى انه قرر الانتقال من سوريا بعد ان عاتبته دمشق على القيام بالمصالحة من دون استشارتها، فسوف نرى في الأيام المقبلة كيف سيتجه خالد مشعل وموسى ابو مرزوق الى الدوحة والقاهرة".

السعودية ودول الخليج لا ثقة لها بعد الآن بالنظام الايراني الذي يعتبر هذه الدول جزءاً من امبراطوريته

"الأبواب العربية مقفلة في وجه إيران" وبحسب الدكتور زاده " فإن دبي كانت مفتوحة حتى مارست الامارت المتحدة ضغوطاً على امارة دبي لتحجيم نفوذ ايران فيها. وبرغم النفوذ الايراني في العراق، فهناك ما يزيد عن 100 ألف جندي اميركي منتشرين في بلاد ما بين النهرين بالإضافة الى وجود العديد من الاحزاب والتيارات المعارضة للنظام الإيراني بما في ذلك الاكثرية النيابية برئاسة الدكتور إياد علاوي. أما في قطر، وبرغم العلاقات الجيدة التي تجمع الدوحة بطهران، فقد زار ولي العهد القطري طهران مؤخراً طالباً من الإيرانيين الكفّ عن القيام بمحاولات التخريب في بلاده من خلال خلاياها التجسسية، للحفاظ على قطر كبوابة لايران حيث تعمل الاستثمارات القطرية في ايران وبالعكس. لهذا رأينا، أنه على الرغم من ان قوات درع الجزيرة تشمل جنود قطريين يقدرون بـ500 فرد الى جانب القوات السعودية، فإن الإعلام الايراني تجنب ذكر القطريين وركز على السعوديين".

وختم زاده حديثه "التجسس مارسته إيران على الكويت بالرغم من ان هذه الدولة العربية كانت صديقة لطهران ومنحتها ما لم تمنح اي دولة اخرى، حتى في أشد لحظات الثورة الخضراء في إيران، فنذكر كيف زار رئيس وزراء الكويت العاصمة الإيرانية وأثار استياء العديدين من الأوساط المعارضة والوطنية هناك. ولم تتوقف ايران عن ممارسة نشاطها غير المشروع في الكويت عبر خلايا التجسس، بل أنّ تفجيرات الخبر التي وقعت في السعودية كانت ايران وراءها وارسلت المتفجرات عبر الكويت، كما لا يمكن ان ننسى حين حاول العملاء الايرانيون من قبل اغتيال الأمير الراحل للكويت. وقد حاولت الكويت اخفاء والتخفيف من التدخلات الايرانية لان طبيعة الكويت مسالمة وتعمل للعيش بسلام. لذا فالدول العربية في الخليج لن تعتمد على الصداقة الايرانية بعد الآن، فقد انتهى شهر العسل بين السعودية وايران التي رأيناها في عهد خاتمي، ولا ثقة بالولي الفقيه الذي يرى في جزيرة العرب جزء من الامبراطوية الفارسية.

لينك مطلب :

http://14march.org/news-details.php?nid=MjkzMDU2

May 17, 2011 02:29 AM






advertise at nourizadeh . com